تواصلت احتجاجات آلاف الفرنسيين على فوز نيكولا ساركوزي برئاسة فرنسا حيث قام متظاهرون بتحطيم واجهات متاجر وأشعلوا حرائق في وسط العاصمة "باريس" مساء أمس الاثنين . وحاولت شرطة مكافحة الشغب – بحسب الجزيرة - إبعاد المتظاهرين المتراوح عددهم ما بين 300 و400 شاب عن ميدان الباستيل حيث بدأ الاحتجاج فيما كانوا يرددون شعارات مناهضة لساركوزي. وفي حصيلة أعلن عنها صباح أمس أنه تم إحراق 730 سيارة وإيقاف 592 شخصا بعد صدامات في باريس ومدن فرنسية أخرى أعقبت الإعلان عن نتائج الانتخابات. وكانت المرشحة الاشتراكية للانتخابات الفرنسية سيغولين رويال حذرت الجمعة من احتمال حدوث أعمال عنف في حال فوز خصمها ساركوزي وزير الداخلية السابق الذي يعتبره عدد من شبان الضواحي الفقيرة عدوهم الأول. في الأثناء وصل ساركوزي رفقة زوجته وابنه بعد ظهر أمس إلى جزيرة مالطا للخلود إلى الراحة ثلاثة أيام حسب مصادر مقربة من الحكومة المالطية. وقد تعرف موظفو مطار مالطا الدولي إلى ساركوزي الذي كان يرتدي سروال جينز وقميصا من دون ربطة عنق وقد وضع على عينيه نظارتين شمسيتين. وكان رئيس فرنسا المنتخب أعلن قبل انتخابه أنه سيخلد إلى الراحة استعدادا لتسلم مهام منصبه واستراحةً من أعباء الحملة الانتخابية. وأبلغ ساركوزي مسئول البروتوكول الذي جاء لاستقباله جئت إلى هنا لتصحيح خطأ. وكان ساركوزي تحدث في أحد خطابات حملته الانتخابية عن عزمه تعزيز الجبهة المتوسطية داخل الاتحاد الأوروبي لكنه أغفل ذكر مالطا الأمر الذي سارع سفير مالطا في باريس إلى الكشف عنه. في سياق متصل بدأ الحزب الاشتراكي لملمة جراحه من الهزيمة الثالثة على التوالي لليسار في الانتخابات الرئاسية. واقترح الأمين العام للحزب فرنسوا هولاند خلال اجتماع لكبار المسئولين في الحزب تشكيل مجموعة تقوم بالإعداد للانتخابات التشريعية يكون من ضمنها الوزيران السابقان لوران فابيوس ودومينيك ستروس كان. وكان هذان المسئولان الكبيران في الحزب الاشتراكي قد وجها انتقادات حادة لأداء الحزب الأمر الذي حذر هولاند بشدة منه ومن أي محاولة لتصفية حسابات. وفي تعليق على نتائج الانتخابات قال ستروس كان إن الأمور ليست كلها على هذا السوء غداة الهزيمة مضيفا أن الكل يعتقدون أنه لا بد من تجديد الحزب الاشتراكي ولكل طريقته في التعبير ووتيرته. أما فابيوس فقد حذر من أنه سيرفض أي دفع لليسار نحو اليمين معربا عن تفضيله الإبقاء على التحالفات التقليدية للحزب الاشتراكي مع الأحزاب اليسارية والخضر. من جهتها قالت رويال لقد أجرينا تحليلا هادئا جدا وشفافا مضيفة أن الاشتراكيين سيدخلون بشكل منسجم وموحد تماما معركة الانتخابات التشريعية.