الشعب التونسي شعب عربي مسلم مثل بقية شعوب المنطقة العربية يحب عروبته ويحب دينه وإسلامه ، لكن الاستعمار حاول بكل السبل أن يبعده عن دينه ويجعل العلمانية له دين ،وترك الاستعمار تونس وهو مطمئن أن بها "بورقيبه" وأتباعه "لكي يفرضوا العلمانية على الشعب ، لكن شاء الله أن تأتي الثورة ويعود الغنوشي صاحب مدرسة "التنوير والعقلانية والذي انسلخ من دينه ودب في قلبه الوهن فقال "إننا لن نتنازل عن علمانية الدولة" واعتبر أن ذلك ما يصلح للشعب التونسي ورفض إدراج الشريعة الإسلامية في الدستور التونسي ، نسي أو تناسا الغنوشي أن الشعب هدايته بيد الله وأنه مهما علا صوت الباطل فإن الله يُخرج من أصلابهم من يوحد الله جلا جلاله ، الشعب التونسي حر ، الشعب التونسي "مايمتشي" هكذا قيل أيام الثورة ، تونس التي علمت العرب معنى الثورة وكانت بداية الربيع العربي ، السيد الغنوش وقع أسيرا للدول الغربية وظن أنه سوف يستمر على ضرب بورقيبه لكن بطريقته هو المتهاونة في الشريعة ، ونسي أن الدنيا تتغير ، وأدعى أن السلفية الجهادية هي من قامت بالمظاهرات اعتراض على الرسوم المسيئة ، أو على فيلم لاأخلاقي ، لكن الحقيقة من خلال عدسات التليفزيون وشاشات الفضائيات إن الذين خرجوا هم الشعب العادي الغير ملتحي المسلم الذي لم ينسى دينه ، ثم بعد ذلك تنادي بأنك سوف تقود المظاهرات من أجل المقدسات .. أي مقدسات يا غنوشي ؟؟ العلمانية والليبرالية هي مقدساتك . يا رجل عد إلى الله وساعد الشعب أن يعود إلى الله ، ولا تلتفت إلى العلمانية ، أنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا ، يا غنوشي لقد وافقنا في مصر على العلمانية الديمقراطية وكانت النتيجة أن النخبة الليبرالية العلمانية رفضت كل نتيجة تأتي بها الديمقراطية التي صدعونا بها ، لأنها لم تكن في صالحهم ، قالوا "لا للتعديلات الدستورية" ، ولما جاءت النتيجة بنعم قالوا "كل صوت من "لا" يساوي الف من نعم " ، ولما تمت انتخابات مجلس الشعب قالوا "غُيب الشعب والشعب لا يفهم" ، ولما جاءت انتخابات الشورى كثر العويل والصراخ حتى جاءت انتخابات الرئاسة زاد العويل والصراخ لما رسبوا طلبوا مجلساً رئاسياً خروجاً على العملية الديمقراطية ، بل وتزعموا فكرة "أبطل صوتك" لأنهم لا يجدون من يستحق هذا الصوت ، مع أن هذه الفكرة لا قيمة لها ، الفائز سوف يفوز بأقل الأصوات ، ولما تم اختيار لجنة إعداد الدستور زاد جنونهم وقالوا: احتكرها الإسلاميون ، أو ليست هذه هي الديمقراطية ..؟؟ إن أعضاء مجلس الشعب اللذين غلب عليهم التيار الإسلامي هم من سوف يختارون أعضاء التأسيسية وهذا حقهم بنص القانون وهذا بحكم الديمقراطية التي أرتضيتموها ، ثم بعد ذلك قلتم "الدستور توافقي" لابد لكل طوائف الشعب أن يضعوه وأنه لا أغلبية تضعه ولو كان العكس لقالوا أن الأغلبية هي التي تضعه ، هكذا هم يبدأون اللعبة ثم إذا انهزموا بكوا مثل الأطفال ورفضوا اللعب ، إن أعضاء تأسيسية الدستور في الغالب هم من يصوت على المواد التي يتألف منها الدستور ، إنهم لن يضعوها بل سيضعها أساتذة القانون الدستوري، ولذلك الكل يحاول أن يعلن عن هويته إما أن تكون الدولة بهوية إسلامية حسب أغلبية الشعب واختيارهم في الشعب والشورى وإما أن تكون الدولة ليبرالية حسب اختيار النخبة التي لا وجود لها في أرض الواقع والتي تملك إلا الآلة الإعلامية المضللة ، إننا لا نريد أن يحترق وطننا كما تحترق تونس لأن الشعب يحب وطنه وهو متدين بطبعه ولن يرضى بالليبرالية دينا . يا سادة أنها أهواء الشياطين وهم لا يريدون الإسلام حتى لو كان الشعب مسلماً يريد الإسلام لأنهم عبدوا أهواهم من دون الله ، إن مجلس الشعب له حق اختيار المائة وهذه صلاحياته فليختاروا كيفما شاءوا وهذه هي الديمقراطية ، ولما طلبوا التوافق توافقنا وهم لا يريدون توافقاً بل يريدون كل شئ ودائماً إرادة الشعب هي التي تغلب. E-mail:[email protected] الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة