شهدت مدينة برايتون في جنوب بريطانيا الاثنين مظاهرة نددت بالتهديدات المتصاعدة ضد إيران وصناعة السلاح في المدينة وطالب المظاهرة -التي نظمت ضمن فعاليات مضادة للاحتفال باليوبيل الماسي للملكة إلزابيث، بمشاركة واسعة من المناهضين للحرب وصناعة السلاح ونشطاء السلام- بإغلاق مصنع إيدو للسلاح الذي يقول المتظاهرون إنه يزود تل ابيب بحاملات للقذائف الذكية لطائرات أف 16 وأباتشي وتسليح الطائرة الصهيونية أف 35 الجديدة من خلال شركات بريطانية. وندد المتظاهرون بتسليح المصنع للقوات البريطانية والأميركية في أفغانستان، مشيرين إلى أن منتجاته استخدمت في الحرب الأخيرة على قطاع غزة وفي حروب العراق والصومال ولبنان. واعتبرت مجموعة "سحق إيدو" وهي من الجهات المشاركة أن تل ابيب، والمملكة المتحدةوالولاياتالمتحدة تعمل على إثارة الحرب مما يستدعي بناء حركة مناهضة للحرب واسعة النطاق لمواجهة احتمال شن حرب وحشية أخرى ضد إيران بسبب برنامجها النووي. تصاعد التهديدات ويقول الناشطون إن عام 2012 يشهد تصاعدا في التهديدات بالحرب على إيران والتحضيرات لها، حيث كثفت الولاياتالمتحدة وتل ابيب والاتحاد الأوروبي هجماتهم الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية على إيران، وفرضت عقوبات تستهدف اقتصادها وتصيبه بالشلل مما يؤثر على حياة الملايين من الإيرانيين، كما تم اغتيال العلماء الإيرانيين في شوارع طهران. ولفت هؤلاء إلى ما تقوم به الولاياتالمتحدة من استخدام طائرات بدون طيار تحلق فوق الأراضي الإيرانية بطريقة غير مشروعة وانتهاك مجالها الجوي، في الوقت الذي يقوم فيه سياسيون في الولاياتالمتحدة وتل ابيب بإثارة هستيريا ضد إيران، بزعم أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا خطيرا إضافة لمزاعم تتحدث عن رعاية طهران للإرهاب. وقالت آن هلام منسقة "حملة التضامن البريطانية مع الشعب الفلسطيني" فرع برايتون للجزيرة نت إن الأسلحة التي ينتجها مصنع "إيدو" هي أمر فظيع، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة وتل ابيب لا تهددان إيران للقضاء على الأسلحة النووية، بل للحفاظ على احتكار الدولتين لهذه الأسلحة والهيمنة العسكرية على الشرق الأوسط. وأوضحت هلام أن تل ابيب بدعم أميركي كثفت قمعها الوحشي للفلسطينيين، مشيرة إلى أنه منذ عام 2006 تصاعدت الخطط الصهيونية في توسيع المستوطنات وإطلاق حرب قذرة على لبنان، وفرض العقاب الجماعي على غزة من خلال الحصار الوحشي والهجوم العسكري عليها. وأشارت إلى "تمرير عشرات من القوانين الجديدة في تل ابيب تهدف إلى تدمير حقوق الإنسان الفلسطيني وتعزيز دولة الفصل العنصري الإسرائيلي، وعلى الرغم من هذا التصعيد لم تعاقب تل ابيب، بل على العكس تماما تتلقى مبالغ كبيرة من المساعدات السنوية من الولاياتالمتحدة"، مشيرة في هذا الصدد إلى أن تل ابيب تمتعت بعلاقات جيدة مع حلفاء آخرين بما في ذلك الاتحاد الأوروبي. واتهمت هلام حكومتها بالتواطؤ مع تل ابيب لافتة إلى أن السلاح الوحيد لدى نشطاء التضامن لدعم الفلسطينيين هو مقاطعة المجتمع المدني البريطاني لتل ابيب، ودعت إلى الانضمام إلى الحملة التي تقودها منظمتها من أجل مقاطعة شاملة لتل ابيب. من جانبه قال المتحدث الصحفي باسم مجموعة "سحق إيدو" أندرو بيكيت إن الحرب الصهيونية الأخيرة على غزة تبعث على القلق إذ إن تجار الحروب في أحسن الأحوال يستعدون للعب بالنار ويخاطرون بحياة الآلاف في هجوم قاس على إيران. وأوضح بيكيت أن الدعم في الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة لمثل هذا الهجوم يبعث بالقلق العميق لذا فمن المهم بناء حركة مناهضة للحرب وتعلم الدروس من الحرب على العراق، من أجل منع إراقة المزيد من الدماء. وأشار بيكيت أن السياسيين في بريطانيا وتل ابيب والولاياتالمتحدة يحرضون على هجوم عسكري على إيران مثلما ما شهده العالم قبل الحرب على العراق، حيث يجري فرض عقوبات على إيران تستند على معلومات استخبارية زائفة عن برامج أسلحة الدمار الشامل الإيرانية، و"من شأن الحرب ضد إيران أن تكون كارثية على حد سواء بالنسبة للإيرانيين وللعالم". الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة