أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن الحزب سيلتزم بأي وقت تعلنه الأممالمتحدة لوقف الأعمال الحربية في لبنان بالرغم من إن القرار 1701 "غير عادل وغير منصف"، وقال نصر الله في رسالة متلفزة نقلتها قناة المنار, إن الحزب سيقدم التعاون والتسهيل والاستعداد المطلوب عندما يتقرر انتشار الجيش اللبناني وقوات يونيفيل في الجنوب, غير أنه أكد تمسك الحزب في الرد على أي هجوم، وعلى الصعيد الرسمي فقد أعلنت الحكومة اللبنانية موافقتها على القرار. وأضاف أن الحزب لن يكون عائقا أمام أي قرار تراه الحكومة مناسبا, بشأن موقفها من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701, ولكن وزراءه في الحكومة سيسجلون تحفظاتهم على بعض البنود التي وصفها بغير العادلة وغير المنصفة. وقال نصر الله إن هناك مسؤوليات كبيرة ملقاة على عاتق الحكومة اللبنانية في كافة الجوانب, مؤكدا أهمية الوحدة والتضامن الوطني لمواجهة الاستحقاقات القريبة للقرار التي وصفها بأنها على درجة عالية من الخطورة. وأوضح أن هناك مشكلة في القرار الدولي لأنه لم يعلن وقفا شاملا لإطلاق النار, ولكنه أفاد بوقف الأعمال الحربية. ورأى نصر الله أن هذا التعبير مطاط ويحتمل العديد من التفسيرات, لذلك فإن إسرائيل قد تواصل عدوانها على لبنان مما يحتم على حزب الله مواصلة المقاومة. وأكد نصر الله أن المقاومة ما زالت تخوض مواجهات بطولية مع القوات الغازية. وقال "لولا صمود المقاومين وصمود الشعب والقوى السياسية والدولة اللبنانية بمختلف مؤسساتها, لكنا اليوم أمام نتائج سيئة, ولكان العدو يفرض شروطه ويأخذ لبنان إلى واقع جديد أسوأ من اتفاقية 17 أيار". ودعا نصر الله اللبنانيين إلى اليقظة وألا يتصرفوا على أن الحرب انتهت لتؤخذ المقاومة على حين غرة. وقال إن اللبنانيين ما يزالون بحاجة للتضامن خلال المرحلة المقبلة. وأوضح أن إسرائيل ستشعر أنها لن تتمكن من تحقيق أهدافها لذلك فهي لن تتخلى عن لبنان, "يجب أن نواجه مخاطر قادمة بالوحدة الوطنية". وأكد أن "أولويتنا الحقيقية وقف إطلاق النار والعدوان واستعادة أرضنا وتحقيق الأمن والاستقرار وعودة المهجرين والنازحين. نشعر أننا ما زلنا في المواجة سنرى كيف ستسير الأمور وكيف سيكون أداء العدو؟ وسنتعاطى بواقعية وإيجابية في المجال الميداني". وأضاف أن الأسباب الحقيقية لمواصلة العدوان الإسرائيلي ترتبط بقضايا داخلية تتعلق بالجيش والحكومة ومحاولة حفظ ماء الوجه, مؤكدا "أيا تكن أسباب العدوان نحن في المقاومة نواصل التصدي, وأيا تكن الخطوات, المقاومة موجودة وقوية وصلبة وشجاعة وتكبد االعدو المزيد من الخسائر على مستوى مجزرة الدبابات وإغراق السفن, على أمل أن تكون نهاية قريبة جدا لهذه الحرب التي سنخرج منها منتصرين, بإذن الله". وعلى الصعيد الرسمي فقد أعلن رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن حكومته وافقت بالاجماع على قرار مجلس الأمن رقم 1701 لإنهاء القتال بين القوات اسرائيلية ومقاتلي حزب الله؛ جاء ذلك بعد اجتماع الحكومة اللبنانية لمناقشة الهدنة التي جاء بها القرار الدولي وأشار السنيورة إلى أنه سيدعم هذه الهدنة وقال إن "القرار يظهر أن العالم كله قد وقف إلى جانب لبنان". وفي وقت سابق أعلن الأمين العام للامم المتحدة كوفي عنان موافقة لبنان وإسرائيل على وقف القتال يوم الإثنين الموافق الرابع عشر من اغسطس مؤكدا أن رئيسي وزراء لبنان وإسرائيل وافقا على وقف القتال في الساعة 0500 بتوقيت غرينتش صباح الإثنين، مضيفا: "كان من الأفضل ضرورة وقف القتال الآن لاحترام روح وهدف قرار المجلس حيث أن الغرض منه إنقاذ حياة المدنيين لتفادي الآلام والمعاناة التي يمر بها المدنيون من الجانبين." ويجتمع مجلس الوزراء الصهيوني اليوم للتصويت على موقف الحكومة من قرار مجلس الأمن بشأن لبنان بينما نقلت مصادر إعلامية إسرائيلية عن مسؤول صهيوني بارز في مكتب رئيس الحكومة الإٍسرائيلية أن القوات سوف تبدأ انسحابها من جنوبي لبنان بعد وصول طلائع القوات الدولية واللبنانية إلى المنطقة خلال نحو أسبوع أو أسبوعين.
وعلى صعيد العمليات العسكرية فقد أفادت مصادر طبية صهيونية بأن مدنيا قتل في هجوم صاروخي لحزب الله على بلدة يارا في شمال الكيان، فيما اعترف الكيان بأن جنوده ال30 ألف الذين يقاتلون في جنوب لبنان يواجهون أشرس المعارك حتى الآن.