دعا محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين- المقاومةَ في كلٍّ من لبنان وفلسطين إلى المزيد من الصمود في وجه العدوِّ الصهيوني، مؤكدًا أن أسطورة الصديق الأمريكي الراعي لمسيرةِ السلامِ الزائفِ مع العدوِّ الصهيونيِّ قد تبدَّدت مع ما نراه من دعمٍ أمريكي مطلقٍ للعدوان الصهيوني. وندَّد المرشد - في رسالته الأسبوعية التي حملت عنوان "الأوهام المتبددة وضرورة مواصلة الصمود"- بحالة التواطؤ العربي الرسمي، وموالاة المؤسسات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة للقرار الأمريكي وإملاءاته. وأكد أنَّ الفشل الذي خرج به اجتماع وزراء الخارجية العرب في العاصمة اللبنانية بيروت قبل أيام كان متوقَّعًا في ظل الحالة الراهنة للموقف العربي الرسمي. وفي هذا الصدد قال: "يبدو أنَّ استمرار حصار لبنان بحرًا وبرًا وجوًّا، وتدمير بُنْيَتِه التَّحتية، وقتل المئات من أطفاله ونسائه وشيوخه، وتشريد عشرات الألوف من أبنائه، ليس كافيًا بعد لإثارة حِمْيَة حكَّامِنا، وتسخين الدَّمَاء الباردة في عروقهم، ودفعهم إلى التفكير في مآلات أوطانهم ومصائر شعوبهم". وأشار إلى المكتسبات التي حققتها المقاومة في لبنان وفلسطين، وكشفت أوهام القوة الصهيونية التي ضخمتها حالة ضعف النظام العربي الرسمي، وكذلك حقيقة المُخَطَّطَات الأمريكية في المنطقة العربية والشرق أوسطية، مشيدًا بصمود المجاهدين في لبنان في وجه الغزاة الصهاينة. وقال: "تبدَّدَت أُسطورة التفوق الصهيوني العسكري، فهذا الكيان الغاصب المدعوم أمريكيًّا لم يستطع فرض إرادته على شعبنا الصَّابر المرابط في فلسطين، ولم يستطع الصهاينة كسر إرادة المقاومة عنده بعد عقود من ممارسة أعتى صنوف الإجرام ضده، كما لم يستطع الصهاينة فرض إرادتهم على الشعب اللبناني، بل إنَّ جيش الاحتلال بكل ما يمتلكُه من قدرات لا يزال عاجزًا بعد شهر من القتال المريع عن تحقيق الغلبة على جماعة من المجاهدين المؤمنين هناك خذلهم القريب والبعيد إلا من رحم الله". وفي حديثه عن الدور الذي لعبته المقاومة في التفكير العام في المنطقة، أكد المرشد العام أنَّ العُدوان الوحشي الصهيوني على فلسطين ولبنان وصمود المقاومة هناك بات "تمحيصًا من نوع فريد لوعي هذه الأمة وقدرة طليعتها المثقفة وعلمائها المستنيرين على مواجهة عوامل الوهن الفكري التي ظلت تبدد طاقات الأمة في المواجهة على امتداد قرون من الزمن"، كما أدى إنجاز المقاومة إلى هزيمة مشروع الشرق الأوسط الأمريكي الجديد. وفي ختام رسالته خاطب عاكف الشعوب الغربية في أوروبا والولايات المتحدة مطالبًا إياها ضمنًا بالضغط على حكوماتها للتخلي عن دعم الكيان الصهيوني الغاصب في عدوانه المتواصل على فلسطين ولبنان، داعيًا المقاومة في ذات الوقت إلى المزيد من الصمود والتحدِّي في وجه العدوان الصهيوني البربري.