قالت صحيفة ذي إندبندنت إن الرئيس باراك أوباما حقن بشكل مفاجئ حملة إعادة انتخابه التي كان من المتوقع أن تنصب على الاقتصاد، بقضية اجتماعية غير متوقعة، من خلال تأييده بعد سنوات من المراوغة لزواج المثليين. وكان أوباما قد قال في مقابلة تلفزيونية أمس "من المهم بالنسبة لي شخصيا أن أتقدم وأؤكد ضرورة حق المثليين في الزواج". ويأتي هذا الإعلان بعد أيام فقط من تأييد نائب أوباما ووزير التعليم لجعل زواج المثليين قانونيا. وقد لقي إعلان أوباما ترحيبا في أوساط المدافعين عن حقوق المثليين الذين أصيبوا بخيبة أمل كبيرة قبلها بساعات في نورث كارولاينا التي عدلت دستور الولاية لحظر زواج المثليين. وقد تبعتها 29 ولاية في منطقة تعرف ب"بايبل بيلت" التي تمتد في جنوب غرب وجنوب وسط البلاد والتي يسكنها المحافظون البروتستانت، مما يعني أن إعلان أوباما قد يفقده الكثير من الأصوات في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأشارت الصحيفة إلى أن موقف أوباما الجديد سيضع فاصلا بينه وبين غريمه من الحزب الجمهوري مت رومني الذي قال الليلة الماضية إنه لا يؤيد الزواج المثلي. ورجحت أن هدف خطوة أوباما هو تنشيط الحزب الديمقراطي ووضع أوباما في الجانب الصحيح من الحقوق المدنية في وقت تكسب فيه تلك القضايا زخما. ووصفت صحيفة فايننشال تايمز تأييد أوباما يوم الأربعاء لزواج المثليين بأنه إعلان حاسم بعد سنوات من التردد. وقالت إن ذلك الإعلان يكمل ما يصفه أوباما بالتحول بشأن هذه القضية، ويدخل البهجة إلى قلوب القاعدة الليبرالية المحبطة، رغم أن أنه يخاطر بإقصاء بعض الأصوات المحافظة تجاه هذه الخطوة. ورغم أن انتخابات نوفمبر ستدور حول الاقتصاد، فإن هذا التحول جاء لتخفيف جيشان هذه القضية الاجتماعية، وتمييز أوباما عن رومني الذي يسعى للمطالبة بتعديل دستوري يحظر هذا النوع من الزواج. وفي حين أن هذه القضية ستكسب أوباما دعما في حزبه وتشعل حماس الناخبين الليبراليين الذين يشعرون بالإحباط من رئاسته، فإن هذا الإعلان ربما يدفع إلى إقصاء بعض المستقلين والناخبين في الولايات المترددة. وكان أوباما قد أجرى تغييرات لقيت ترحيبا من قبل مجتمع المثليين، منها وضع حد لسياسة "لا تسأل، لا تقل" التي تحظر على المثليين الإعلان عن طبيعتهم أثناء خدمتهم في الجيش. ولدى ترشحه لمجلس الشيوخ عام 2004، قال أوباما إن "اعتقادي الديني يشير إلى أن الزواج شيء مقدس بين الرجل والمرأة"، ولكنه قال في كتابه "جرأة الأمل" عام 2006 إن عدم رغبته في دعم زواج المثليين كانت مخطئة.