يتبارى السناتور الجمهوري جون مكين وميت رومني حاكم ماساتشوستس السابق في سباق متقارب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية وقد يحسم السباق لصالح من يبعث برسائل ترضي الناخب الأمريكي عن حرب العراق والاقتصاد الأمريكي المتراجع. وستكون ولاية فلوريدا اختبارا حاسما حيث يشكل الناخبون الجمهوريون قوة لا يستهان بها بين 1.5 مليون من المتوقع أن يشاركوا في الانتخابات الاولية التي تجري في الولاية الثلاثاء. وفي الانتخابات الاولية التي أجريت حتى الآن في ثلاث ولايات فاز مكين في ساوث كارولاينا بينما فاز رومني في ميشيجان ونيفادا، وأظهر استطلاع جديد للرأي لرويترز ومؤسسة زوغبي وشبكة (سي.سبان) ان الاثنين يسيران كتفا بكتف وحصل كل منهما على تأييد 30 في المئة. ويمكن للفائز في فلوريدا أن يحصل على قوة دفع قوية "للثلاثاء الكبير" في الخامس من فبراير حيث تجري الانتخابات الاولية في أكثر من 20 ولاية يمكن ان تحسم السباق لاختيار مرشح للحزب الجمهوري واخر للحزب الديمقراطي ليخوضا انتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجري في نوفمبر القادم لخلافة الرئيس جورج بوش الذي تنتهي فترة رئاسته في يناير القادم. وقال مكين (71 عاما) الذي أسر في حرب فيتنام وانتخب أربع مرات لعضوية مجلس الشيوخ والذي سيكون أكبر رئيس أمريكي ينتخب لفترة رئاسية أولى ان تجربته في البحرية و25 عاما من الزعامة في الكونجرس ستؤهله لأن يكون رئيسا لهيئة الأركان وهو منصب يتقلده الرئيس الأمريكي. وقبل يوم اتهم مكين رومني بتأييد تحديد موعد لانسحاب القوات الأمريكية من العراق وهو ما نفاه رومني قائلا إنه تشويه لسجله. وفي ابريل طالب رومني بوش ونوري المالكي رئيس وزراء العراق بتحديد جدول زمني وأهداف لخفض القوات الأمريكية في العراق على ألا تنشر هذه التواريخ والأرقام علنا، ولم يصل رومني إلى حد المطالبة بوضع موعد محدد لانسحاب القوات. وفي لقاء مع الصحفيين الأحد هاجم رومني قدرة مكين على التعامل مع قضية الاقتصاد الأمريكي وركز على اقتراح من جانب مكين والسناتور جوزيف ليبرمان وهو مستقل من كونيتيكت بوضع حد للانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري المعروفة بظاهرة البيوت الزجاجية. وأكد رومني وهو مليونير من رجال الأعمال ان هذه الخطة ستضيف نحو 50 سنتا على جالون البنزين وهو ما يعني رفعا لأسعار الخدمات بنسبة 20 في المئة. وفي محاولة لكسب تأييد الأمريكيين من أصل كوبي في ضاحية بميامي تعهد رومني "بعدم الاستسلام أبدا" في مواجهة الرئيس الكوبي فيدل كاسترو. ويشكل الأمريكيون من أصل كوبي نحو 10 في المئة من الناخبين الجمهوريين في الانتخابات الاولية. لكن جهوده للتودد لهم أصيبت بنكسة حين أعلن السناتور ميل مارتينيز سناتور فلوريدا وهو أول أمريكي من أصل كوبي يفوز بعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي تأييده لمكين. وعلى صعيد انتخابات الحزب الديمقراطي يستعد السناتور تيد كينيدي الاعلان عن تأييده رسميا لباراك اوباما، ويأتي تأييد ترشيح السناتور عن ايلينوي بعد اعلان ابنة شقيقه كارولين كينيدي دعمها لاوباما. ويشكل الاعلان عن تأييد كينيدي لاوباما صفعة لمنافسته هيلاري كلينتون بينما تحدثت معلومات عن رفض كينيدي الذي يقود الجناح الليبرالي في الحزب دعوة زوجها بيل كلينتون الى تأييدها. ومن جانبها اعترفت هيلاري كلينتون بان زوجها الرئيس الامريكي بيل كلينتون بالغ قليلا في هجماته على خصمها باراك اوباما، موضحة ان ذلك سببه انه يحبها . وتعرضت هيلاري وزوجها للانتقاد بسبب تصريحات رأى البعض أنها تقلل من شأن دور السود في حركة الحقوق المدنية في الستينات ومن أهمية فوز أوباما في ولاية تسكنها نسبة كبيرة من السود. ولطالما تمتع الزوجان كلينتون بالتأييد بين السود وتوقعت السيدة الاولى سابقا أن يتحد الديمقراطيون خلف من سيفوز بترشيح الحزب في انتخابات نوفمبر الرئاسية "لاستعادة البيت الابيض". وحقق أوباما فوزا كبيرا في الانتخابات التمهيدية في ولاية ساوث كارولاينا السبت، بعد هزيمتين متتاليتين في نيوهامبشير ونيفادا منحه قوة دفع جديدة قبل انتخابات "الثلاثاء الكبير" وفاز أوباما في الانتخابات التمهيدية الاولى التي جرت في ولاية أيوا. وبدعم كبير من الناخبين السود حصل أوباما على 55 في المئة من أصوات الناخبين مقابل 27 في المئة لكلينتون. وجاء جون ادواردز في المركز الثالث بحصوله على 18 في المئة مما يلقي بالشكوك من جديد على مستقبله في الحملة الانتخابية.