على الرغم من أن القرار الجرئ الذى نادينا به فى عهد نظام المخلوع والذى اتخذته الحكومة المصرية منذ أيام بوقف تصدير الغاز إلى العدو الصهيونى الذى أسعد الشعب المصرى بكل طوائفه إلا فئة المستنفعين وهم قلة،أقول على الرغم من اتخاذ هذا القرار العظيم إلا إننى قلق من هذا القرار وقلقى ليس لأن مسئولين كبارا فى حكومة الكيان الصهيونى يهددون مصر..لكن الذى أخشاه أن يكون هذا القرار رد فعل مؤقت ومن ثم يتم العدول عنه بنظرية الممثل الساخر "عبدالفتاح القصرى" صاحب نظرية "تنزل المرة دى" على غرار لن نركع لأمريكا ونزلت الطائرات الأمريكية وفى وضح النهار تم تهريب أمريكان متهمون فى قضية التمويل الأجنبى،وأرجو أن لا يكون قرار وقف تصدير الغاز للكيان الصهيونى له علاقة بالانتخابات الرئاسية من قريب أو بعيد،ودعونى أفسر بعض الأمور،وبخاصة بعد موافقة المجلس العسكرى على قانون العزل الذى لم نستفد منه فى الانتخابات الرئاسية لأنه سيكون غير فعال فى عزل مرشح من الفلول،وهنا أسأل ماذا لو تحرش الكيان الصهيونى بالحدود المصرية قبل الانتخابات الرئاسية المصرية بأيام،وبخاصة بعد قرار وقف تصدير الغاز له،وهل هذا التحرش سيكون الهدف منه تعطيل الانتخابات ومن ثم تحدث بعض المفاوضات من أجل ضخ الغاز للكيان الصهيونى مرة أخرى بحجة تعديل الأسعار وهى حجة واهية فالشعب المصرى لا يريد أن تذهب قطرة غاز للكيان الصهيونى حتى لو بأعلى سعر عالمى،ومما لا شك فيه أنه لو حدث تحرش صهيونى بالحدود المصرية فلن يقبل الشعب بمفاوضات بل سيخرج من أجل المطالبة بالقضاء على الكيان الصهيونى،وفى نفس الوقت لن يسمح الشعب بتحويل مسار أهداف ثورة 25 يناير حتى لا يتصور البعض أن عاطفة الشعب المصرى ستتغلب على عقله،ليت الذين يديرون شئون البلاد فى مصر يعلمون أن الشعب المصرى أصبح مدركا للأمور قبل أى وقت مضى،ولن يسمح هذا الشعب بأن تعود عقارب الساعة للوراء،وعلى المسئولين فى مصر أن يدركوا أن الإعلام الموجه الآن أصبح مكشوفا أمام الشعب المصرى حتى لا تعتمد حكومة الجنزورى على هذا الإعلام الذى ينفخ فى نار الفتنة بين المصريين،لقد أصبح الإعلام المصرى،وبخاصة الإعلام المرئى أضحوكة الإعلام العالمى فبنظرة بسيطة من أى شخص متابع للإعلام العربى والعالمى يرى أن الإعلام المصرى ليس له صلة بأى مهنية إعلامية،وما هو إلا خليط بين سياسة مجالس المصاطب،وبين بعض المادة الإعلامية ويكفى أن تشاهد برنامج اسمه "المشهد" فى إحدى القنوات الرسمية المصرية،وقناة الحافظ الخاصة وبخاصة برنامج عاطف عبدالرشيد،فضلا عن العارف ببواطن الأمور توفيق بن عكاشة،وربما يسأل سائل هل للإعلام صلة بكل ماسبق،وهنا أقول انتظروا قليلا وستشاهدوا ضيوف الإعلام حينما تقوم حكومة الكيان الصهيونى برفع قضايا دولية ضد قرار مصر بمنع تصدير الغاز،وستجدون النفاق للمسئولين فى البلاد الذين أتمنى أن لا يعدلوا عن قرارهم..لكن للأسف الشديد لم نتعود اتخاذ قرارات جدية والثبات عليها،ومن ثم لا أستطيع إخفاء قلقى لأن العدول عن هذا القرار سيكون له رد فعل عكسى بأثر رجعى فالشعب لم يتحرك فى موضوع تهريب الأمريكان،وكان موقف مجلس الشعب هزيل جدا،وأخشى أن يكون هذا القرار هو الباب الملكى لتأجيل انتخابات الرئاسة المصرية فتوقيت القرار غريب جدا ومفاجئ للجميع حتى لو فسره البعض بأنه محاولة من المجلس العسكرى لترك ذكرى جميلة قبل رحيله وتسليمه السلطة للمدنيين،وهذا هو الفخ الذى سيفاجئ من سيتسلم مقاليد الأمور بعد إن أن يتركها المجلس العسكرى،وعلى السياسيين فى مصر أن يتعاملوا مع الأمر بكثير من الحذر،وقليل من التفاؤل حتى لا يضطروا للندم مثل قولهم نعم فى استفتاءات 19 مارس التى جاءت بالمادة 28 التى ما زال البعض يدافع عنها بحجة أنها ضمانة لعدم المساس بهيبة الرئيس من الطعن عليه،ولا يلدغ السياسى من جحر مرتين أو يفترض أن يكون هكذا.