هاجم رئيس الحكومة الفلسطينية بغزة إسماعيل هنية، ما وصفه ب"تواطؤ" عربي في "مؤامرة" تشديد الحصار على قطاع غزة، وما يخلفه ذلك من كوارث إنسانية"، مؤكداً أن : "الدول العربية غير معفية من جريمة "الموت البطيء" التي يتعرض لها سكان القطاع. جاء ذلك خلال تشييع جثامين ثلاثة أطفال من أسرة واحدة، لقوا حتفهم في حريق اندلع منتصف ليل الأحد، بمنزلهم بدير البلح وسط قطاع غزة سببته شمعة كانوا يضيئونها عوضاً عن انقطاع الكهرباء الذي يخيم على القطاع المحاصر. حيث بات ضحايا أزمة كهرباء غزة لم يقتصروا على الأطفال الذين يقضون في المستشفيات أو تحت أجهزة العناية المركزة التي تتوقف عن العمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي الدائم، بل أصبحت الشموع، التي تعد إحدى الوسائل المحدودة لتوفير الإضاءة لأهالي القطاع، شبحاً جديداً يتهدد حياة أطفال غزة. وحمل هنية الاحتلال الصهيوني المسئولية الكاملة عن الفاجعة الإنسانية في غزة جراء حصارها للقطاع براً وبحراً وجواً، ومنعها بدعم أمريكي كل من يريد أن يفك الحصار عن غزة أو أن يقدم لها ماء الحياة. وتابع قائلاً: "حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من يقبل أن تحدث الكوارث في بيوتنا وأطفالنا ونسائنا ويبقى صامتا". وقال الناطق باسم الإسعاف والطوارئ بغزة أدهم أبو سلمية أن الأطفال هم "صبري وندين وفرح" رائد بشير وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى جثث هامدة نتيجة إصابتهم بحروق شديدة. واعتبر أبو سلمية أن الذين يفرضون حصاراً على غزة يتحملون مسئولية وفاة الأطفال الثلاثة، مطالباً المؤسسات الدولية بالوقوف أمام مسئولياتها إزاء هذا الوضع الإنساني الخطير. وأدت النيران إلى احتراق المنزل بشكل كبير فيما قالت بعض المصادر إن والدة الأطفال أصيبت بحروق شديدة. وأرجع الدفاع المدني الفلسطيني أسباب الحريق إلى اشتعال شمعة قرب كمية من الوقود مخزنة بالمنزل، ما أدى إلى سرعة انتشارها وموت الأطفال وهم نيام. ويعتمد كثير من سكان غزة على الشمع أو مولدات الكهرباء الصغيرة التي تعمل بالبنزين لإنارة منازلهم في ظل انقطاع الكهرباء الذي يمتد في معظم الأحيان إلى ثماني عشرة ساعة في اليوم. واعتبرت حركة "حماس" على لسان عضو مكتبها السياسي صلاح البردويل أن وفاة الأطفال الثلاثة "يدق ناقوس الخطر، ويشير إلى أن جريمة قطع الكهرباء والوقود عن غزة تتجه منحى جرائم ضد الإنسانية".