هاجم رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، الاثنين، الدول العربية واتهمها ب«التواطؤ في مؤامرة» تشديد الحصار على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، وحمّلها مسؤولية وما يخلفه ذلك من كوارث إنسانية. وقال هنية، خلال جنازة تشييع جثامين ثلاثة أطفال أشقاء قضوا جراء حريق في منزلهم وسط قطاع غزة الليلة الماضية بسبب شمعة كانت مضاءه داخله عوضا عن انقطاع التيار الكهربائي، إن الدول العربية غير معفية من جريمة «الموت البطيء» التي يتعرض لها سكان القطاع. وحمّل هنية إسرائيل المسؤولية الكاملة عن «الفاجعة الإنسانية» في غزة جراء حصارها للقطاع بر وبحرا وجوا، ومنعها بدعم أمريكي كل من يريد أن يفك الحصار عن غزة أو أن يقدم لها ماء الحياة. وتابع «كذلك لا نعفي الدول العربية التي تصمت وصمتت طويلا على هذه الجريمة والحصار والموت البطيء». ووصف هنية قطاع غزة بالسجن الكبير، مشيرا إلى وفاة أكثر من 360 شخصا «جراء الحصار وبسبب الصمت العربي والتواطؤ الدولي والمواقف المخزية». وتابع قائلا «حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من يقبل أن تحدث الكوارث في بيوتنا وأطفالنا ونسائنا ويبقي صامتا». وكان الأطفال الثلاثة لقوا حتفهم الليلة الماضية جراء حريق اندلع في منزلهم في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة بسبب شمعة كانت مضاءه بداخله عوضا عن انقطاع التيار الكهربائي. وقرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعتماد الأطفال الثلاثة «شهداء الشعب والوطن والثورة»، وصرف مساعدة مالية عاجلة لأسرتهم المنكوبة. ويشهد قطاع غزة أزمة نقص حاد في الوقود منذ مطلع العام الجاري بتراجع كميات توريده عبر أنفاق التهريب مع مصر، ما أدى إلى توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع منتصف يناير الماضي جراء نفاد الوقود اللازم لتشغيلها. وأدى ذلك إلى وصول العجز في انقطاع التيار الكهربائي إلى 70%. ورفضت حماس عرضا مصريا بتوريد الوقود عبر معبر كرم أبو سالم الخاضع لسيطرة إسرائيل وتصر على توريده عبر نقطة حدودية بين القطاع ومصر أو معبر رفح البري.