أكدت هيئة علماء المسلمين على تحقق معالم إقرار المحتل بفشل مشروعه وانهيار عمليته السياسية بكل أشكالها وأطوارها واضطراره إلى الهرب من العراق من نافذة الجدولة التي طالما رفضها. وأضافت الهيئة - في بيان أصدرته بمناسبة الذكرى الرابعة لاحتلال العراق أن المحتل أصبح أخيراً مضطراً إلى جدولة الانسحاب بعد أن أصبحت مطلباً شعبياً ورسمياً في أمريكا فضلاً عن كونها مطلباً عراقياً وطنياً يكاد يجمع عليه العراقيون. ودعت الهيئة أبناء الشعب العراقي الصابر إلى المزيد من التماسك والتسامح والتعالي على الآلام والثبات والاستمرار على صبرهم الجميل الذي بدأت تباشير ثماره تلوح في الأفق. وبينت الهيئة ثمار هذه التباشير بأن العدو يستعد للخروج أسفاً على تفويت العراقيين الفرصة عليه بجهادهم وأملهم بنصر الله الذي لن يتأخر بعونه تعالى. وذكرت الهيئة في بيانها أنها قالت - عندما بدأ الاحتلال - كلمتها بصراحة، وأنها أبانت عن موقفها الرافض للاحتلال وعزمها على مناهضته وفق رؤية واضحة تقوم على عدم إعطاء أية فرصة له لإضفاء الشرعية على احتلاله وعملياته السياسية وإجهاض أية محاولة لزرع بذور الفتنة الطائفية والعرقية وفق ما سمي ب(المحاصصة). وأعادت الهيئة إلى الأذهان أنها دعت العراقيين إلى مقاومة الاحتلال وعدّه واجباً وحقاً مكفولين شرعاً وقانوناً لهم جميعاً، والسعي الجادّ لبلورة جبهة ممانعة سياسية قوية في وجه الاحتلال، وتمخض هذا كله بعد حين عن مشروع محدد وبرنامج سياسي معلن لإنهاء الاحتلال في العراق وفق آلية الجدولة الزمنية لخروج قواته. ووصفت الهيئة هذا الحدث بأنه حادث جلل هز وجدان العالم، وأن العراق والعراقيين يمرون بظرف حساس. وأوضحت الهيئة أنه في مثل هذا اليوم قبل أربعة أعوام اكتملت أشواط العدوان الأمريكي البريطاني وحلفائه على العراق، ودارت دائرة البغي المتعدد الأطراف على بغداد. وقالت الهيئة إن بغداد أضحت - في ذلك اليوم - أول عاصمة عربية تحتل في مطلع القرن الحادي والعشرين لتشهد بعد ذلك هي ومدن العراق الأخرى فصولاً شتى من ألوان العنت والقهر التي مارستها قوات الاحتلال، وأذاقت العراقيين ألواناً كثيرة من الأذى المعنوي والمحسوس.