أكد الشيخ محمد بشار الفيضي الناطق باسم هيئة علماء المسلمين انه ليس هناك مصالحة وطنية في ظل الاحتلال الامريكي البغيض الجاثم على صدر العراقيين منذ اكثر من ست سنوات . وقال الفيضي في حوار نشرته مجلة الوطن العربي ان الطرف الذي يسانده الاحتلال سيشعر بالقوة في هذه المصالحة ، ولن يجد نفسه مضطرا لإعطاء تنازلات وهذا الذي تمارسه الحكومة الحالية الآن ، وان الطرف الثاني في موقف ضعف ستملأ الريبة قلبه ، وسيفسر كل خطوة بأنها غير طاهرة ، وان الاحتلال يضمر فيها الشر له .. مشددا على ان نجاح مشروع المصالحة الحقيقية يعتمد على خروج المحتل ، وجلوس الجميع عندما يخالجهم شعور المساواة على طاولة مستديرة واحدة . وحول عمل المقاومة العراقية قال الفيضي انه مع وجود الاحتلال فان المواثيق الدولية تمنح الشعب حق مقاومة المحتل ، وان عمليات المقاومة العراقية المسلحة تنمو من جديد بعدما أصابها من طوارئ قللت من فاعلياتها مثل مشاريع الصحوة ، لكنه بعد ان فشلت هذه المشاريع وانكشفت أوراقها أمام القاصي والداني بدأت المقاومة العراقية تسترد عافيتها ، وتأخذ طريقها بالنماء ، وقد لاحظنا جميعا ارتفاع معدل العمليات التي تنفذها المقاومة ضد قوات الاحتلال خلال الشهر الماضي .. معربا عن ثقته بان تصل عمليات المقاومة الى مراحل الذروة التي كانت عليها خلال بضعة شهور مقبلة . ونفى الفيضي أية علاقة لهيئة علماء المسلمين بما يسمى بالقاعدة ، وان الهيئة أدانت الكثير من الأفعال التي تبنتها القاعدة التي كانت الهيئة ترى فيها ظلما وإجراما وإرهابا.. موضحا أن العدو حاول خلط الأوراق لتشويه صورة المقاومة كما حاولت الأحزاب المشاركة في العملية السياسية ان تروج بان للهيئة صلة بتنظيمات القاعدة. وأوضح الناطق باسم الهيئة أن فصائل المقاومة ليس لديها ارتباط بتنظيمات القاعدة ، لأنه في الأساس ، لم يكن ثمة اندماج أو تبادل ولاءات بين الطرفين ، وإنما يوم كانت عمليات القاعدة منحصرة ضد الاحتلال الأمريكي كانت تنظر إليها فصائل المقاومة الأخرى على أنها جزء من الميدان المقاوم في العراق ، لكنه لما تجاوز قصد القاعدة القتالي المحتل إلى أبرياء ، بدأ الخلاف بينها وبين فصائل المقاومة ، حيث وصل ذلك الخلاف إلى حد المواجهة المسلحة ، كما هو الحال في القتال الذي دار بين كتائب ثورة العشرين، والقاعدة في مناطق أبو غريب والذي امتد شهورا وسقط بسببه العشرات من الطرفين. وأكد الفيضي ان هيئة علماء المسلمين لا تؤمن بشرعية العملية السياسية في ظل الاحتلال .. مشيرا إلى ان المشهد في الساحة العراقية برمته يؤكد ما سبق أن حذرت الهيئة منه ، ومن ذلك نظام المحاصصة الطائفية الذي تحول إلى مصدر للمشكلات والأزمات ، ليس بين المكونات فحسب ، وإنما بين المكون الواحد نفسه. وردا على سؤال حول ما اثير عن دعوة نوري المالكي للامين العام للهيئة من اجل الدخول في العملية السياسية الحالية اوضح الفيضي ان الامين العام للهيئة رفض ذلك العرض وذكّر المالكي بما تم التوصل اليه في لقائي القاهرة الاول والثاني للوفاق العراقي وقال له عبر الوسيط عندما تقوم بتنفيذ الاتفاقات التي تمخض عنها اللقاءان ستجدنا قريبين جدا من المصالحة .. معيدا إلى الأذهان بان أهم تلك الاتفاقات كانت المطالبة بجدولة انسحاب قوات الاحتلال من العراق والتفريق بين المقاومة المشروعة للاحتلال والإرهاب ، ووقف حملة الاعتقالات والمداهمات لمنازل العراقيين والإفراج عن المعتقلين من دون أمر قضائي.