تستضيف بمحافظة المنيا ولمدة 4 أيام، مؤتمر المنيا الدولي للزراعة و الري لدول حوض النيل، والذي سيستمر خلال الفترة من 26 الى 29 مارس الحالى بهدف إرساء سبل التعاون بين دول حوض النيل، و إيجاد حلول علمية و عملية لكافة المشاكل و القضايا في مجالي الزراعة و الري. حضر المؤتمر الدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب واللواء سراج الدين الروبى محافظ المنيا والدكتور محمد شريف رئيس الجامعة وسفراء وممثلى دول حوض النيل وممثلي 40 جامعة ودولة عالمية. أكد الدكتور الكتاتنى أن المؤتمر يأتى فى وقت حساس خاصة فى ظل الفترة التى نعيش بها عقب ثورة 25 يناير والبدء فى وضع أسس التنمية بمصر والتى ترتبط اساسا بالزراعة فخبراتنا وخبرات أجدادنا ومهاراتنا تتركز فى الزراعة المرتبط نجاحها بالمياه والرى وهو مايستلزم منا بذل العديد من الجهود لغرس اسس التعاون للحفاظ على مياة نهر النيل عصب الحياة فى مصر. وأضاف بعد يومين سوف اقوم بزيارة كمبالا بدولة اوغندا لعقد مؤتمر مع رؤساء برلمانات دول حوض النيل على هامش مؤتمر البرلمانات الدولى لمناقشة اسس التعاون حول توزيع المياة ودعم اتفاقيات الوحدة الموقع بيننا لتفادى أى مخاطر مستقبلية لان الاصل فى النيل هو تجميع الدول حولة وليس التفرقة والخلاف والتشتت مشيرا الى انه سيتم رفع التوصيات الخاصة بالمؤتمر إلى رؤساء برلمانات دول حوض النيل لتحقيق التواصل الاكاديمى والشعبى بما يعود بالفائدة على دول حوض النيل جميعا. وقال الكتاتنى: إن مجلس الشعب وضع فى أول اهتماماته منذ بدء انعقاد جلساته الاهتمام بتفادى أخطاء الماضى فى التعامل مع الموارد المائية المتاحة ودول حوض النيل وسوف نقوم بدعوة كافة رؤساء برلمانات دول حوض النيل لمصر لعقد لقاء داخل مجلس الشعب المصرى وطرح كافة الرؤى الشعبية . وقال اللواء سراج الدين الروبى محافظ المنيا أن الأمن المائى لمصر لا يبدأ من داخلها وإنما يبدأ من دول المنبع وهى الرؤية التى توصلنا اليها الآن ويهدف المؤتمر لدعمها بعد سنوات من الخلافات مع دول حوض النيل لقصر الرؤى السياسية السابقة على تحقيق تعاون يؤمن لنا المستقبل المائى مع دول حوض النيل. وأضاف المحافظ ان شعب مصر يمد يد التعاون لجميع دول حوض النيل فهم الان يعرفون قيمتنا ونحن نعرف قيمتهم عقب قيام ثورة يناير وقدرة الشعوب على اختيار مصائرها بايدها مشيرا الى ان التعاون مع دول حوض النيل هى رؤية قديمة منذ أن وضع محمد على أسس التعاون بيننا ومن خلال مثل تلك المؤتمرات والملتقيات سنصل الى اسس جديدة للتعاون والحفاظ على مصادر المياة من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة وطرح الرؤى المختلفة. وقال الدكتور محمد شريف ان مصر قادرة على قيادة التعاون مع الدول الأعضاء فى حوض النيل من المنبع الى المصب بما يعود بالنفع الى كافة الدول وأكد على أهمية الزراعة والرى خاصة أن النيل هو شريان الحياة لنا جميعا حيث يربط اراضى كافة الدول بعضها ببعض وعلينا أن نفكر فى مصيرنا مهما اختلفت اللغات والثقافات للحفاظ على مياة النيل من خلال مثل تلك المؤتمرات. وقال ممثل سفارة أوغندا جوفى كوبا أننا حريصين على التعاون الكامل بين دول حوض النيل نظرا للتغيرات المناخية كالاحتباس الحراري والتصحر وهو ما يضعنا امام المسئولية للبحث ولنقاش والحوار على أسس علمية صحيحة للتعاون للحفاظ على مياه النيل . وأضاف علينا أن نبدأ فى منظومة جديدة للحفاظ على المياه من خلال استخدام الاساليب التكنولوجيا الحديثة فى الزراعة والرى للتغلب على الانظمة الخاطئ والتساؤل عن البدائل المقترحة فى حالة قلة المياه ونقص المطار وندرتها. وفى كلمة نائب السفير المصرى فى دول حوض النيل اوضع ان هذا المؤتمر يعكس دور مصر فى التعاون فى مجالات الزراعة والرى والتى تضع فى مقدمة اولوياتها تحدى المياة حيث يعد نهر النيل محور مشترك بين دول الحوض ومن هذا المنطلق سعت مصر لتدعيم علاقتها مع دول حوض النيل وعقد ولجان مشترك وتنفيذ المقررات المناسبة وإقامة ترابط استراتيجى فى مجال العلاقات المشتركة والتبادل التجارى بين دول حوض النيل. وأوضح ان مصر قامت من خلال الصندوق المصرى لدعم التعاون مع افريقيا خلال خمسة سنوات بتنظيم دورات تدريبية لعدد 1798 متدرب من دول حوض النيل وقدمت 122 معونة فنية ولوجستيا وشاركت بعدد85 خبير فى تخصصات مختلفة منها 49 فى دول حوض النيل علاوة على المبادرة المصرية لتنمية دول حوض النيل فى 22 مجال خلال يناير 2012م. ويعقد المؤتمر فى قاعات مركز جامعة المنيا للآداب و الفنون، ويناقش أكثر من أربعمائة بحث علمي تقع فى 29 مجالا مختلفا للزراعة و الري قدمها علماء و باحثون من أثنى و أربعين دولة تمثل خمس قارات مختلفة. ويشارك فى المؤتمر وفود من عدة دول عربية وإفريقية و أسيوية و غربية, بالإضافة إلى ممثلين لوزارات التعليم العالى و الزراعة و استصلاح الأراضي و الموارد المائية و الرى و التخطيط و التعاون الدولى و البحث العلمى و الخارجية و الدولة لشئون البيئة, والعديد من الجهات العلمية و الزراعية و الإنتاجية . كما تشارك عدد من الجامعات والمعاهد ومراكز البحث العلمى منها جامعة أديس أبابا و جامعة ولجا و مركز البحوث الزراعية من أثيوبيا ، كما يشارك من كينيا علماء مركز كينيا للبحوث الزراعية و جامعات نيروبى ، و كيسى، و إجيرتون، و باحثى جامعة رواندا الوطنية ، و جامعات كمبالا و مكريرى و جولو الأوغندية، و مركز البحوث الزراعية الإريتيرى، و جامعات و مراكز بحوث السودان الشقيق و تنزانيا و بورندى و جامعات و مراكز بحوث افريقية أخرى عديدة و منظمات الدولية عديدة (مثل FAO) و مراكز الأبحاث الدولية (ICARDA) و الصندوق الدولى للتنمية الزراعية (IFAD) و ممثلى مبادرة حوض النيل، و جمعيات المجتمع المدنى (مثل منتدى دول حوض النيل). و بجانب الأنشطة العلمية، يعقد معرض لمنتجات الشركات الزراعية وآلات و أدوت الرى، و كذا برامج سياحية و ترفيهية و زيارات حقلية و ميدانية و فنون شعبية و لقاءات جماهيرية. وفى نهاية المؤتمر تم تبادل دروع محافظة المنيا والجامعة لكل من الدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب والمحافظ ورئيس الجامعة وسفير أوغندا.