استدعت الخارجية السودانية السفير التشادي في الخرطوم وأبلغته احتجاجها على انتهاك القوات التشادية للأراضي السودانية وقتلها جنودا سودانيين في ولاية غرب دارفور. كما استدعت الوزارة السفيرين الليبي والإريتري لإطلاعهما على ما وصفتها بالخروقات التي ارتكبتها السلطات التشادية لاتفاق تطبيع العلاقات الذي انعقد بطرابلس في فبراير الماضي. وقال السفير علي الصادق الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية إن الهدف من استدعاء السفيرين الليبي والإريتري هو توضيح الأمر لهما لما يقوم به بلداهما من جهود في تهدئة الوضع بين نجامينا والخرطوم. وقد وصف مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني هذه الأحداث بأنها تطور خطير وحذر من أنها ستؤدي إلى تصعيد التوتر بين البلدين. وقال إن السودان ملتزم باتفاق طرابلس وعدم الاعتداء على دولة مجاورة إلا في حال الدفاع عن النفس. وفي نجامينا استقبل وزير الخارجية التشادية أحمد علامي السفير السوداني ليعرب له عن أسف حكومته للاشتباك الذي وقع الاثنين بين جيشي البلدين داخل الأراضي السودانية. من جهة أخرى كلف الزعيم الليبي معمر القذافي – بحسب وكالة الأنباء الليبية- أمين شؤون الاتحاد الأفريقي بالخارجية الليبية علي التريكي بالتوجه إلى السودان وتشاد لتهدئة الموقف والعمل على حقن الدماء. وسيتابع التريكي تنفيذ الالتزامات التي قطعها البلدان على نفسيهما في اتفاق طرابلس للسلام الذي تم توقيعه 8 فبراير الماضي. وكانت تشاد أقرت في وقت سابق أمس الثلاثاء بأن مواجهات جرت بين قواتها والجيش السوداني أول أمس الاثنين لكنها نفت حدوث أي هجوم متعمد زاعمة أنها مارست حقها في ملاحقة متمردين تشاديين اتهمت قوات الخرطوم ب"حماية خطوطهم الخلفية". وقال المتحدث باسم الحكومة التشادية حور مجدي موسى دومغور إنه بعد معارك وقعت مع المتمردين التشاديين شرق البلاد اضطرت قواتنا لعبور الحدود السودانية مستخدمة حقها في ملاحقة المتمردين المعترف به بموجب القانون الدولي. وادعى دومغور أن قوات الدفاع والأمن التشادية فوجئت بمواجهة مباشرة مع القوات المسلحة السودانية المنتشرة لتأمين الخطوط الخلفية للمهاجمين. وكان الناطق باسم وزارة الدفاع السودانية قد أعلن أن سبعة عشر جنديا سودانيا قتلوا وجرح أربعون آخرون داخل الأراضي السودانية إثر الهجوم الذي شنه الجيش التشادي. وأضاف العميد عثمان محمد الأغبش أن قوات تشادية كبيرة بسبع مدرعات و140 عربة مسلحة توغلت داخل الأراضي السودانية صباح أمس في منطقة فور برنقة الحدودية الواقعة قرب الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور. واعتبر المتحدث الهجوم غير مبرر وغير مشروع قائلا إن السودان سيرد على هذا الاعتداء، مجددا دعوة بلاده إلى نشر قوات مشتركة على امتداد الحدود بين البلدين لمراقبة الأوضاع.