يقوم الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى اليوم، بزيارة إلى مسجد باريس الكبير تخليدًا لذكرى المقاتلين والعسكريين المسلمين الذين شاركوا فى حروب إلى جانب فرنسا. وأعلن الإليزيه فى بيان صحفى، أن وزير الدفاع جيرار لونجيه ووزير الداخلية كلود جيات سيرافقان الرئيس الفرنسى خلال هذه الزيارة التى يقوم فيها ساركوزى بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية التى تضم أسماء المقاتلين والعسكريين المسلمين. وقال الإليزيه، إن الرئيس الفرنسى سيجتمع بعد ذلك مع رئيس المسجد الكبير الشيخ دليل أبو بكر ورئيس المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية الشيخ محمد الموسوى. وتأتى هذه الزيارة قبل 10 أيام من حلول الذكرى الخمسين على توقيع على اتفاقية ايفيان بين جبهة التحرير الوطنى الجزائرية والحكومة الفرنسية والتى وضعت نهاية للاحتلال الفرنسى للجزائر. وتتزامن الزيارة مع الجدل الذى شهدته الساحة السياسية الأسبوع الماضى بشأن اللحوم الحلال، وهو ما أثار غضب مسلمى فرنسا. وكانت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية قد نشرت تقريرًا رصدت فيه حالة الاستياء التي تسود أوساط المسلمين في فرنسا، ورأت أنهم يشعرون بالغضب من سياسات الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى تجاه اللحم الحلال، وهو ما قد يؤثر على نتائج الانتخابات. ونقلت الصحيفة عن أحد مسلمى فرنسا ويدعى محمد عبد النبى، ويعمل مدرسا للتاريخ وللجغرافيا، قوله: "فرنسا خذلت الجالية المسلمة، والجدل على قضية الحلال دليل على المدى الذى يجعل المسلمين الفرنسيين يشعرون وكأنهم الأعداء بالداخل". وقالت الصحيفة: "هناك حالة من الجدل اندلعت بشأن اللحم الحلال عندما قالت مارى لوبان زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة، إن جميع الفرنسيين يأكلون اللحم الحلال فى محاولة منها لمطاردة أصوات الرئيس الفرنسى، فاتهمها ساركوزى باصطناع الجدل وطالب بوضع ملصقات على جميع اللحوم لتوضيح الطريقة التى تم ذبح الماشية بها، مما أغضب رجال الأعمال المسلمين من موقف ساركوزى المتجه نحو اليمين". وأضافت "الأوبزرفر": "ساركوزى حول اللحم الحلال إلى قضية تشغل اهتمام معظم الفرنسيين، على الرغم من أن استطلاعات الرأى، ظهرت أن اهتمامهم بالكرة والمناخ أكثر". ونقلت الصحيفة عن فاتح كيموش، وهو من المدونيين الفرنسيين المسلمين الذين يحظون بشهرة قوله: "الطبقة الجديدة والجيلين الثانى والثالث من مسلمى فرنسا لا يقبلون الخضوع للجمهورية الفرنسية مثلما كان الحال مع الجيل الأول".