أعلنت الحكومة السودانية الأحد إرجاء مؤتمر مخصص لمساعدة السودان اقتصاديا كان من المقرر عقده في اسطنبول في الثالث والرابع والعشرين من آذار/مارس الحالي، بسبب خلافات مع الولاياتالمتحدة التي أصرت على إدراج الخلاف بين الخرطوم وجوبا والمشاكل في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان على جدول اعمال هذا المؤتمر. وأعلنت اشراقة سيد محمود وزيرة التعاون الدولي السودانية في بيان تلته الأحد أمام الصحافيين عقب اجتماع مع سفراء غربيين وممثلين لوكالات الاممالمتحدة في الخرطوم "اتفقنا على تأجيل هذا المؤتمر حتى نضمن مشاركة فاعلة ونصل لحلول اقتصادية لقضايا الديون الخارجية والعقوبات الاقتصادية". واتهمت الوزيرة السودانية الولاياتالمتحدة بعرقلة انعقاد المؤتمر. وقالت "صدرت الدعوات للمؤتمر بتوقيعات الوزراء المعنيين في كل من السودان وتركيا والنروج، غير اننا فوجئنا بطلب الولاياتالمتحدة سحب اسمها من ديباجة المؤتمر واشتراط أجندة إضافية تتعلق بولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق والمشاكل العالقة بين السودان ودولة جنوب السودان". واضافت ان الولاياتالمتحدة لم تكتف بذلك "بل اكدت انها ستسعى لتحريض الدول بعدم المشاركة في حال الاصرار على عقد المؤتمر". واعتبرت الوزيرة ان الموقف الاميركي "هو هروب من التزام الولاياتالمتحدة بتعزيز قدرات الدولتين (السودان وجنوب السودان) وانجاحهما". وكانت الولاياتالمتحدة وبريطانيا والنروج تقدمت بفكرة عقد المؤتمر عقب انفصال جنوب السودان في تموز/يوليو 2011 بهدف مساعدة السودان في التغلب على مصاعبه الاقتصادية بعد ان فقد 75% من انتاج النفط البالغ 470 الف برميل في اليوم من جراء الانفصال. وادى الانفصال الى تدهور سعر العملة السودانية وارتفاع معدل التضخم، كما ان ديون السودان الخارجية تبلغ 37 مليار دولار بحسب وزارة المالية السودانية. وتدور في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق مواجهات بين الحكومة السودانية ومتمردي الحركة الشعبية شمال السودان منذ العام الماضي. وتمنع الحكومة السودانية وصول وكالات الاممالمتحدة ومنظمات الاغاثة الدولية الى هذه المناطق لاغاثة سكانها. وقالت مندوبة الولاياتالمتحدة في مجلس الامن الدولي سوزان رايس الشهر الماضي ان "هناك مخاوف من حدوث مجاعة في جنوب كردفان والنيل الازرق اذا لم تصل المساعدات للمتأثرين" بهذه الاحداث بحلول اذار/مارس. وقال الموفد الاميركي الى السودان برنتسون ليمان في كانون الثاني/يناير "علينا البحث عن سبل ايصال المساعدات للمتأثرين دون موافقة الحكومة السودانية". ويتفاوض السودان وجنوب السودان حول عدد من القضايا المختلف عليها في مقدمها رسوم عبور انتاج جنوب السودان من النفط عبر الاراضي السودانية واستخدام البنى التحتية في السودان، اضافة الى خلافات حول مناطق حدودية، بوساطة من الاتحاد الافريقي.