وصل رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت إلى الخرطوم في اول زيارة إلى السودان منذ انفصال بلاده في يونيو/ حزيران الماضي. وكان في استقبال كير في مطار الخرطوم نظيره السوداني عمر البشير، ومن المنتظر أن تبدا المفاوضات بين الجانبين في وقت لاحق اليوم. وتشتمل المباحثات على القضايا العالقة بين البلدين منذ انفصال جنوب السودان قبل ثلاثة اشهر ومن أبرزها منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها والتوصل إلى اتفاق بشأن نقل النفط المنتج في الجنوب عبر موانىء الشمال. يذكر أن جنوب السودان حصل على حق تقرير المصير بناء على اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان التي أنهت عقدين من الحرب الأهلية (1983-2005). وقال البشير الأسبوع الماضي، خلال لقاء مع أعضاء الحزب الحاكم في الخرطوم، إنه يتطلع إلى تسوية القضايا العالقة مع جنوب السودان. ويرافق كير خلال الزيارة وزير جنوب السودان لشؤون مجلس الوزراء دينغ ألور ووزراء النفط والمالية والعلاقات الخارجية. وكانت حكومة جنوب السودان قد طالبت مجلس الأمن الخميس بوضع جدول زمني الحكومة السودانية على سحب قواتها من منطقة أبيي المتنازع عليها بين الخرطوم و جوبا. وقال الجيش السوداني الأسبوع الماضي إنه لن ينسحب من أبيي وسيبقى قواته بالرغم من دعوة الاممالمتحدة لسحب كافة القوات العسكرية من هناك. وربط الجيش السوداني انسحابه بانتشار قوات حفظ السلام الاثيوبية التابعة للامم المتحدة بشكل كامل لمراقبة وقف اطلاق النار. وتأتي زيارة سلفا كير في الوقت الذي تشهد ولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق توترا بسبب المعارك التي تدور بين القوات الحكومية وقوات تابعة للحركة الشعبية. وكان القتال قد اندلع في جنوب كردفان في أوائل يونيو/ حزيران الماضي بسبب الخلاف على نتيجة الانتخابات في الولاية، قبل أن يمتد ليشمل ولاية النيل الأزرق المجاورة. يذكر أن أعدادا كبيرة من مواطني الولايتين، تقدر بعشرات الآلاف، قاتلوا إلى جانب القوات الجنوبية خلال الحرب الأهلية (1983-2005). وكان اتفاق السلام الشامل -الموقع عام 2005 برعاية دولية وافريقية- انهى عقدين من الحرب الأهلية ومنح ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق حق ابداء الرأي في الاتفاق فيما يعرف بالمشورة الشعبية، وهو ما لم ينفذ حتى الآن. بى بى سى