واصل بعض المهووسين بقرية "أبا الوقف"- التابعة لمركز مغاغة بمحافظة المنيا- وللعام الخامس على التوالي احتفالاتهم الشاذَّة بالمولد النبوي الشريف بالخمر والرقْص والاختلاط والمجون. ورغم خطورة الاحتفالات الشاذَّة بهذه القرية – بحسب ما ذكر موقع إخوان أون لاين- إلا أن الجهات المسئولة أو أيًّا من علماء الدين لم يتحرك لوقف هذه العادات الغريبة، بل إن الأدهى من ذلك أن السلطات الأمنية مارست ضغوطًا على شباب الإخوان بالقرية، والذين أعدوا برنامجًا لشباب القرية في هذا اليوم لإبعادهم عن هذه الخرافات، إلا أن قوات الأمن قامت بتأمين الاحتفالات الشاذَّة، وفي نفس الوقت ضيَّقت على كل مَن دعا للابتعاد عنها!! ويقوم المحتفلون في هذه القرية بطقوس غريبة يوم 11 ربيع الأول من كل عام والذي يسمونه ب"الليلة الكبيرة"؛ حيث يتجمع أهالي القرى المجاورة وأناسٌ من مختلف محافظات مصر في هذه القرية، ويقوم عدد من الأهالي باللفِّ والدوران حول القرية في شارع دائري يحيط بها ليتكوَّن منظر أشبه بمسابقات "الرالي"، إلا أنها تجمع بين الدراجات والسيارات والخيول والجمال والجاموس والحمير.
وتبدأ الطقوس من إقامة السرادقات والمقاهي والخِيام في طرقات القرية، بالإضافة إلى فرقة موسيقية تسمَّى (المزِّيكة) تجوب أنحاء القرية من أول أيام شهر ربيع الأول. ويبدأ اليوم بعد صلاة الظهر؛ حيث يقوم شباب القرية بركوب الدواب وتغطيتها بالبطاطين والثياب الحديثة التي يأتون بها من الخارج، خاصةً بلاد الخليج التي يعملون بها، ويقوم الصبيان بتزيين الدرَّاجات وارتداء الطرابيش، ويجوبون أنحاء القرية في طريق مرسوم ومحدَّد يدور حول القرية وكأنه سباقُ دراجات أو سيارات. كل ذلك في الوقت الذي يردِّدون فيه (لا إله إلا الله محمد رسول الله) (ويا جمال النبي- يحيا دينك يا محمد)، وهم يرتدون ثيابًا تحملها أجسادهم مكتوبًا عليها: "نحن فداك يا رسول الله" بينما تحمل أيديهم زجاجاتِ الخمور. ويبلغ اليوم ذروته بصلاة العصر في مسجد كبير بالقرية لأحد أولياء الله الصالحين، ويُدعى الحاج إبراهيم الشلقامي؛ حيث يتجمَّع أهل البدع والمنحرفون في هذا المسجدِ، إلا أنه لم يصلِّ العصر إلا القليل جدًّا منهم؛ لتنطلق بعد صلاة العصر كلُّ فرقة منهم في مسيرة منفصلة تردِّد الأناشيدَ الخاصة بها، وكل طريقة يتزعَّمها شخصٌ يركب حصانًا أو جملاً يرمز إليه على أنه خليفة المسلمين!! وتقوم إحدى هذه الفرق بالتمايل بالسيوف في صيغةٍ متناغمةٍ على نغمات الطبل، ويقوم بعض حاملي السيوف بوضع آلة حديدية مدبَّبة من الأطراف في فمه؛ وتوضع في أحد جانبي فمه لتنفذ من الجانب الآخر وعندما تنتهي (اللفة)- كما يسميها أهالي القرية- يقوم شيخ الطريقة الذي يمثِّل في هذه الحالة خليفةَ المسلمين بالسير على ظهورِ بعضِ المريدين الذين يركعون له أمام منزله حاملين السيوف حتى يدخل بيته. وعلى جانب آخر يشترك في هذه الطقوس أهالي كل مهنة من السائقين والجزَّارين والفلاحين في مسيراتٍ منفصلةٍ لا يجمع بينها إلا التباهي بحمل السيوف والأسلحة البيضاء وإشهار زجاجات الخمور وشربها مع البانجو!! ومن الطريف ما حدث هذا العام أن إحدى الطرق الصوفية التي تتمايل بالأناشيد الدينية سمعت أغنية سعد الصغير: العنب العنب تنطلق من أحد السرادقات، فتركت أناشيدها الدينية لترقص على نغمات سعد والعنب!! أما آخر هذه الطرق طريقة ليس لها اسم، ولكنها تعبِّر عن أصحاب (المزيكة) أو القائمين على أمر قبْر هذا الولي، إلا أنها هي التي تحظَى بحشدٍ جماهيري ضخم لتترك الطرق الصوفية الأخرى تتلو أناشيدها عبر قلة من مريديها، والغريب أن هذه الطريقة "المزيكيَّة" لا تردِّد أي أناشيد أو أذكار إلا شعارات منها: "حلو النبي حلو والنبي يحب الحلو".. "يحيا دين الإسلام يحيا دينك يا محمد"، وغيرها عبر حماس شديد من شباب القرية الذين يحملون العصيَّ الغليظة ويضربون بها بعضهم بعضًا في مشهد مثير. وينتهي هذا اليوم العجيب بعودة كل الفرق مرةً أخرى إلى حيث بدأت من مسجدِ الحاج إبراهيم، بعد أن تكون قد جابت طريقها المرسوم لها، والكل في سباق أشبه بسباق السيارات.