عوامل التوازن الهرموني: الرياضة والغذاء الصحي والابتعاد عن الملوثات

يطلق الأخصائيون على الغدد الصماء الدرقية والنخامية والكظرية التي تفرز أنواعا مختلفة من الهرمونات لقب مايسترو الجسم، وفي بعض الأحيان يغيب عن بال المريض أن سبب أعراض التعب المفاجئ لديه مثلا قد تكون بفعل خللا هرمونيا.
وتتلقى الغدد الصماء المؤثرات الخارجية بحساسية شديدة وبالتالي فإن المحافظة عليها بالرياضة وبنظام غذائي صحي وبالابتعاد عن الملوثات يضمن نشاطا منتظما في إفرازاتها الهرمونية، فيؤدي هذا المايسترو سمفونية السلامة، وفق ما يؤكد الخبراء.
والهرمونات هي عبارة عن مواد كيماوية تفرز بواسطة الغدد الصماء وتصب في مجرى الدم مباشرة لتصل إلى الأعضاء والأنسجة المستهدفة.
وهي أيضا إفرازات تنظم وظائف كثيرة في الجسم سواء في مرحلة النمو عند الأطفال أو في مرحلة المحافظة على الشباب عند الكبار، بل إن الهرمونات تتدخل في وظيفة الإنجاب وغيرها.
ويشرح الدكتور طاهر خليل أخصائي الهرمونات في دبي العلاقة بين هرمون النمو والمحافظة على الشباب، بالقول في حديث مع "راديو سوا": "مهمة هرمون النمو عند الصغر تكون أننا نطول وحينما نبلغ ويتوقف طولنا تبقى مهمته إصلاح ما يفسد مع الوقت، فهو يحافظ على الجلد ويحافظ على حيوية العضلات وعلى حيوية العظام. ففي منتصف العمر يضعف هرمون النمو عند بعض الأشخاص وتظهر عندهم أعراض الإجهاد أو التعب أو حتى الاكتئاب".
ويلفت الدكتور خليل إلى أن اكتشاف خلل الوظيفة الهرمونية قد يكون بعد مشوار طويل من التشخيص: "هي تشمل أشياء كثيرة وأعراضها كثيرة وقد تفوت على الشخص أن يكون عنده خلل هرموني ويتصور أن الإجهاد والضعف الذي يحس به هو أن صحته ليست على ما يرام أو بسبب حالته النفسية وفي النهاية يتبين أنه خلل هرموني".
ويعد المحافظة على الوزن المثالي هو القاعدة الأساسية في تجنب جميع أنواع الأمراض الهرمونية وطبعا في المحافظة على صحتنا بشكل عام.
ومن بين النصائح الأخرى للوقاية يقول الدكتور خليل: "أهم شيء أن نحافظ على وزننا وعلى أسلوب صحي في الحياة والبعد عن التوتر ومن الأشياء الهامة التي تسبب الأمراض الهرمونية هي الملوثات".
إذ إن ملوثات البيئة وبحسب الاكتشافات العلمية الأخيرة باتت عاملا مؤثرا على عمل الغدد الصماء، ولعل ما هو الأكثر ملاحظة في هذا المجال ما يتعلق بعمل الغدة الدرقية الغدة الهامة جدا والتي يسميها الأخصائيون بطارية الجسم.