ترشح المعتقل السابق في سجن جوانتانامو ممدوح حبيب، وعدد آخر من المسلمين الاستراليين لخوض معركة الانتخابات التي ستجري السبت في ولاية نيو ساوث ويلز وهي أكبر ولايات استراليا سكانا على أمل الفوز بصوت سياسي للمسلمين هناك. ويجتهد المسلمون في استراليا في مكافحة العنصرية ضدهم والخوف من الاسلام من خلال صندوق الاقتراع، وأكد قيصر طراد المتحدث باسم رابطة الصداقة الاسلامية في سيدني "من الاسباب التي جعلتنا نتقدم هو مواجهة العنصرية والخوف من الاسلام مواجهة مباشرة"، وأضاف طراد "نحن ندين لهذا البلد بأن نقف في مواجهة العنصريين وانتهاج موقف سياسي ايجابي". وآثارت مواقف رافضة للحرب علي العراق، وتصريحات بشأن حجاب المرأة والجهاد ضد الإحتلال الصهيوني في فلسطين، من أئمة مسلمين وصفته دوائر غربية بالمتشددين في استراليا توترات بين الأقلية المسلمة الصغيرة نسبياً في استراليا التي يبلغ تعدادها 280 الف شخص ومعظم افرادها من السُنة وبين أحزاب سياسية هناك. وخلال حملته الانتخابية دعا القس العنصري فريد نايل زعيم الديمقراطيين المسيحيين الى فرض حظر لمدة عشر سنوات على المهاجرين المسلمين لاعطاء أولوية للمسيحيين الفارين من الاضطهاد، كما دعا الى دراسة اثار هجرة المسلمين. ويقر حبيب بأنه جديد في عالم السياسة وأن فرصه ضئيلة للفوز في انتخابات برلمان ولاية نيو ساوث ويلز، لكنه يأمل رغم ضعف فرصه أن يفوز بالمقعد لصالح الجالية المسلمة التي تواجه التهميش، وفي حين يقف حبيب على درجات سلم مركز تجاري في سيدني وهو يحمل ميكروفون في يده ويشن حملة بحماس ضد الحرب علي العراق ومن أجل الديمقراطية. وتسائل حبيب أمام جموع الناخبين: "لماذا نرسل أشخاصا الى الحرب، الناس لا يعرفون الحقيقة، يجب أن يراقب أحد ما تفعله الحكومة وأنا أعتقد انه يمكنني ان افعل ذلك"، وأطلق سراح حبيب من سجن جوانتانامو في يناير عام 2005 دون أن يوجه اليه اتهام بعد احتجازه لنحو ثلاث سنوات، بعد أن اعتقلته قوات الإحتلال الأمريكية عندما عبر الحدود من باكستان الى أفغانستان بعد ثلاثة اسابيع من هجمات 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدة. وتم احتجاز حبيب للاشتباه في أنه كان عضواً في تنظيم "القاعدة" لكن سلطات الإحتلال الأميركية فشلت في العثور على أدلة لتقديمه للمحاكمة، ويتنافس حبيب على مقعد دائرة أوبورن في جنوب غرب سيدني وهي منطقة بها أقلية مسلمة كبيرة مع "سلمة احرام" و"ملكة مايكل" اللتين اعتنقتا الاسلام، وهناك مرشح مسلم رابع في مقعد دائرة مجاورة. لكن لا أحد بين المرشحين المسلمين يمثل حزبا من الاحزاب الكبيرة وهم اما مستقلون أو يمثلون احزابا صغيرة، وأكد طراد "الاحزاب الكبيرة يتملكها فيما يبدو الخوف من الاسلام وهم مرعوبون للغاية من ترشيح مسلمين"، وقال "وهم يقولون بطريقة غير مباشرة إن لديهم خوفا من الاسلام، دائرة عنصرية، ونحن نريد ان نثبت أنهم مخطئون، نريد أن نثبت لهم ان شعب استراليا ليس عنصريا مثلما يعتقد السياسيون". وتقول "احرام" التي إعتنتقت الإسلام حديثاً و تخوض الانتخابات عن الحزب الديمقراطي الصغير إن الاقليات الإسلامية في استراليا تكافح للفوز بصوت سياسي، وأضافت "المعارك العديدة التي تعين علي ان اتحملها نيابة عن الاقلية الاسترالية والصعوبة التي صادفتها في الحصول على منبر سياسي مناسب أثر على مواقفي السياسية". وأكد طراد إنه حتى :"اذا لم يفز أحد من المرشحين المسلمين بمقعد في برلمان نيو ساوث ويلز فانه يأمل في أن يرشح مسلمون اخرون انفسهم في الانتخابات العامة المتوقعة في وقت لاحق في عام 2007". وتكافح شخصيات إسلامية في استراليا من أجل تشكيل حزب سياسي "اسلامي" لكن ربما لن يتم انشاؤه في وقت مناسب قبل الانتخابات العامة القادمة.