الهلع والخوف الذي لحق بالأمين العام للامم المتحدة بان كي مون في بغداد سيبقي عالقا في أذهان الكثيرين لمدة طويلة ولن ينسي الكثيرون مشهد اختفائه وراء المنصة بعد دوي الانفجار في المنطقة الخضراء اثناء عقده مؤتمرا صحفيا مشتركا مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
لقد نجحت قذيفة هاون واحدة أطلقت علي المؤتمر الصحفي لبان كي مون في افشال الزيارة التي اريد لها ان تعطي انطباعا للخارج ان حكومة المالكي بعد خطة بغداد الامنية باتت تسيطر علي الوضع الامني كاملا كما ان القذيفة افشلت واحدة من أولي مهام الامين العام الجديد الذي أراد ايصال رسالة دعم لحكومة المالكي فجوبه بالهاون كتذكير له بأن الامور ليست مستقرة وأن علي الاممالمتحدة التي عارضت الغزو الامريكي للعراق ان تقوم بدورها الحقيقي المتمثل في الضغط علي الاحتلال بالانسحاب من العراق مع ضمان حقوق الشعب العراقي وحماية ثرواته ووحدة اراضيه.
قذيفة الهاون التي أرعبت بان كي مون ردت بسرعة علي تصريحاته التي اعتبر فيها ان أخطر ما يواجه العراق الارهاب الذي يشكل خطرا ليس علي العراق فحسب بل علي العالم بأسره ونسي كي مون توجيه النقد للجهة التي تسببت في كل هذا البلاء وهذا العنف الذي لحق بالعراق من خلال عدم اصغائها لدعوات المجتمع الدولي ومنظمة الاممالمتحدة بايجاد حل سلمي للمشكلة العراقية آنذاك.
لا يفيد العراق أبدا أن يكون بان كي مون مجرد مردد لأقوال ساكني البيت الابيض الذين هم علي وشك خلق حرب جديدة في المنطقة عنوانها الملف النووي الايراني ان لم تقم الأممالمتحدة بدورها الحقيقي كراعية للسلام في العالم وليس كأداة تستخدم من قبل الدول الكبري لشن الحروب.
مساعدة العراقيين واعادة بناء ما دمرته الحرب التي شنتها الولاياتالمتحدة علي بلادهم ومساعدة ملايين اللاجئين العراقيين بقدر ما هي أولوية بالنسبة للعراق بقدر ما يكون انسحاب الاحتلال من الاراضي العراقية وضمان عدم نهب ثروات الشعب العراقي والحفاظ علي وحدة البلاد أولوية هامة بالنسبة للشعب العراقي المطحون بالعنف.
بعد قذيفة المنطقة الخضراء التي أرعبت بان كي مون سيفكر العديد من الساسة والمسؤولين قبل عقد مؤتمرات صحفية مباشرة خشية من استهدافهم والرد الفوري علي ما يقولونه. فالمالكي اعتبر زيارة مون تأكيدا علي قطع بغداد خطوات علي طريق الاستقرار فجاءت القذيفة لتعود بالامور الي المربع الاول ولتؤكد للعالم ان هناك وجهة نظر أخري في العراق ينبغي السماع لها وعدم تجاهلها أبدا.