على الرغم من الإعلان عن تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية بتوافق فيما بين حركتي فتح وحماس إلا أن الولاياتالمتحدة أعلنت استمرار الحظر على المساعدات المالية لهذه الحكومة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية شون ماكورماك إن الحظر الدولي على تقديم المساعدات للحكومة الفلسطينية سيظل مفروضا طالما لم تلب مطالب اللجنة الرباعية الدولية التي تتمثل في الاعتراف بالكيان الصهيوني وتوقف عمليات المقاومة والالتزام بالاتفاقات السابقة . وأضاف ماكورماك أن هذا الاتفاق جاء أثناء حديث هاتفي أجراه أعضاء الرباعية الدولية أمس موضحا أن بيانا سيصدر على الأرجح اليوم بهذا الشأن. وأعربت رايس عن رفضها لعبارة (الحق في المقاومة) التي وردت في برنامج الحكومة الجديدة مضيفة أن لا بد من القول إنه عندما يتكلم المرء عن المقاومة بكل أشكالها فإن وقع هذا الكلام لا يكون جيدا. وأوضحت الخارجية الأميركية في وقت سابق أن واشنطن ستكون لها اتصالات في كل حالة على حدة مع بعض أعضاء الحكومة الفلسطينية الجديدة ممن لا ينتمون لحماس وهو ما انتقدته الحكومة والرئاسة. كما قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا - إثر محادثات الترويكا الأوروبية مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بواشنطن – إن علينا أن نقول إن هذه الحكومة لا تلبي تماما المبادئ التي طالما ألحت عليها المجموعة الرباعية مضيفا أن الحكومة ما يفعلونه أهم بكثير مما يقولونه. وقرر الاتحاد الأوروبي تمديد الآلية المالية المؤقتة التي تتيح إرسال مساعدات مالية للفلسطينيين دون التعامل مباشرة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ثلاثة أشهر. من جانبه أكد رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل أن كافة الفصائل الفلسطينية توافقت على ألا يقبل من أي طرف إقليمي أو دولي أن يتعامل مع وزراء دون غيرهم في حكومة الوحدة الفلسطينية. فيما اعتبر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن هناك إشارات مشجعة لفك العزلة عن الحكومة الدجيدة. ونقل عزام الأحمد نائب رئيس الحكومة عن عباس أنه قال لبعض وزراء حكومة الوحدة الذين التقاهم في رام الله إن هناك إشارات مشجعة من المجتمع الدولي لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني والتعامل مع حكومة الوحدة الوطنية الجديدة.. ولن نألو جهدا لإنهاء هذا الحصار. يأتي ذلك فيما استقبل عباس ريموند يوهانسن نائب وزير الخارجية النرويجي الاثنين بمقر الرئاسة في رام الله بالضفة الغربية. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن عباس عبر عن شكره للموقف النرويجي الداعم للحكومة والشعب الفلسطينيين مؤكدا ضرورة فك الحصار الدولي المفروض على شعبنا. وكان نائب وزير الخارجية النرويجي - الذي أعلنت بلاده أنها ستطبع علاقتها مع الحكومة الفلسطينية الجديدة- التقى قبل ذلك في غزة رئيس الحكومة الجديدة إسماعيل هنية. وطلب هنية من يوهانسن مساعدة النرويج لفك الحصار الدولي عن الحكومة الفلسطينية وقدم له شرحا مفصلا عن برنامجها السياسي في حين طلب المسئول النرويجي من هنية الإفراج عن الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، ووعد بأن تستأنف بلاده إرسال المساعدات المالية للفلسطينيين، موضحا أن ذلك سيتم بالتنسيق مع وزير المالية سلام فياض. ويعد يوهانسن أول مسئول أوروبي يجري محادثات مع هنية منذ إعلان حكومة الوحدة. كما أكد وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما خلال اتصال هاتفي أجراه مع عباس أنه من الخطأ الاستمرار في مقاطعة حكومة الوحدة الفلسطينية، بينما دعت فرنسا وزير الخارجية الفلسطيني زياد أبو عمرو لزيارتها. وتلقى إسماعيل هنية اتصالاً هاتفيًّا من وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما عبر فيه داليما عن دعم بلاده للحكومة الفلسطينية الجديدة في خطوة جديدة توضح انهيار الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني. وقال داليما: إن إيطاليا من الدول الصديقة للشعب الفلسطيني وتؤيد حقه في الحرية والاستقلال. مشيرًا إلى أن بلاده سوف تقوم ببذل الجهود لإقناع دول العالم بالتعاون مع حكومة الوحدة الوطنية. وفي السياق دعت السعودية أمس المجتمع الدولي إلى الاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية. وطالبت السعودية – في بيان رسمي - الدول المؤثرة في مجرى عملية السلام إلى تحمل مسؤولياتها السياسية والأخلاقية بالاعتراف بحكومة الوحدة الفلسطينية وتمكينها من القيام بدورها. يُشار كذلك إلى أن روسيا والدول العربية والإسلامية تقدِّم الدعمَ الكاملَ للحكومة الفلسطينية الجديدة وسط أنباء عن أن الأردن قد ترفض التعامل مع الحكومة الجديدة إلا بعد قبولها بشروط اللجنة الرباعية الدولية. وفي سياق متصل بتمسك الحكومة الجديدة بالمقاومة أكد أبو عبيدة- المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس- أن العملية التي نفذها عناصر الكتائب اليوم "تأتي في إطار المقاومة والرد الطبيعي على جرائم الاحتلال الصهيوني وانتهاكاته ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وانتهاك أجواء قطاع غزة بالطائرات. وأضاف أن كتائب القسام غير ملتزمة بالتهدئة حتى يلتزم العدو الصهيوني بها، ويوقف عدوانه على أبناء الشعب الفلسطيني مشيرًا إلى أن هناك مساعي للتهدئة الشاملة، لكنه نفى أن يكون هناك أي قرار سياسي بالتصعيد العسكري من جانب الكتائب، موضحًا أن المقاومة لا تسمى تصعيدًا ولكنها "حق ومقاومة مشروعة ضد الاحتلال. وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسام قد أعلنت مسئوليتها اليوم عن إطلاق النيران من أحد الأسلحة الثقيلة على أحد المغتصبين الصهاينة عند معبر المنطار شرق غزة وإطلاق قذيفتي هاون على تجمع لجنود الاحتلال في نفس المنطقة مما أسفر عن إصابة المغتصب بجروح خطيرة، وقد اعترف الاحتلال الصهيوني بالعملية. من ناحية أخرى استمرت الانتهاكات الصهيونية ضد الفلسطينيين حيث قام عشرات من سكان مغتصبة كريات أربع بالاعتداء على مسجد "الراس" في قلب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، واعتدوا على المصلين فيه قبل أن يقتحموا منزلاً يملكه المواطن فايز الرجيبي عند مفترق المصلين في منطقة حي الجعبري بالمدينة واستولوا عليه بالقوة. وزعم أحد الصهاينة من منفذي الاعتداء على المنزل- الذي تم أمس الاثنين أن عملية الاستيلاء تأتي "تخليدًا لذكرى 12 من الجنود والضباط الصهاينة الذين سقطوا قتلى في عملية نفَّذتها سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) في المنطقة في العام 2002م"!! كما اعتقلت قواتُ الاحتلال أمس فتاةً فلسطينيةً على حاجز حوارة جنوب مدينة نابلس شمال الضفة؛ بزعم محاولتها طعنَ أحد جنود الاحتلال، كما كثَّفت قواتُ الاحتلال من دورياتها في داخل بلدة حوارة؛ بحجة منع الفتية من إلقاء الحجارة تجاه سيارات المغتصبين الصهاينة؛ حيث سيَّرت عددًا من الدوريات داخل شوارعها وعددًا آخر على الطريق الرئيسي. ولم تتوقف ممارسات الاحتلال الصهيوني في الضفة؛ حيث وضعت قوات الاحتلال حاجزًا بين جسر إسكاكا وسلفيت شمال الضفة الغربية عند مدخل مغتصبة آريئيل الترابي، وقد تسبَّب الحاجز في عرقلة عمل المواطنين بسبب إيقاف الصهاينة السيارات الفلسطينية من أجل تفتيشها!!