كتب : محمد أبو المجد التعديلات الدستورية الأخيرة التي قام بها النظام بشكل أحادى تلقى رفضًا قاطعًا متصاعدا من جميع قوى المعارضة السياسية, فقد شهد مجلس الشعب هذا اليوم أحداثًا ساخنة صاحبت عرض تلك التعديلات على أعضاء المجلس, حيث تم عقد جلسة لمناقشة تلك التعديلات حشد لها الحزب الوطني كافة أعضائه, واستدعت أمانة السياسات جميع أعضاء الوطني بلا استثناء واحتجزتهم لمدة يومين قبل الجلسة في فندقين من فنادق القاهرة منعًا لتغيب أي عضو وذلك في خطوة أثارت سخط العديد من الأعضاء. رفض وانسحاب وقد شهدت جلسة المناقشات اليوم تطورات ساخنة فقد انسحب 102 عضوًا من أعضاء المجلس يمثلون نواب الإخوان المسلمين والمستقلين من قاعة المجلس بعد أن سجلوا اعتراضهم على تلك الجلسة وما صاحبها من تمرير لهذه التعديلات الخبيثة بواسطة أغلبية الحزب الوطني الذين استماتوا بشكل غريب في الدفاع عن الورقة المقدمة إلى المجلس للموافقة عليها على الرغم من أن معظمهم لم يطلع أصلاً على تلك الورقة التي وصلت إلى المجلس أمس ظهرًا وتمت مناقشتها اليوم د. محمد البلتاجي: معظم نواب الوطني وافقوا على ورقة التعديلات دون أن يطلعوا عليها!! حمدين صباحي: النظام قتل الدستور "بدم بارد", وأدعو الشعب المصري إلى عصيان مدني لتغييره د. جمال زهران: تمرير التعديلات جريمة في حق الشعب ستعصف بكل حقوقه ومكتسباته وذلك وفق ما كشفه لنا الدكتور محمد البلتاجي سكرتير الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين. وقفة احتجاجية وبعد انسحاب أعضاء الإخوان والمعارضة من الجلسة قاموا بتنظيم وقفة احتجاجية أمام بوابة 3 لمجلس الشعب وصاحبها مؤتمر صحفي عالمي حضره جمع كبير من الصحفيين ووسائل الإعلام المرئية وعشرات من مراسلي الفضائيات ووكالات الأنباء العالمية حيث بدأت فعاليات المؤتمر بوقفة عامة أمام المجلس ارتدى خلالها النواب أوشحة سوداء موحدة مطبوع عليها عبارة: "لا للانقلاب الدستوري", ورفعوا لافتات مكتوب عليها: "دستور جمهورية مصر العربية.. البقاء لله في الحريات الشخصية والانتخابات الحرة", "لا للمحاكمات العسكرية", "لا لمصادرة الحريات", "لا لزوار الفجر", "نعم للمرجعية الإسلامية" وأدى النواب صلاة الظهر على الأرض في حديقة المجلس, ثم بدأت الوقفة الاحتجاجية أمام البوابة الرئيسية حيث أعلن جميع النواب اعتصامهم لمدة 3 أيام احتجاجًا على تمرير تلك التعديلات الدستورية بشكل فج من جانب أعضاء الوطني وشاركهم في هذا الدكتور فتحي سرور الذي بدا اليوم منفعلاً أكثر من أي وقت على نواب الإخوان والمعارضة أثناء مناقشة التعديلات وذلك وفق ما صرح به أعضاء كتلة الإخوان في مجلس الشعب. وفي كلمته التي ألقاها في المؤتمر الصحفي أكد سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين أن نواب المعارضة وفي القلب منهم الأخوان مصرون على رفض هذه التعديلات الدستورية التي وصفها بأنها "القاضية" على آمال الشعب وقواه السياسية في أي أمل للإصلاح, مشددًا على أن جميع الخيارات السلمية مفتوحة لمواجهة هذه التعديلات. وتابع: إذا كان الحزب الوطني يتصور أنه استطاع أن ينجز شيئًا في تمرير هذه التعديلات, فإن الشعب المصري لن يسمح بتزوير إرادته وسيتصدى بجميع فئاته ونحن معه لبلطجية الحزب الوطني والمستفيدين من ورائهم حتى تنقشع غيوم الاستبداد وتبزغ شمس الحرية. قتل الدستور أما النائب حمدين صباحي رئيس حزب الكرامة – تحت التأسيس- فقد اعتبر أن ما قام به نواب المعارضة هذا اليوم هو رفض قاطع لعملية قتل الدستور التي قام بها النظام "بدم بارد", وأضاف أننا في حاجة إلى حركة شعبية واسعة ضد أساليب النظام في الاعتداء على الحريات. ودعا حمدين الشعب المصري إلى عصيان مدني جماعي لتحقيق تغيير سلمي للنظام الذي ارتد عن الحريات وقضى على اقتصاد البلاد لفترة قادمة بحذفه 12 مادة تتحدث عن الاشتراكية من الدستور مما يفتح الباب لعودة دستورية لعودة الإقطاع على حساب الفقراء, مطالبًا بإعلان يوم الاستفتاء الشعبي على الدستور يومًا للحزن الشعبي العام داعيًا جميع منظمات المجتمع المدني والنقابات لاتخاذ موقف موحد من تلك التعديلات. ومن جانبه أكد د. جمال زهران المتحدث باسم كتلة النواب المستقلين في المجلس أن جميع النواب ترفض الاعتداء الذي يقع على الدستور الآن جملة وتفصيلا, مضيفًا أن تمرير تلك التعديلات اليوم هي جريمة في حق الشعب ستعصف بكل حقوقه ومكتسباته عبر حركاته النضالية طوال القرن العشرين بواسطة طغمة حاكمة تريد استغلال السلطة والثروة لتحقيق مصالحها الشخصية وما هذه التعديلات إلا حلقة في سلسلة الاستبداد والفساد المطلق الذي لا بد وأن ينكسر بعون الله. تزوير في مقاعد رسمية وفي تصريح خاص ل" الشعب" قال الدكتور أحمد دياب عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين أن نواب المعارضة يهدفون من وراء وقفتهم هذه إلى توصيل رسالة للنظام المصري مفادها أن نواب المعارضة لن يقفوا مكتوفي الأيدي ولن يشاركوا في تمرير هذه الجريمة بحق حريات المواطنين الذين وثقوا فيهم وانتخبوهم, وقال مضيفًا أن نواب الوطني هاجوا وماجوا عندما ذكرهم أحد نواب الإخوان بيوم القيامة ووقفة الحساب أمام الله عز وجل وطالبهم بأن يتقوا الله في الشعب المصري وكأن يوم القيامة بعيد عنهم. وقد أكد دياب ل"الشعب" أن نواب الوطني بمجرد انسحابنا من الجلسة قاموا باحتلال مقاعد نواب المعارضة وسمحوا للصحافة بأن تلتقط الصور في هذا الوضع حتى يظهر أمام الناس انه لم تكن هناك أي شكل من أشكال المعارضة أثناء المناقشات وهو ما اعتبره دياب "تزويرًا في مقاعد رسمية