عبد المنعم الجنايني: المرجعية الدينية والأخلاقية ضرورية لنجاح الديمقراطية محمد عبد الحكم: لابد من التصدي لأعداء الأمة.. فالثورة تصنع المستحيل عقد حزب العمل أمس ندوته الأسبوعية تحت عنوان "الذكرى الأولى لثورة يناير وما تحقق فيها وما لم يتحقق وكيفية تحقيقه"، وقد حضر الندوة العديد من قيادات الحزب منهم مجدي أحمد حسين رئيس الحزب ،والأستاذ عبد الحميد بركات نائب رئيس الحزب والدكتور أحمد الخولي أمين التنظيم والدكتورة نجلاء القليوبي أمين عام مساعد الحزب كما حضر الندوة أيضا الدكتور عبد المنعم الجنايني العالم المصري فى الطاقة الذرية، والأستاذ محمد عبد الحكم المحلل السياسى والدكتور العالمى محمد الطيب دكتور التنمية البشرية. وقد استهلت الندوة بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم ثم بدأ بالحديث الدكتور أحمد الخولي والذى أشار إلى التغير الكبير الذى حدث بإسقاط رأس النظام، وإلغاء حالة الطوارئ اعتبارا من الغد، الحد من فساد أمن الدولة وتحقق انفراجة فى الحرية مثل حرية المظاهرات والتي لابد أن يكون لها بعد وطنى وليست فئوية تهدد بقطع شريط السكة الحديد أو منع الكهرباء، والمكاسب التى تحققت هو انتخاب مجلس شعب برلماني يختاره أغلبية الشعب بغض النظر عن من الذى اختاره الشعب فأول مؤسسة دستورية بعد الثورة هي المجلس الذى تم انتخابه. وقد تحدث مجدى حسين عن الديمقراطية قائلا أن الديمقراطية الأمريكية بها عيوب كثيرة وليست النموذج الذى يمكن أن نحاكيه ونحن نقبل أن نتعلم من هم كل شئ بخلاف العلوم الإنسانية فنحن من نعلمها. وأشار "حسين" إلى جزيرة تابعة لاستراليا لم يبقى بها شخص قال عنها أحد الكتاب قائلا أن قتل البشر عملية غير مقصودة، كما كشف أحد المؤرخين عن مذابح أمريكا اللاتينية ففكرة إبادة الآخر ومحوه من الوجود عادية. وأكد "حسين على أن الثورة معناها إسقاط نظام وإحلال آخر ولكن ثورتنا لم تتسلم الحكم حتى الآن أى أن هدف الثورة لم يتحقق. كما أكد على أن عدد الشهداء قليل بالنسبة للصراعات الأوروبية ولكن ليس معنى ذلك قبول أنصاف الثورات مثل ثورة 1919 فالجلاء لم يتم إلا بعد1952 وأن القرار الأول للثورة كن لابد أن يكون وقف التطبيع مع العدو الصهيوني وليس المطالبة بالقصاص لأننا بذلك نطالب ذيول النظام بالقصاص لشهدائنا وأنه بمجرد شهادة المشير وعمر سليمان لصالح مبارك وكل ما قاموا به فى محمد محمود والقصر العيني وغيرهم فهم بذلك يتحملوا مسئولية هذه الدماء وأنه من تضييع الوقت مطالبتهم بمحاكمة مبارك المتهم الذى يقيم بفندق 7 نجوم ويدافع عنه أحد رموز الفساد ويعطيه الإعلام الأهمية والاحترام فالمحاكمة الجنائية العادلة لمبارك تعطيه براءة لأن القوانين مفصلة لصالحه فكيف نحاكمه بها. كما أشار "حسين" إلى أن المعركة الآن هي تسليم السلطة وليس شئ آخر فالثورة لم تقم من أجل إعطاء معاشات وشقق لأهالي الشهداء ولكن من أجل إسقاط خائن تآمر مع الصهاينة 30 عام فلابد من التعجيل باستلام السلطة. فالدستور والقوانين تصنعها الأمم وليس الدستوريين وأن الرؤية السياسية هي الرؤية الحاكمة لكل مناحى الحياة المختلفة لكى نتقدم ونخرج من الترتيب ال 120 على مستوى العالم ففيتنام التى تعرضت للمساواة بالأرض تقدمت عن مصر ونفس الشئ كوريا الجنوبية التى دمرت فى حرب 1951. كما أكد "حسين" على قضية الاستقلال الوطني فلا تكون أمريكا راعية للتسليم التدريجي للسلطة فى مصر ومن دواعي الاستقلال أيضا إلغاء كامب ديفيد إذا كان معناها استمرار تصدير الغاز للكيان الصهيوني ولابد من توعية الشعب بقضايا الثورة الأربعة الأساسية وهى الاستقلال والتنمية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية. وقد استفسر"حسين"عن دور مصر من الوطن العربي الممزق وموقفها من ليبيا والسودان وغزة ولماذا غير مسموح لها أن تكون من الدول القوية. كما أكد أيضا على دور المؤسسة العسكرية وأنها لاغني عنها ولكنها واجبة التطهير من الفساد المنتشر بها كما يطالب بسرعة تسليم السلطة حتى يحدث ذلك التطهير وحتى لا تكون هناك إراقة للدماء حيث ثبت أن بالضغط فقط تأتى النتائج . وقال "حسين" أن مهمة الثورة تستكمل بأن من شارك فى الثورة هو من يشكل الحكومة وغير ذلك فالثورة فى خطر وإلا فلماذا محاولة الاسترضاء المخيفة من قبل المجلس العسكرى لأهالي الشهداء والمصابين وبعد تسليم السلطة نتجه للبناء. وفيما يخص الموقف من إيران قال "حسين" لابد من تواصل العلاقات مع إيران لان هزيمة إيران فى المجال النووي تعنى بالضرورة هزيمة مصر فى نفس المجال الذى يعد من أهم أركان المشروع الاستقلالي. كما تحدث د. عبد المنعم الجناينى والذي قال إن من إنجازات الثورة: 1- إزالة الطاغية الذى عزل نفسه فى قوقعة ورفع يده عن الأمة وعن جميع أمورها ولم يكتفي بذلك ولكن كل من تكلم كان عرضة للسجن والاعتقال هو وأهله ناهيك عن مختلف طرق التعذيب والتنكيل والقتل،كل هذا بجانب نهب ثروات الشعب. 2- تغيير المسار الذى كانت تسير عليه الدولة منذ 60عام ،وإبراز الهوية الإسلامية الدولية عن طريق اختيار الشعب لممثليه. وأشار "الجناينى إلى أنه على الرغم من مرور عام على الثورة إلا أنه مازالت هناك العديد من الاحباطات منها أن المجلس العسكرى يماطل فى تسليم السلطة، واستدانة الدولة بالمليارات فقطاع البترول وحده مدين ب 61 مليار جنيه فكيف هذا هو كنز مدفون فى الأرض لا يكلفنا سوى ثمن استخراجه. كما أكد أن كل ثورة لابد أن تترك بصمتها فى التاريخ مثل الثورة الانجليزية والإفريقية والفرنسية فكل منها أثبتت شئ هام هو قلب الموازين فى المجتمع بحيث جعلت الحريات والحقوق ركن أساسي فى نظام الدولة بخلاف الثورة المصرية التى تحولت إلى مطالب فئوية واعتصامات ولكن أين فكر الثورة وأين هو النظام الذى نريد أن نعيش تحته فى مصر فلم يخرج علينا مفكر بطرح هذه الأفكار ليس هذا لأن مصر ليس بها مفكرين وعلماء ولكن لأن أجهزة الإعلام والجامعات وأجهزة الدولة مازال يسيطر عليها نفس النظام السابق تمنع خروج فكر مستنير يقود الأمة إلى مستقبل أفضل، ولكن هناك أمل مع المجلس الجديد وانتخاب رئيس جديد ووجود حركة شعبية قوية تضع مصر فى المسار الصحيح.وأكد "الجناينى على أن المسار الصحيح هو ليس تقليد الدول الغربية فالثورة الأمريكية على رغم ما فعلته بأمريكا إلا أن بها عيوب ومزايا ومحاولة تطبيق ثقافتها على أي دولة أخرى ستفشل فيقول كاتب عن الديمقراطية الأمريكية "الدستور الأمريكي قطعة فنية صنعها فنان إذا حاول نقلها فلن تفلح"فالأصوات التى تنادى بتبنى النظم الغربية لابد أن تعى جيدا أنها لكى تنهض فلابد أن تبحث أعماق الإسلام عن هذا النظام" وأشار "الجناينى"إلى معنى الديمقراطية وأنها ليست نظام ولكنها آلية خالية من المحتوى كما أنها لا تعبر عن محتوى أخلاقي أو ديني فعلماء السياسة يقولون أن الديمقراطية لا تخبرنا كيف نحكم ولكنها هي من يحدد من يحكم والذى يحكم هو صاحب الأغلبية التابع لأي نظام وهذا ما يؤدى للخلاف فمصالح الناس متعددة وان اتفقت فالحلول تختلف والتصويت لا يحل المشكلة فالديمقراطية تؤدى إلى سلطة الأغلبية المطلقة ولذلك فلابد أن تكون هناك مرجعية دينية أو أخلاقية تحد منها ففى أمريكا فى البداية كانت تتحرى عن الأشخاص كل سنتين ومن الأسئلة على سبيل المثال هل هو شاذ جنسيا فإذا كان كذلك فهو فاسد أخلاقيا أما الآن فهناك ولايات تقنن ذلك. كما عدد "الجناينى" عيوب الديمقراطية ومنها أنها تخلق حالة من الفردية وأن هناك حالة تشابه بين الفردية والاستبداد فالحاكم المستبد يبنى مشاعر الفردية فى النفس والناس تقع فريسة للاستبداد خاصة فى الدول التى ليس لها تقاليد فى ممارسة الحريات. ومن عيوبها أيضا أنها تلقائيا تخلق أرستقراطية فهى تطالب بالتساوى الذى يخلق نوعا من التنافس على الأشياء واتجاه الجميع إلى التجارة والتصنيع بكميات كبيرة. وأكد الجناينى نجاح الديمقراطية فى أي دولة هو بسبب تضافر العوامل على نجاحها والبيئة المتواجدة فيها والبعد عن الخلافات العقائدية التى تنتهك الأمة ووجود الحكم المحلى والتفريق بين مركزية الإدارة ومركزية الحكومة. وعن مصطلح فصل الدين عن الدولة قال "الجناينى" أن المقصود به ليس إقصاء الدين عن الحياة ولكن المقصود استقلال المؤسسات الدينية عن الدولة وأول من اخترع هذا المبدأ هم المسلمون بالأوقاف فعالم الدين لا يتلقى راتب من الدولة، ولكنه تعرض للتحريف من قبل العلمانيين. كما تحدث أيضا الأستاذ محمد عبد الحكم دياب والذى بدأ حديثه بالكلام عن حزب العمل وكيف كان له السبق فى رفع راية العصيان ضد الفساد والذى أكد أنه عندما نتحدث عن الديمقراطية يجب أن نتذكر أننا لسنا عالة على العالم إلا عندما جاء نوع من الحكام صنعوا من هذا بالاستبداد كالذى حدث فى أوروبا على يد هتلر وموسولينى وفرانكو. وأكد دياب على أن ثورة يناير من أعظم الثورات فى العالم ولكن هناك عدة مشاكل منها أن الثورة إلى الثوار لم يعرفوا إلى الآن قيمة ما قاموا به لأنهم لم يشعروا أنهم ثوار وحولوا حركتهم إلى حركة مطالب تحتاج لطرف ثالث يقوم بالتصحيح أي أنهم فقدوا الشعور بالمسئولية عن هذا التصحيح فهذه الثورة مختلفة عن الثورات التى قامت فى مصر قبل ذلك لأن الشعب كله هو من قام بها وليس فئة دون الأخرى، وأكد أن الثورة لابد أن تقوم بعدل نظام القوى المختل والشعب لابد أن يكون فى الصدارة ولكنه مازال على الهامش. وأكد "دياب" على أهمية الجانب الآلي للديمقراطية حيث تفرز آليات أخذ بها الكثير من الناس منها انتخاب السلطة وصندوق الانتخاب ولابد من توظيف هذه الآليات بشكل صحيح وأن يكون الكل على قلب رجل واحد فكل مجتمع له ثقافته وآلياته يقبل منها ما يستطيع أن يوظفه بشكل صحيح فى إطار التكامل. وأشار "دياب " إلى قضية فهم الثورة وأنها عبارة عن عملية تغير كاملة فإذا كانت السياسة فى الممكن فالثورة هي صناعة المستحيل بمعنى أن عبئها هو عبء التغير الكامل كما قال أن من عيوب الثورة غياب فريضة البعد الاجتماعي كما أننا لا نتنبه إلى أعدائنا الحقيقيين كما أننا نفقد الإحساس بالخطر الناتو على الحدود الغربية ورياح الانفصال فى الجنوب والصهاينة فى الشرق ونحن لا زلنا منكفين على أنفسنا، كما أن البعد العربي والاسلامى غائب عن الثورة. كما أكد على أن الثورة ممكنة لأن موازين القوى فى الشارع اعتدلت ويمكن الاستفادة بها فى القضاء على البقية الباقية من رموز الفساد. وقد أشار "دياب" إلى ضرورة التحرر من الثنائية الصماء أي وضعنا أسرى ثنائية دائمة ( ليبراليين وإسلاميين ) وهناك العديد من القوى الأخرى. كما تحدث عبد الحميد بركات عن انجازات الثورة مشيرا إلى أن الانجاز الأهم للثورة يكمن فى كسر حاجز الخوف المسيطر على الشعب المصري منذ 60 عام وبه توقظ الثورة نفسها إن لم يكن الآن فصاعدا، كما أكد على أن الحزب ليس مع إقصاء أي فصيل أيا كان من الحياة السياسية وكل حسب رغبة الشعب. وقد كان للدكتور العالمي محمد الطيب خبير فى التنمية البشرية والذى حضر الندوة كلمته التى أكد فيها أنه لابد على كل فرد أن يسأل نفسه اليوم كيف نحسن من حال البلد ونتقدم بها للأمام؟ وهل هو يفكر بشكل صحيح؟ وأنه لو فعلا يريدها أفضل ماذا عليه أن يفعل؟ وكيف يغير من نفسه ويحسنها حتى تتحسن البد وأنه بتقدم الأشخاص تتقدم البلد فلابد لكل فرد أن يحدد لنفسه المجال الذى يمكنه أن يتقدم فيه ويبذل أقصى ما لديه لكى ينجح فيه حتى نتقدم فى كل المجالات فالتنمية الحقيقية تبدأ بالتنمية البشرية. الجنايني متحدثاً جانب من الحضور
------------------------------------------------------------------------ التعليقات حسام الدين الأربعاء, 25 يناير 2012 - 07:52 pm شكرا شكرا جزيلا لجريدة الشعب علي هذه التغطية الرائعة و اود ان اضيف ان من ضمن اهم الاعتراضات علي الديمقراطية انها نظام سياسي تابع للراسملية بنقائصها و عيوبها و اثارها التدميرية و الازمة الاقتصادية خير شاهد اضافة الي ان تطبيق الديمقراطية بمفهومها الغربي سيؤدي الي انهيار المحتمع الاسلامي لانه مجتمع فسيفسائي و بصراحة لا يحافظ علي المجتمع الاسلامي سوي نظامه الذي حفظه علي مدي 14 قرنا