نشرت صحيفة "هاآرتس" الصهيونية اليوم مقال "جدعون ليفى" المحلل السياسى عن ان المتضرر الأساسى من أحداث وتغيرات المنطقة العربية وأحداث الربيع العربي هم الصهاينة، مؤكدا ان مصر تحولت إلى دولة تشكل خطرا على الصهاينة أكثر من خطر تركيا. وأضافت الصحيفة أن شواطئ سيناء أصبحت مقابر لفنادق وأحلام لتل ابيب، أما الأردن فلا أحد يتطرق بالحديث عنها. ويقول كاتب المقال إن الصهاينة عادوا إلى نقطة البداية فأصبحوا معزولين، يشعرون بالوحدة فى محيطهم، منغلقين, خائفين، معذبين. وأشار الكاتب إلى أن الضرر والخسارة الهائلة التي حلت بتل ابيب في ظل تغيرات مصر، ليست ذنبا لتل ابيب، لأن الأمر كان خارج سيطرتها وبعيدا عن التوقعات، وإن كان الضرر الذي حل بتل ابيب نتيجة الخلافات التركية كان بذنب من تل ابيب وتقصير منها في إدارة الملف التركي. وأكد أن أزمة تركيا من صنيع أيدينا بلا فخر، ساخرا من موقف تل ابيب ، متسائلا: "كيف يتسنى للصهاينة أن يغفرون لساساتهم وجنرالاتهم المناصرين لما يسمونه بالكرامة الوطنية، ولكنهم كانوا مسئولون عن تخريب مكانة تل ابيب وانحدار صلتها بتركيا، تلك الدولة العظمى الاقليمية البازغة والساحرة، بدون سبب كاف لذلك، على حد تعبيره. ويقول الكاتب إنه كان يتوجب على تل ابيب أن تتصرف وفق طبيعة تركيا وأن تعتذر منذ وقت طويل على القتلى الذين سقطوا على متن مرمرة والوقت لم يتأخر بعد لفعل ذلك فالبديل أسوأ بكثير بالنسبة لتل ابيب لأن ضياع تركيا – القوة الاقتصادية والسياسية البازغة- يعنى ضياع آخر حليفة لتل ابيب فى المنطقة. واوضح ان المعطيات الاقتصادية التى تم نشرها هذا الأسبوع بمناسبة نهاية العام الميلادى تدلل على ذلك، فقد ارتفعت صادرات تركيا من 36 مليار دولار عام 2002 إلى حوالى 135 مليار دولار هذا العام وسجلت نموا مذهلا وصل إلى حوالى 8% فى الوقت الذى تنهار فيه جارتها أوروبا، اما تل ابيب فلا تزال ضمن قائمة العشرين دولة الأكثر استيرادا لعام 2011. واختتم كاتب المقال قائلا إن الملاذ الصهيونى الأخير فى المحيط لايجب التخلى عنه عن طريق حفنة من الساسة الصهاينة المتعجرفين الذين يتخذون من العنف وسيلة للتفاهم.