في ظل التصعيد الإيراني الأمريكي، الذي كاد أن يصل إلى حد التدخل العسكري؛ أعلن وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو أنه سيزور جدة وأبو ظبي لإجراء محادثات بشأن التوتر مع إيران. وبحسب كبير الباحثين في معهد كيتو دوغلاس بانداو، فإن السعودية والإمارات أوضحتا أنهما تريدان موقفا متشددا إزاء إيران، مطالبتين أميركا بخوض حرب بالنيابة عنهما. لذلك عبرا عن عدم سعادتهما تجاه إلغاء الضربة الأميركية، واعتبرا زيارة بومبيو محاولة لإرضائهما. الزيارة تدخل في سياق محاولة إعادة ضبط الأمور مع الرياض وأبو ظبي، واستدراك الأمر في علاقة أمريكا بالطرفين، لاسيما أن هناك غضبا وانزعاجا تجاه إدارة ترامب. لكن السعودية على ما يبدو لم تعد تراهن فقط على ترامب فيما يخص التعامل مع إيران، وقررت اتخاذ طريق أكثر تطرفا. تنسيق سعودي إسرائيلي وكشف موقع "ميدل إيست آي" عن زيارة لرئيس الاستخبارات السعودية إلى "إسرائيل"ضمن جهود للحث على ضرب إيران، وأكدت أن مسؤولاً سعودياً ضغط على لندن للمشاركة في شن ضرباتٍ ضد أهداف إيرانية. اقرأ أيضا: ماذا بعد إلغاء ترامب قرار ضرب إيران؟ الموقع نقل عن مصادر بريطانية قولها أنه سيلتقي مع مسؤوليين إسرائيليين ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون. وأضافت أن مسؤولاً سعودياً ضغط على لندن للمشاركة في شنّ ضرباتٍ ضد أهداف إيرانية.. مؤكدةً رفض بريطانيا الاستجابة للضغوط السعودية. الجدير بالذكر أن رئيس الاستخبارات السعودية هو خالد حميدان، لكن الموقع البريطاني لم يذكر الاسم. ونقل الموقع عن مسؤول بريطاني رفيع المستوى قوله إن رئيس الاستخبارات السعودية قد حضّ السلطات البريطانية على القيام بهجمات محدودة ضد أهداف عسكرية إيرانية، بعد ساعات من إجهاض دونالد ترامب لهجمات أميركية مخطط لها ضد إيران. محاولة لضم بريطانيا وقال المصدر البريطاني إن رئيس الاستخبارات السعودي كان يرافقه وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير في رحلته الى لندن. ومع ذلك، فإن جهود الضغط السعودية قد وجدت آذاناً صمّاء، وفقاً للمصدر، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع. وأضاف: "شعبنا كان متشككاً" وقيل للمسؤول السعودي "لا" رداً على طلبه. اقرأ أيضا: كواليس اللحظات الأخيرة قبل تراجع ترامب عن قرار ضرب إيران كما قدم المسؤول السعودي معلومات استخباراتية إضافية زعمت صلة إيران بالهجوم الأخير على ناقلتين نفطيتين في خليج عُمان، لكن نظراءه البريطانيين "لم يتأثروا" بالأدلة الجديدة. وقال الموقع إن الحكومة البريطانية كانت قد أيّدت علانية الاتهام السعودي والأميركي بأن طهران تقف وراء هجمات خليج عُمان. وكتب وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت على موقع تويتر يوم 14 يونيو الجاري: "أدين هجمات الأمس على السفن في خليج عمان. يخلص تقييم المملكة المتحدة إلى أن المسؤولية عن الهجمات تقع بالتأكيد على عاتق إيران". وأضاف: "هذه الهجمات الأخيرة مبنية على نمط من السلوك الإيراني لزعزعة الاستقرار وتشكل خطراً كبيراً على المنطقة". ووفقاً للمصدر البريطاني، سيتوجه رئيس الاستخبارات السعودية إلى القدسالمحتلة في عطلة نهاية الأسبوع، حيث سيشارك في جهود مماثلة لممارسة الضغط مع مسؤولين إسرائيليين ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، وهو "صقر مناهض لإيران"، الذي سيزور أيضاً "إسرائيل". اقرأ أيضا: دبلوماسي سعودي: الحرب مع إسرائيل انتهت.. والملك سيمول صفقة القرن ولم ترد السفارة السعودية في لندن على طلب موقع "ميدل ايست آي" للتعليق على الخبر. وبحسب الموقع ففي الشهر الماضي، دعت صحيفة سعودية متحالفة مع الحكومة إلى "ضربات جراحية" ضد إيران. وجاء في افتتاحية صحيفة "عرب نيوز" في 16مايو: "وجهة نظرنا هي أنه يجب ضربهم (أي الإيرانيين) بشدة. يجب أن يروا أن الظروف مختلفة الآن. نحن ندعو إلى رد فعل حاسم وعقابي على ما حدث حتى تعرف إيران أن كل خطوة تقوم بها ستكون لها عواقب".