نددت دمشق، دونالد ترمب بشأن ضرورة الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان التي احتلتها من سوريا خلال حرب 1967 باعتباره "انتهاكا سافرا" للقرارات الدولية. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن "الموقف الأمريكي تجاه الجولان السوري المحتل يعبر وبكل وضوح عن ازدراء أمريكا للشرعية الدولية وانتهاكها السافر لقراراتها ، من خلال سياساتها الرعناء التي تحكمها عقلية الهيمنة والغطرسة والتي باتت تمثل العامل الأساس في توتير الأوضاع على الساحة الدولية وتهديد السلم والاستقرار الدوليين". واكد أن " تلك الخطوة تمثل انحياز امريكا الأعمى" لإسرائيل لكنها "لن تغير أبدا من حقيقة أن الجولان كان وسيبقى عربيا سوريا". ودعا "دول العالم لوضع حد للصلف الأمريكي وإعادة الاعتبار للشرعية الدولية والحفاظ على السلم والأمن والاستقرار في العالم". وأوضح أن : "الشعب السوري أكثر عزيمة وتصميما وإصرارا على تحرير هذه البقعة الغالية من التراب الوطني السوري بكل الوسائل المتاحة". موقف تركيا: شدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة 22 مارس ، خلال كلمة ألقاها في الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاوم الإسلامي في اسطنبول ، على أن بلاده لن تسمح بشرعنة الاحتلال الصهيوني في الجولان. وقال أردوغان أن احتلال إسرائيل لهضبة الجولان عام 1967، تسبب في تهجير ليس العرب فقط ، بل أيضا التركمان من أراضيهم ، واضاف ترامب حول هضبة الجولان المحتل، قد يضع المنطقة أمام أزمة وتصعيد جديد، وتابع: "لا يمكن قبول ذلك". وأشار إلى أن بلاده لن تسمح بشرعنة احتلال إسرائيل لهضبة الجولان، مشددا على أن القبول بالأمر الواقع،" لا يمكن أن يحدث، ولن نقبل بذلك". الموقف المصري: ندّدت الجامعة العربية في القاهرة بإعلان ترمب ، مؤكدة أن "الجولان أرض سورية محتلة". وقال الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، مساء أمس الخميس، إن "التصريحات الصادرة عن أقطاب الإدارة الأمريكية والتي تمهد لاعتراف رسمي أمريكي بسيادة إسرائيلية على الجولان السوري المحتل تعتبر خارجة بشكل كامل عن القانون الدولي". أبو الغيط أكد أنّ "الجولان هو أرضٌ سورية محتلة بواقع القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن وباعتراف المجتمع الدولي". من جانبها أعربت وزارة الخارجية المصرية عن رفضها تصريحات ترمب، واعتبرتها مخالفة للقرارات الدولية أيضاً. وعلّقت الجامعة العربية في العام 2011 عضوية دمشق، على خلفية القمع الذي مارسته بحق المتظاهرين ضد النظام السوري آنذاك، قبل تحول التحركات السلمية إلى نزاع دام ومدمر لا يزال مستمراً. موقف مجلس التعاون الخليجي عبر مجلس التعاون الخليجي الجمعة عن أسفها لدعوة ترمب للاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان التي احتلتها من وسوريا في حرب عام 1967. وقال عبد اللطيف الزياني الأمين العام للمجلس في بيان: "إن تصريحات ترمب لن تغير من الحقيقة الثابتة التي يتمسك بها المجتمع الدولي والأممالمتحدة وهي أن مرتفعات الجولان العربية أراض سورية احتلتها اسرائيل بالقوة العسكرية في الخامس من يونيو 1967". موقف روسياوإيراني: قالت إيران إن التصريحات غير مشروعة وغير مقبولة وذكرت روسيا أن أي تغيير في وضع الجولان سيمثل انتهاكا مباشرا لقرارات الأممالمتحدة. ونقل التلفزيون الرسمي عن متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن: "هذا الاعتراف غير المشروع وغير المقبول لا يغير حقيقة أنها تنتمي لسوريا". ونشرت إيرانوروسيا قوات في سوريا لمساندة رئيس النظام السوري بشار الأسد في الصراع الدائر في بلاده. موقف أوربي: قالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوربي إن "الاتحاد لا يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، كما أكدت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية رفض بلادها أي خطوات أحادية. وقالت إن ضم إسرائيل للجولان باطل بموجب قرارات الأممالمتحدة. كما اكدت وزارة الخارجية الفرنسية إن سيادة إسرائيل على الجولان ستعد انتهاكاً للقانون الدولي. منظمة التحرير تندد: أمين سرّ منظّمة التحرير الفلسطينيّة صائب عريقات، ندد من جهته، ب "الدعم الأمريكي" للاحتلال الإسرائيلي، وقال لوكالة فرانس برس، إنّ "سياسة ترمب لن تُغيّر القانون الدولي الذي يعتبر الجولان وسائر الأراضي الفلسطينيّة أراضي عربيّة محتلّة". ومن المعروف أن أسرائيل احتلّت مرتفعات الجولان والضفة الغربية والقدس الشرقيّة وقطاع غزة في حرب 1967. وبعد ذلك ضمّت مرتفعات الجولان والقدس الشرقيّة في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.