لا يمكن تفسير احتشاد نظام عبدالفتاح السيسي بكل مؤسسات من أجل مواجهة حملة "اطمن انت مش لوحدك" التي ألطقها نشطاء مصريون على مواقع التواصل الاجتماعي ثم تحولوا إلى كتابتها على العملات الورقية، لا يمكن تفسير ذلك إلا بأنه مظهر من مظاهر رعب النظام وخوفه من دنو أجله. "يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ".. هكذا أخبرنا الله عز وجل عن حال المنافقين، حيث يحسب هؤلاء المنافقون من خبثهم وسوء ظنهم ، وقلة يقينهم كل صيحة عليهم ، لأنهم على وجل أن ينزل الله فيهم أمرا يهتك به أستارهم ويفضحهم، يتوجسون من كل حركة ومن كل صوت ومن كل هاتف.. وهذا هو حال نظام السيسي منذ انقلاب 2013.
اطمن انت مش لوحدك
كان الإعلامي معتز مطر هو من تبنى الحملة وأطلقها، دعمًا للشاب الذي تظاهر في ميدان التحرير منفردًا لمطالبة السيسي بالرحيل والذي تم القبض عليه وحبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات. الحملة لاقت صدى كبيرا جدا، وتفاعل الشعب المصري مع الحملة بأشكال عدة، تارة بتدشينها هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي، وأخرى عبر صافرات الإنذار وطرق الأواني والأجراس، وثالثة بكتابة الجملة على العملات الورقية. ولأن نظام السيسي -كأي نظام مستبد- يخشى على نفسه من أهون الأمور، ويظن ان كل حملة أو هاشتاج أو "صيحة" هي نهايته -كما اخبرنا القرآن- فقد حشد كل أجهزته ومؤسساته لمواجهة الحملة بأشكالها المختلفة.
نظام يحتشد رعبا من جملة
آخر مظاهر هذا الاحتشاد من النظام، كان ما أعلنه البنك المركزي في قرار عاجل، اليوم الإثنين، بمنع تداول أي عملات ورقية مدون عليها أي عبارات نصية، وشدد على عدم قبول تلك النقود في أي تعاملات بنكية. وأكد البنك المركزي، نقلا عن قناة اكسترا نيوز، أنه لن يعترف بأي عملات مدون عليها عبارات نصية في البنوك. قرار البنك المركزي هو جزء من خطة النظام لمواجهة جملة "اطمن انت مش لوحدك"، هي الخطة التي يحشد لها النظام أجهزته المختلفة من أذرع إعلامية وأجهزة أمنية وحتى المطربين الهابطين أمثال شعبان عبدالرحيم. وسائل الإعلام الخاضعة لأوامر أجهزة الأمن، شنت بدورها حملات عنيفة على الإعلامي معتز مطر، بعد إطلاقه حملة "اطمن انت مش لوحدك"، وتبنى الإعلام المصري بشقيه الحكومى والخاص، هجوم شرسا على الإعلامي المعارض، حتى أن الكاتبة فريدة الشوباشي أعربت عن استنكارها انشغال الإعلام المصري فقط بالرد على معتز مطر. أجهزة الأمن دخلت هي الأخرى على خط المواجهة مع معتز مطر، واقتحمت قوات كبيرة من الأمن الوطني منزل والدته في مصر التي تبلغ من العمر 66 عامًا، وقاموا بتخريب المنزل واقتحام منازل إخوته أيضًا في مصر. الفن الشعبي الهابط كان من أسلحة النظام أيضا لمواجهة الحملة، حيث استعان النظام بشعبان عبدالرحيم، عبر أغنية جديدة طرحها الأخير ردا على الإعلام المعارض للنظام، واحتفى أحمد موسى بالأغنية.