بقلم:ميرفت عجوة تتزايد بشكل واضح التأكيدات والحقائق والوقائع على الدور غير السليم والملتوي الذي تلعبه الهيئة الدولية ومؤسساتها ضد شعوب العالم، وتحديدا في ساحات وبؤر الصراع. والهيئة الدولية التي تأسست قبل عقود من الزمن لاهداف سامية وحل النزاعات بالعدل، وثبيت السلام، وحماية الشعوب ومصائرها، لم تعد كذلك، وتحولت الى مجرد يافطة ترتفع في سماء نيويورك خالية من اي مضمون، متنازلة عن دورها الانساني العظيم لتتحول الى مجرد ذراع وجهاز تتحكم في حركته ومواقفه الادارة الامريكية، التي سخرتها لتمرير سياساتها وبرامجها وهي دوما ضد الشعوب وحقوقها... وباتت الولاياتالمتحدة المتحكمة تماما بالهيئة الدولية، لا حول لها ولا قوة، ومهمتها فقط تبني القرارات الامريكية وتمريرها وهي قرارات لم تكن يوما الى جانب العدالة والحقوق المشروعة، وانما قرارات حربية تغطي زحف الجيوش والآلة الحربية الامريكية باتجاه الشعوب والحركات الرافضة للهيمنة، والمدافعة عن حقوقها وقضاياها والمتصدية للظلم والاحتلال والاستغلال والطغيان. ولم يتوقف دور الهيئة الدولية ومؤسساتها عند هذا الحد، بل تعداه الى اذلال الشعوب ، التي تدفع اليها القوات الدولية بايعاز امريكي، في القارات المختلفة، هذه القوات تمارس اعمالا مشينة قذرة دون ان يتحرك اولئك الذين يتمتعون بمزايا القوة والعظمة والتأثير وقلب الحقائق ونشر الظلم والشر والباطل، اعمالا يندى لها الجبين، دون ان ترفع واشنطن صوتها احتجاجا او نقدا او استنكارا، وهي اعمال فظيعة آخذة في الازدياد تقشعر لهاالابدن، آخرها، ما قامت به هذه القوات في جوباجنوب السودان من اغتصاب للفتيات القاصرات، وهو دور تمارسه تماما القوات الامريكيةالمحتلة او المرابطة في العديد من دول العالم. واذا كانت هذه هي الادوات المشينة للقوات الدولية، فلماذا تضغط امريكا بكل الوسائل على دول عدة للقبول بهذه القوات على اراضيها، انها ضغوط تستهدف اذلال الشعوب وقهرها، وارتكاب الجرائم والفظائع بعيدا عن مهمات السلام او حل النزاعات.. انها قوات عديمة الاخلاق تمتهن التجسس وارتكاب الاعمال المشينة.. وهذا هو الدور الحقيقي لاصحاب القبعات الزرقاء.