اختفى الكاتب الصحفي جمال خاشقجي، ليفتح من جديد الباب أمام الحديث عن مصير كل من يعارض مراهقة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وسط تخوفات من أن يكون مصير خاشقجي هو الموت، أو التعذيب في فندق الريتز على أحسن الأحوال. وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الكاتب السعودي جمال خاشقجي، اختفى بعد زيارة إلى القنصلية السعودية في اسطنبول، وأوضح محرر الآراء الدولية في الصحيفة ايلي لوبيز إن الصحيفة -التي يكتب فيها خاشقجي مقالات- لم تتمكن من الاتصال بجمال اليوم معربا عن القلق الشديد بشأنه. وأضاف المحرر الأمريكي إن الصحيفة تتابع الوضع عن كثب وتحاول جمع معلومات. وذكرت الصحيفة أن خطيبته التي رافقته الى المكان لكنها بقيت تنتظره في الخارج حتى إغلاق القنصلية. وقالت مصادر إعلامية إن "خاشقجي" قد اختفى أثره في مدينة اسطنبول، بعد ان دخل قنصلية بلاده هناك لمتابعة بعض المعاملات، لكنه لم يخرج منها رغم مضي ساعات على دخوله إياها، ما اضطر السلطات التركية لفتح تحقيق في ظروف اختفائه. خاشقجي وابن سلمان يعتبر "خاشقجي" البالغ نحو 60 عاما، من الأصوات المنتقدة لما يجري في السعودية من تجاوزات وتضييق مضاعف على حرية الرأي والتعبير، كما أنه من أبرز الأصوات المحسوبة على جناح ولي العهد السابق محمد بن نايف، وهو الجناح الذي يناصب ولي العهد الحالي العداء، لدرجة ان دبر له 3 محاولات اغتيال -بحسب تقارير إعلامية متواترة- ردا على حملات التعذيب والتنكيل التي شنها ولي العهد المراهق على كل أجنحة العالة المالكة في السعودية. "خاشقجي" الذي يعتبر من الصحافيين والكتاب المعروفين على مستوى السعودية والمنطقة، كان أيضا من أبرز الأدوات الإعلامية التي ثارت الرأي العام والإعلام العالميين على حملة ولي العهد التي طالبت أمراء ورجال أعمال سعوديين، وهي الحملة المعروفة باسم حملة الريتز، نسبة إلى فندق الريتز كارلتون الذي اعتقل به كل من يخالف ولي العهد الشاب. موقف خاشقجي كان عائدا أيضا إلى العلاقة القوية التي تربطه بالأمير الوليد بن طلال الذي كان في طليعة معتقلي الريتز، كما كان في مقدمة الذين دفعوا الجزية للأمير الشاب وتخلوا عن مليارات الدولارات لصالحه نظير الخروج من الريتز والبقاء قيد اٌامة الجبرية في قصورهم. مواقف خاشقجي كان معارضة تماما للموقف الرسمي السعودي في أكثر من موقع، ليس فقط في الشأن الداخلي، من هجومه على حملات الاعتقالات وتقليله من جدوى المشروعات الوهمية التي يعلن عنها المراهق محمد بن سلمان، بل حتى في السياسة الخارجية، فكان من الرافضين لحصار قطر ومعاداة تركيا، كما كان من المطالبين بضرورة التقارب مع جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسهم جماعة الإخوان، بالإضافة لرفضه التقارب الشديد بين الرياض وأبو ظبي، بشكل جعل الأخيرة تسيطر على كل قرارات الأولى. حساب جمال خاشقجي يبدو كبيرا جدا، ومع نظام مثل الذي يحكم أرض الحجاز، وفي ظل وجود مراهق دموي مثل محمد بن سلمان، فإن مصير جمال خاشقجي يبدو شديد الغموض والريبة، ف"خاشقجي" لن يكون أعز على طفل سلمان من أبناء عمومته الذين قتل بعضهم واعتقل اكثرهم، فهل يكون مصير جمال خاشقجي مثل مصير البعض المقتول؟ ام يكون حظه مثل حظ الكثير القابع في الريتز؟