كتب الأمين العام لرابطة علماء ودعاة الاسكندرية :- الشيخ محمد المصري لم يكن جلال أكبرمصلحاً،دينياً،أوداعية تجديدٍ،واجتهاد؛ إنما رجلُ حكمٍ ، وسلطان ؛ قد يكون داهيةً في السيطرةِ علي الأتباع ، وقهر الخصوم ، لكنه لم يكن صاحبَ رسالةٍ، أورؤيةٍ ،للتجديد ، والاجتهاد ؛ بل ينطبق عليه وصف جوستاف لوبون ؛ إذ وصف أكبر وأجداده من أباطرة المغول ،بقوله :_ "فلا أدق،وأشمل من القول ،بأنهم أصحابُ سيادة ، وسلطان ، مطلقين من كلِ قيدٍ ؛ كلامُهم مقدمٌ علي غيره .....، وأن هواهم اعتبردستوراً،للدولة ؛ فكان كل شئٍ ،بقبضتهم ، والملك لا يخرج عن كونهِ القائدَ، والزعيمَ،والحاكمَ العسكري والقاضي،والمرشد،لكافةِ الشئون ،الاجتماعية،والدينية، وهوللدولة ، بمثابة الروح ،للجسد ،الذي يحرك كافة مؤسسات الدولة " وإن رجلاً ؛ توفرت فيه هذه الصفات ، لتتلقفنّه ابالسةُ الإنس ، والجن ؛ حتي يخرج علي الناس قائلاً،بلسان الحال ، والمقال :_"أناربكم الأعلي"؛ فقد توفرإلي جانبه من ضل ، وأضله ،بالمروق من الملة جملةً،وتفصيلاً ،مثل أبو الفضل مبارك الناگوري ،الذي أقنع الملك أكبر بالعقيدة ،الألفية ، وهي تعني باختصار: 1)مضي ألفِ سنةٍ علي الإسلام ، وانقضاء دورته ، وهو بتعبيرالعلماني ،المعاصر"تاريخية النص "تاريخ مرّ،وانتهي. 2)لابد للدنياأن تستأنفَ عهداً،جديداً؛ ولذا فإنه لابد من شريعةٍ،جديدةٍ،ومشرعٍ،جديد،وحاكم جديد ؛ وليس في العالمِ ،لهذاالمنصبِ،إلا الملك جلال الدينأكبرصاحبُ التاج ، والعرش ، والإمام العادل ،والعاقل. فلم يتأخرالرجلُ :أكبرُعن إصدارِ "مرسوم العصمةِ "سنةَ 987ه ، والذي يقضي بأن أكبر"هو الإمام العادل ظلُ الله علي الأرض ، والمجتهد الأكبر، من أطاعه ؛ فقد أطاعه الله ، ومن عصاه ؛ فقد خسرالدنيا،والآخرة " منح رجلٌ نفسَه هذا الحق في ظل عدم امتلاكه للمؤهلات ،العلمية ؛ بل مجرد القراءة ، والكتابة ،ونشوئه ،وتربيته علي عقائد ، ومذاهب ، منحرفة ، وتشوش ذهنه ، واضطرابه بشبهات ، وأباطيل النصاري. مع شراهته ،للسلطةِ، والإستبدادِبهافي بقعةٍ ، من العالم تموج بالعقائد ، والمذاهب من كل ملةٍ،ونحلةٍ ؛ فكانت رؤيته أنه لا سبيل إلي توحيد مملكته ، وكبح جماح شعبه ،إلا"بابتداع دينٍ، جديد ؛ يقوم علي التوحيد تذوب فيه عقائدُ الهند كلُها....؛ليبلغ بذلك إلي توحيد هذه البلاد توحيداً،حقيقياً" ويقررماذهب إليه الدكتور الساداتي في كتابه "تاريخ المسلمين في شبه القارة الهندية" آنفا،بعبارةٍ أكثر وضوحاًد.عبداللطيف الصباغ في كتابه "تاريخ آسياالحديث ،والمعاصر" حيث أخذ أكبر"....يفكرفي وسيلةٍ ،جادة ، لجمع هذا الخليط،المتناقض من الأجناس في دولته ، ولتكن هذه الوسيلة هي الدين ؛ ففكرفي دين جديد " وكما يقول الإمام المجدد_بحق_أحمد سرهندي : "ومما لاشك فيه أن كل ماوقع من المداهنة ، والتخاذل في الأحكام ،الشرعية في هذا الزمان ، وما ظهرمن الفساد ،والوهن في نشر الدعوة الإلهية ،وإبقاء مآثرهافي هذا العصر،وإنمايرجع سببُه إلي علماء السوء ، الذين هم لصوص الدين ، وشرُ من تحت أديم السماء ، أولئك حزب الشيطان ، ألا أن حزب الشيطان هم الخاسرون " ولذلك _أخي الحبيب _لاتتعجبنّ عند سماعك مقولات كمقولة الشمطاء ، العجوز نوال السعداوي في معرض حديثهاعن تجديد الخطاب الديني "نعم .نحن نريد تغييرثوابت الدين "، أومقولة رجلٍ ؛مهمته القانونية ، والدستورية الدعوة إلي الإسلام يبشربإلغاء تدرس مادة التربية ،الإسلامية، في المدارس ؛محاربةً ،للإرهاب ، أومن يصف الصحب ،الكرام ،بالقتلةالأوائل ، أو من يتطاول علي سنة المصطفي _صلي الله عليه وسلم _ أو إن رأيت قارئاً،أوشيخا؛يرتاد الملاهي ، والمراقص طالباً من المقامرين أن يضربوا له معهم ، بسهم ، ويقل العجب أكثرعندماتراهم سبحون بحمد طاغيةٍ ، أو يمجدونه ؛فماكان فرعون إلا بهامان ، ورحم الله الرافعيَ ؛ إذ يقول :_ "يريدون أن يجدد اللغة ، والدين والشمس ، والقمرا" وصدق الله العظيم "شياطين الإنس والجن يوحي بعضُهم إلي بعضٍ زخرفَ القولِ غروراً"