نشرت اليوم السابع على موقعها الإلكتروني يوم الخميس، 21 يونيو 2018، خبرا يفيد أن شوقي علام مفتى النظام أعرب عن غضبه الشديد من قيام بعض الباحثين الأزهريين بالاعتماد على مراجع الكتاّب المتطرفين- كما يسميهم- فى دراستهم العلمية، قائلا إن ذلك يهدم الرؤية الصحيحة للدين الإسلامي، ويكرس للتطرف الفكري الذى يعانى منه المجتمع بأسره. وعد المفتي الاعتماد على هذه المراجع "مصيبة كبرى" لا تليق بعلماء الأزهر الشريف! جاء ذلك في مناقشته لرسالة الدكتوراه التي تقدم بها رضا على الفلاح تحت عنوان" أحكام العمليات التفجيرية فى غير ميادين القتال"، بكلية الشريعة والقانون التابعة لجامعة الأزهر بدمنهور. ورفض علام تضمين باحث الدكتوراه مراجع خاصة بالشهيد سيد قطب بوصفه كما يزعم المؤسس الحقيقي لفقه الإرهاب والمنظر لسياسة الاغتيالات وتدمير مؤسسات الدولة للخروج بالمجتمع من جاهليته. المفارقة أن المفتي سقط في ورطة سرقة علمية، حيث حول صفحتين من كتاب “في ظلال القرآن” لصاحبه سيد قطب، وألف منهما مقالا، ثم نسبه إلى نفسه، حول “التقوى” في الصيام. فقد كتب علام مقالا بجريدة “اليوم السابع″ المذكورة تحت عنوان: “نجحت لعلكم تتقون”، بدأه هكذا: “إن الله -سبحانه- يعلم أن التكليف بالعبادة أمر تحتاج النفس البشرية فيه إلى عون، ودفع لتنهض به وتستجيب إليه مهما يكن فيه من حكمة ونفع″، والعبارة عند سيد قطب، من طبعة دار الشروق، صفحة رقم 168، كالتالي: “إن الله -سبحانه- يعلم أن التكليف أمر تحتاج النفس البشرية فيه إلى عون، ودفع واستجاشة لتنهض به وتستجيب له؛ مهما يكن فيه من حكمة ونفع، حتى تقتنع به، وتراض عليه”. ثم يضيف المفتي: “ومن ثم يبدأ التكليف بالصوم بذلك النداء المحبب إلى المؤمنين، الذين يذكرهم بحقيقتهم الأصيلة؛ ثم يقرر لهم -بعد ندائهم ذلك النداء- أن الصوم فريضة قديمة على المؤمنين بالله في كل دين، وأن الغاية الأولى هي إعداد قلوبهم للتقوى، والشفافية والحساسية والخشية من الله، قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”. والعبارة عند سيد قطب كالتالي: “ومن ثم يبدأ التكليف بذلك النداء الحبيب إلى المؤمنين، المذكر لهم بحقيقتهم الأصيلة؛ ثم يقرر لهم -بعد ندائهم ذلك النداء- أن الصوم فريضة قديمة على المؤمنين بالله في كل دين، وأن الغاية الأولى هي إعداد قلوبهم للتقوى والشفافية والحساسية والخشية من الله: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”. وتابع من اكتشفوا السرقة العلمية التي اقترفها المفتى بيان أوجه السرقة في بقية المقال وأثبتوا أن المفتي، قد اقتبس قرابة ثلاثة أرباع مقاله حرفيا من كتاب “في ظلال القرآن”، لسيد قطب، إلا أنه آثر أن يأتي الاختلاف عن قطب فيما تبقى من مقاله، وهو قرابة الربع، وخصصه للحديث عن التقوى. كما أشار نشطاء وصحف إلكترونية إلى أن ما فعله المفتي ليس الحالة الأولى له. وذكرت صحيفة “المصريون” أن المفتي اقتبس مقاله المنشور بصحيفة “الشروق”، بعنوان: “للصائم فرحتان”، من كتاب “إحياء علوم الدين” للإمام أبي حامد الغزالي، وأنه نقل جزءا كبيرا من مقاله بعنوان “الدين المعاملة – منهج الصحابة في التيسير 2″، بتاريخ 17 نيسان/ أبريل 2015، الذي نشرته صحيفة “المساء”، من كتاب الدكتور عبد الله بن إبراهيم الطويل، بعنوان: “منهج التيسير المعاصر”. واضح أن مفتي الإعدامات، ومسوغ أفعال النظام ، يسرق بدون خجل، وهو ما يفسر كثرة مقالاته في صحف الانقلاب، وينافسه في ذلك وزير الأوقاف الأمنجي، ويتجاهل مفتي الإعدامات أن المكارثية عدو الفكر، وأن القرآن الكريم تضمنت آياته مقولات إبليس التي نتعبد بها في صلواتنا، فما بالك بفكر الشهيد سيد قطب الذي ضحى بآياته من أجل حرية المسلمين وكرامتهم؟ لقد سبق لوزير الأوقاف أن أثار زوبعة تثبت جهله العميق حين ذهب لمناقشة رسالة عن محمد إقبال في كلية اللغة العربية بالزقازيق، ولأنه لم يقرأ الرسالة موضوع المناقشة أصلا، فقد قام بتمثيلية رخيصة ليثبت لمن يعمل تحت أقدامهم أن أفكار محمد إقبال ضد الإسلام، وهو الذي أسس دولة الباكستان الإسلامية! إن العيب ليس في شوقي علام أو محمد مختار جمعة ولكنه في الأساتذة الذين يدعونهم لمناقشة رسائل لا يفقهونها، ولا يملكون علما ولا ثقافة ولا وقتا لتناولها.. والسؤال الآن أين الجماعات التي كانت تجأر بالصوت العالي وتتحدث عن حرية الفكر والتعبير والبحث العلمي؟ لماذا تصمتون أيها المنافقون الأفاقون؟ قاتلكم الله!