أكد موقع المصريون إن الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية ضبط متلبسا بنشر مقتطفات من تفسير في ظلال القرآن ونسبه لنفسه ، وذلك في مقال نشره اليوم 23 يونيو بصحيفة اليوم السابع ، وذلك بعنوان "نجحت لعلكم تتقون" ، غير أن المشهد حاولت العثور على مقال المفتي ، فلم تجد له أثرا . وقالت المصريون إنه في واحدة من المفارقات الغريبة، بعد تصديقه على أحكام الإعدام بحق العديد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، ضبط الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، متلبسًا بنشر مقتطفات من كتاب سيد قطب، منظّر الجماعة. وعلى الرغم من أن المفتي أصدر العديد من الفتاوى التي تحرم السرقة العلمية والاقتباسات من نصوص الغير ونسبتها إلى السارق، فإنه نشر كلام "قطب" ونسبه إلى نفسه دون أية إشارة إليه، كما تقتضي الضوابط العلمية والمنهجية في مثل هذه الحالة. وأوضحت الصحيفة "في مقاله المنشور اليوم بتاريخ (23/6/2015) بجريدة "اليوم السابع"، تحت عنوان "نجحت لعلكم تتقون"، نقل المفتي جل المقال – إن لم يكن كله – من تفسير سيد قطب، فقد أخذ مقاله – كمًّا وكيفًا – من كتاب "في ظلال القرآن" (صفحتي 140- 141) ، غيَّر فقط في ترتيب الفقرات فقدم واحدة وأخَّر الثانية. ويمكن الإطلاع على تفسير سيد قطب عبر هذا الموقع : (http://islamport.com/w/tfs/Web/14/140.htm ) والروابط التالية http://shamela.ws/browse.php/book-96546/page-492 http://www.sahab.net/home/?p=496 http://www.khutabaa.com/index.cfm?method=home.khdetails&khid=10262 وأوردت الصحيفة عدة فقرات لمطابقة فحوى هذه الروابط مع نص مقال المفتي "نجحت لعلكم تتقون" على النحو التالي: إن الله - سبحانه - يعلم أن التكليف أمر تحتاج النفس البشرية فيه إلى عون ودفع واستجاشة لتنهض به وتستجيب له؛ مهما يكن فيه من حكمة ونفع، ومن ثم يبدأ التكليف بذلك النداء الحبيب إلى المؤمنين ، المذكر لهم بحقيقتهم الأصيلة؛ ثم يقرر لهم - بعد ندائهم ذلك النداء - أن الصوم فريضة قديمة على المؤمنين بالله في كل دين ، وأن الغاية الأولى هي إعداد قلوبهم للتقوى والشفافية والحساسية والخشية من الله: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون". وهكذا تظهر الغاية الكبيرة من الصوم إنها التقوى، فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب وهي تؤدي هذه الفريضة، طاعة لله، وإيثارًا لرضاه، وقد سئل أمير المؤمنين على رضي الله عنه عن معنى التقوى، فقال "هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل". فالتقوى هي التي تحرس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية، والمخاطبون بهذا القرآن يعلمون مقام التقوى عند الله، ووزنها في ميزانه. قال الله عز وجل "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورًا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم". الحديد: 28 وقد ضمن الله عز وجل للمؤمنين بالتقوى ثلاثة أمور: الأمر الأول: أعطاهم نصيبين من رحمته: نصيبًا في الدنيا ونصيبًا في الآخرة، وقد يضاعف لهم نصيب الآخرة فيصير نصيبين، الأمر الثاني: أعطاهم نورًا يمشون به في الظلمات، الأمر الثالث: مغفرة ذنوبهم، وهذا غاية التيسير، فقد جعل سبحانه التوى سببًا لكل يسر، وترك التقوى سببًا لكل عسر. فالتقوى هي غاية تتطلع إليها أرواح المؤمنين، والصوم أداة من أدواتها، وطريق مضيء موصل إليها، ومن ثم يرفعها السياق أمام عيونهم هدفًا وضيئًا يتجهون إليه عن طريق الصيام {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}" فالتقوى إذًا أصل كل فضل وباب كل خير، قال تعالى "واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم" البقرة: 382، فالذي يبحث عن مزيد من التعلم والتوفيق في طلب العلم والأخذ بأسباب الحضارة عليه أن يتمسك بالتقوى، لأن التقوى خير زاد قال تعالى "وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب": البقرة": 197. والذي ضاقت به الأسباب وتكاثرت عليه الهموم والشواغل ليس أمامه سوى التدثر بلباس التقوى قال تعالى "ومن يتق الله يجعل له مخرجًا": الطلاق: 2، وقال تعالى "ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرًا": الطلاق: 4 وإذا كان المسلم يشكو من كثرة الذنوب والآثام فعليه أن يفتح الباب ويتواصل مع خالقه واثقًا في عفوه وغفرانه وكرمه، فالله سبحانه يفتح للعبد أبواب الغفران إذا أقبل على ربه، بل إن الله تعالى بعد أن يعفو ويغفر يمنح العبد التائب من الأجر ما يليق بكرمه وفضله سبحانه، قال تعالى "ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرًا" الطلاق:5 ثم يبين الله لعباده أن الصوم أيامًا معدودات، فليس فريضة العمر وتكليف الدهر، ومع هذا أعفى من أدائه المرضى حتى يصحوا، والمسافرين حتى يقيموا رحمة وتيسيرا، قال تعالى: أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ[البقرة:184]. وما هذا إلا تحقيقًا لمبدأ إلهي وهو أن الله لايكلف الإنسان إلا ما يطيق قال تعالى "لايكلف الله نفسًا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت": البقرة: 286 وأكدت "المصريون" أنها ليست المرة الأولى التي يتورط فيها المفتي في نقل كلام من أحد كبار العلماء ، حيث سبق وأن فعل الأمر نفسه في عدة مقالات منذ بداية رمضان الجاري.