بعد ما يقرب من سبعة سنوات ، من الغموض الذي حال دون الوصول إلى أي معلومات حول واقعة فك الحصار عن سفارة الكيان الصهيوني في القاهرة عام 2011 ، التي حاصرها المتظاهرين الغاضبين بعد واقعة مقتل جنود مصريين برصاص جيش الاحتلال على الحدود المصرية الفلسطينية، يكشف فيلم وثائقي صهيوني معلومات لأول مره عن التعاون بين العسكر ومسؤولي دولة الاحتلال لفك الحصار عن موظفي السفارة . وقد أعلنت القناة الثانية العبرية ، عرض الفيلم الذي يحمل اسم "المحاصرون في القاهرة" قريبًا ، على القناة ال12" العبرية، الفيلم الذي يكشف العديد من المعلومات الغامضة حول حصار سفارة دولة الاحتلال في القاهرة و التعاون الأمني والاستخباراتي الذي تم حينها بين المجلس العسكري وبالأخص "المشير طنطاوي" ومسؤولين بالموساد والبيت الأبيض.
ومن أبرز المتحدثين في الفيلم عن أحداث محاصرة السفارة، رئيس الوزراء الكيان الصهيوني الحالي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق، إيهود باراك، ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، يورام كوهين، والسفير الصهيوني السابق في مصر، إسحاك ليفانون، ووزير الدفاع الأميركي الأسبق، ليون بانيتا. ويُذكر أن أحداث السفارة وقعت في سبتمبر عام 2011 ، حيث حاصر آلاف المتظاهرين السفارة الصهيونية في القاهرة ، في محاولة لاقتحامها وإنزال العلم الصهيوني ، ردًا على استشهاد 5 جنود مصريين برصاص جيش الاحتلال عندما "كانت القوات الإسرائيلية تطارد مسلحين قتلوا 8 إسرائيليين في كمين يوم 18 أغسطس 2011، بين منتجع طابا المصري، وميناء إيلات الإسرائيلي جنوبسيناء". وخلال مقطع من الفيلم الوثائقي التي نشرته شبكة "القدس" الإخبارية ، تحدث السفير ليفانون عن شكل الاتصالات التي جرت في بداية الأزمة بين مسؤولي الكيان الصهيوني و السلطات المصرية وقال إنه تحدث مع وزارة الخارجية المصرية وقال لهم: "انظروا لقد قاموا (المتظاهرون) بهدم الجدار الأول في محيط السفارة، والجدار الثاني أيضاً". وكان رد الوزارة حينها حسب شهادة "ليفانون" : "لا تقلق هذا الجدار لنا سنقوم ببنائه مجدداً". وأشار "كوهين" رئيس الشاباك، إلى أن وقتها لم يكن هناك اتصالات بين مصر الكيان الصهيوني سوى بين الموساد ورئيس المخابرات المصرية وكانت اتصالات سرية . وبعدما تصاعدت حدة الأوضاع امام السفارة في القاهرة تمكن المتظاهرين من تجاوز الجدار الإسمنتي وبدؤوا بتحطيم أبواب السفارة،قال السفير ليفانوف: "تلقيت مكالمة يصرخ بها مسؤول الأمن بالسفارة، قال لقد اقتحموا افعل كل ما بوسعك". الأمر الذي دفع "باراك" إلى أن يتصل مباشرة بالولايات المتحدة في محاولة لحل الموقف ، مشيرًا إلى أنه أبلغهم بحجم الموقف وطالبهم بإخراج 6 أشخاص كانوا محتجزين داخل السفارة . وقال "بانيتا" وزير الدفاع الأمريكي حينها ، إن الكيان الصهيوني طلب من أمريكا التواصل مع المشير محمد حسين طنطاوي في محاولة لأرسال قوات فض الشغب المصرية إلى شوارع القاهرة تمهيداً لإخراج الموظفين الإسرائيليين. التدخل العسكري الأمريكي الصهيوني لإجلاء موظفي السفارة . وكشف الوثائقي ، عن طرح رئيس وزراء الكيان "نتنياهو" لفكرة التدخل العسكري الصهيوني أو الأمريكي لأرسال قوات التدخل السريع لإنقاذ موظفي السفارة ، الأمر الذي رفضته واشنطن لأنها رأت أن التدخل سيؤدي إلى قتل الكثير من الأشخاص بمن فيهم الإسرائيليون أنفسهم. ومع مرور الوقت بدأ المتظاهرون يصعدون على الدرج إلى داخل المبنى والسفارة، في حين كان آلاف المتظاهرين يحاوطون المبنى. وقال وزير الدفاع الأميركي الأسبق، بانيتا، تكلمت مع طنطاوي، وقلت له: "جنرال لدينا مشكلة كبيرة، يجب عليك فعل كل ما تستطيع لتأمين الوضع". بعد دقائق، تلقى رئيس الشاباك اتصالاً من شخص قال إنه "اللواء x"، وأشار أنه أخبر اللواء عن عزم إسرائيل إخراج موظفيها من السفارة وهم على قيد الحياة، مضيفاً أن اللواء كان يعرف بكل التفاصيل المتعلقة بمحاصرة السفارة والمتظاهرين الذين ينتشرون في محيطها.
لحظة إنقاذ موظفي السفارة من خطر المتظاهرين الغاضبين وكشف الوثائقي عن كيفية قيام القوات الخاصة المصرية من إخراج موظفي السفارة من بين الحصار ، وقال باراك: "عندما أخبروني أنهم سيتدخلون، ظننت أن سيارات شرطة ومركبات عسكرية ستأتي ومكبرات صوت ويطلبون من الجميع الابتعاد". ولكن السلطات المصرية ارسلت عناصر من القوات الخاصة لم تكن ترتدي ملابس عسكرية . وطلبت القوات المصرية الاتفاق على طريقة معينة للطرق على الباب، كي يعلم موظفو السفارة متى يفتحون الباب وفي النهاية، فتح موظفو السفارة الباب، ودخلت القوات الخاصة المصرية، وأعطوا الموظفين ملابس حتى يبدو أنهم مصريون.
وبعدها اصطحبت القوات الخاصة المصرية موظفي السفارة إلى سطح العمارة ونزل الموظفون إلى أسفل مبنى السفارة بمرافقة قوات الأمن، ثم دخلوا في سيارات عسكرية بعدما تم توزيعهم إلى مجموعتين في كل واحدة 3 أشخاص. أخبر السائق الذي كان يقل الموظفين رئيس "الشاباك" كوهين، وقال إنه لا قدرة لديه على إكمال الطريق، بسبب المتظاهرين. وطُلب من السائق إكمال السير مهما كلف ذلك من ثمن، ومضى إلى أن وصل لشوارع جانبية في القاهرة، وبعدها نُقل الموظفون عبر سيارات "لاند روفر"، ومن ثم نقلتهم قوات خاصة أخرى إلى مطار القاهرة، ومنه جرى تأمينهم ونقلهم إلى دولة الاحتلال .