أصبح التعبير عن العنصرية والارهاب أو ما يعرف بالخوف المرضي من الأجانب أكثر وضوحاً في جميع أنحاء أوروبا، وتحوّل سريعاً إلى أحد أهم أسباب القلق في ألمانيا، التي تتولى حالياً رئاسة الاتحاد الأوروبي. وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانكو فراتيني في مؤتمر صحفي في برلين إن "الرهاب من الأجانب والعنصرية ينتشران بسرعة في أوروبا". وأشار فراتيني إلى تقرير "المركز الأوروبي لمراقبة العنصرية والرهاب من الأجانب"، الذي وجد أن الأفعال العنصرية في العام 2006 مقارنة مع العام الذي سبقه ارتفعت بنسبة 70% في "واحدة من الدول الأعضاء في الاتحاد". وأضاف "أما في باقي الدول الأعضاء، فقد كانت نسبة الارتفاع ما بين 25% و 45%". وقالت الناطقة باسم المركز الأوروبي لمراقبة العنصرية والرهاب من الأجانب فالتراود هيللر إن الدولة التي أشار إليها فراتيني في مؤتمره الصحفي هي الدانمارك. غير أن فراتيني لم يذكر ألمانيا، الدولة الأخرى في الاتحاد الأوروبي، التي ارتفعت فيها نسبة الجرائم العنصرية استناداً لأرقام المركز الوطني للإحصاء. وفي أواخر العام الماضي، ذكرت صحيفة ألمانية أن عدد الجرائم المرتبطة بالنازية الجديدة قد تكون سجلت رقماً قياسياً. وذكرت صحيفة /تاغيسبيغل/ أن الحكومة الألمانية أشارت إلى وقوع 10154 جريمة "يمينية متطرفة" بين يناير و أكتوبر 2006. وزاد الرقم بنسبة 20% عن العام 2005 وهو الأعلى الذي يسجل منذ العام 2001، عندما عدّلت الحكومة الفدرالية الألمانية قانون العقوبات وضمت إليه جرائم الكراهية. وفي ما يتعلق بجرائم النازيين الجدد التي بلغ عددها 593 جريمة في العام 1996، فإن هذا الرقم أعلى من أي رقم سجل بين الأعوام 2001 و2005. وتريد برلين أن تعيد إحياء إطار العمل الأوروبي لمحاربة العنصرية والرهاب من الأجانب، كما تريد أن تجعل من نفي مجازر الإبادة الجماعية جريمة مقبولة أمام جميع المحاكم الدولية، مثلما يعتبر نفي ما يسمى بالمحرقة اليهودية جريمة مقبولة أمام محاكم الدول ال 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وبطريقة غير رسمية، يرغب الألمان في رؤية رسم الصليب المعقوف "سواستيكا" النازي (وهي جريمة في ألمانيا) جريمة يعاقب عليها في باقي أنحاء أوروبا. غير أن برلين تعلم أن مثل هذه الخطوة لن تحظى بتأييد جميع الدول الأعضاء في الاتحاد.