في وقتٍ يترقب فيه العالم الضربة الأميركية التي توعّد الرئيس دونالد ترامب بشنها على سورية، من دون أن يحدد جدولاً زمنياً، ارتفع منسوب التهديدات والتصعيد وسط الحديث عن خطط فرنسية وبريطانية لضرب أهداف في سورية، ما أدى إلى اصطفاف دولي بين خيارين أحدهما داعمٌ للضربة وآخر محذرٌ منها، فيما امتنعت روما عن المشاركة في أي نشاط عسكري في سورية. في سياق الاستعدادات، أفادت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، بأن رئيسة الوزراء تيريزا ماي أوعزت لغواصات بريطانية بالتحرك، استعدادًا لشنّ ضربات ضد النظام السوري، مشيرة أنها قد تبدأ مساء اليوم الخميس. وذكرت أن ماي دعت لاجتماع طارئ لمجلس الوزراء بعد ظهر الخميس، حيث ستناقش فيه كيفية رد بريطانيا على الهجوم الكيميائي بدوما. وأضافت أنه من المتوقع أن يدعم مجلس الوزراء ماي في مشاركة بلادها بالضربات الجوية المرتقبة، التي تقودها الولاياتالمتحدة. كما نقلت الصحيفة عن مصادر في قصر "وايت هول" بلندن أنه سيكون هناك حاجة "لمزيد من المحادثات" مع الولاياتالمتحدةوفرنسا قبل اتخاذ قرار نهائي. ولفت المصدر الى أنه لم يتم بعد الاتفاق على جدول زمني للغارات الجوية المحتملة. خطط فرنسية لضرب سورية وكانت وسائل إعلام فرنسية قد ذكرت أيضاً، أنّ مقاتلات "رافال" تتأهب في قاعدة "سانت ديزييه" العسكرية شمال شرقي فرنسا، بانتظار قرار سياسي بتوجيه ضربة إلى أهداف في سورية. وذكرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أن قيادة الجيش الفرنسي قدمت للرئيس إيمانويل ماكرون خططاً عسكرية، قد يتم اعتمادها لتوجيه ضربة إلى سورية، في حال تم اتخاذ القرار السياسي بذلك. وأشارت الصحيفة إلى أن "القادة العسكريين يدرسون احتمال توجيه ضربة أو ضربات ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد"، مضيفة أنه تم عرض خطط مفصلة على الرئيس ماكرون. وفي سياق متصل، أشار ماكرون إلى أنه في حال قررت بلاده شن ضربات عسكرية، فسوف تستهدف "القدرات الكيميائية" للنظام السوري، مضيفاً "لا نتمنى أي تصعيد في المنطقة". إيطاليا تمتنع في المقابل، أعلن مصدر رسمي في الحكومة الإيطالية أن روما لن تشارك مباشرة في أي نشاط عسكري قيد التنفيذ من قبل حلفائها فيما يتعلق بسورية. ونقل التلفزيون الحكومي، صباح الخميس عن مصدر رسمي (لم يسمه) في الحكومة القول "بناءً على الاتفاقات الدولية والثنائية المبرمة فقد قدمت إيطاليا دائماً الدعم لأنشطة قوات التحالف في سبيل ضمان الأمن والحماية لها". وأشار إلى أن "إيطاليا مع ذلك ليست شريكة بشكل مباشر فيما يتعلق بأي نشاط قيد التنفيذ حالياً يتعلق بسورية". اتصالات دولية على خط آخر، أجرى ترامب سلسلة اتصالات لبحث الضربة العسكرية، شملت نظيره التركي رجب طيب أردوغان، حسب ما ذكر البيت الأبيض في بيان. وأضاف البيان أن الطرفين اتفقا على البقاء على اتصال بشأن الأزمة. بدورها، أوضحت الرئاسة التركية إنّ ترامب وأردوغان "تبادلا وجهات النظر حول التطورات الأخيرة في سورية"، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. كما هاتف ترامب رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبحث العملية العسكرية في سورية. ومساء الأربعاء، ذكر البيت الأبيض أن ترامب لم يحدد جدولاً زمنياً لاتخاذ إجراء في سورية. وفي معرض ردها على أحد الصحافيين حول سبب تلويح ترامب بمخططاته العسكرية على "تويتر"، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، إن "الرئيس لم يحدّد جدولًا زمنيًا، ولديه عدد من الخيارات الأخرى على الطاولة"، مضيفة أنه "لم يتم بعد اتخاذ قرار نهائي في هذا الأمر". وأضافت أن ترامب يحمّل روسيا وسورية المسؤولية عن الهجوم الكيميائي، ونفت أن تكون تعليقاته على "تويتر" قد سببت أي مشكلة. وكتب ترامب، في تغريدة على "تويتر"، الأربعاء، يقول إن "روسيا تعهدت بإسقاط أي صواريخ يتم إطلاقها على سورية"، مضيفاً: "استعدي يا روسيا لأن الصواريخ آتية.. صواريخ جميلة وجديدة وذكية". في المقابل، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، فجر الخميس، الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن "تجنب خروج الوضع في سورية عن السيطرة"، معرباً عن "قلقه العميق بشأن المأزق الراهن".