قالت صحيفة "فرانس برس" إنه على الرغم من الدعاية الكبير والمكلفة للغاية فى مصر، للسيسي، فى مسرحية انتخابات الرئاسية، لكن شباب 25 يناير هم أكبر المقاطعين لتلك المسرحية، المحسومة لصالح نظام العسكر مسبقًا. ونقلت الوكالة تعليقات من عدة شباب، حيث قال سامي، أحد المشاركين في ثورة يناير 2011 الذي يقدم نفسه باسم مستعار نظرًا للقمع الأمني: "منذ مسرحية الانتخابات الرئاسية في 2014، والوضع في انحدار بالنسبة إليّ لا شيء يتحسن". وقالت الوكالة إنه من المؤكد أن يحكم السيسي لفترة ثانية عقب مسرحية الانتخابات التي ستنعقد بين يومي 26 و28 مارس في غياب منافس قوي حقيقي، إذ يدخل أمامه مرشح وحيد هو موسى مصطفى موسى كان من مؤيديه قبل إعلان ترشحه، بينما استبعدت سلطات الانقلاب مرشحين آخرين وسجنت بعضهم. وتقول سارة (اسم مستعار أيضًا) إن موسى يخوض المسرحية بشكل صوري حتى لا يكون في الانتخابات مرشح واحد وحتى يظهر أن هناك منافسة،. وتضيف انها لن تبذل جهودا في شيء محسوم. وترى سارة أن ما يحدث الآن يشكل تراجعا عما كانت تتطلع إليه عندما شاركت في الاحتجاجات في 2011، متمنية حصول انتخابات عادلة وحرة تشهد منافسة وحيث يفرق صوتي فيها. وقالت الوكالة إن الملايين من الشعب المصري على رأسهم الشباب خرجوا في ثورة 25 يناير وأسقطوا حسني مبارك خلال 18 يوما من الاحتجاجات واجهوا فيها أجهزة الأمن وسيطروا على ميدان التحرير بوسط القاهرة، وانتقل حكم البلاد في حينه الى المجلس العسكري لحين إجراء الانتخابات الرئاسية. ويصف سامي سقوط مبارك آنذاك بالقول: "كانت لحظات من الأمل لا توصف، كانت السماء بالنسبة لنا هي سقف ما نراه من إمكانات". في 2012، أجريت الانتخابات الديمقراطية المدنية الأولى، وجاء الاقتراع بالدكتور مرسي من جماعة الإخوان المسلمين رئيسا، لكن في منتصف 2013، انقلب الجيش بقيادة وزير الدفاع حينها عبد الفتاح السيسي على الدكتور مرسي ووصل السيسي إلى الحكم بالانقلاب العسكري. وتابع الشاب سامي: "الآن، لا يوجد عائد، واقتصاديا كل الناس مضغوطون مهما كان المستوى المادي والاجتماعي". وأدت الاضطرابات السيسية التي شهدتها مصر خلال الأعوام الأخيرة إلى تخوف المستثمرين والسياح، ما أثّر على مصادر العملة الصعبة للبلاد واحتياطها الاجنبي، وعمّق الأزمة الاقتصادية، ودفع البنك المركزي وحكومة الانقلاب إلى قرار تعويم الجنيه في عام 2016 ليفقد نصف قيمته تقريبا أمام الدولار الأمريكي. ويقول سامي "اجتماعيا الناس محبطون. لا تستطيع الحركة بسهولة ولا الكلام بسهولة، الارتياب شديد والهستيريا الأمنية شديدة إلى الحد الذي عادت معه الدولة لتحكم بواسطة جهة احادية". وتقول صفية: "لا يوجد شك أن الوقت الحالي أسوأ بكثير، وهم، تقصد سلطات الانقلاب، يعرفون جيدا ولا يستطيعون الاستخفاف بنا، لذلك فإنهم يقومون بتوقيفات وترهيبات واعتقالات وإصدار أحكام بالإعدام خشية أن نثور مجددا". ولفتت الوكالة الفرنسية إلى أن منظمات حقوقية محلية ودولية تتهم سلطات النظام بانتهاك حقوق الإنسان، وبينها عمليات اختفاء قسري وأحكام تعسفية وتوقيفات غير قانونية. وترجع سارة بالزمن إلى وقت الثورة في 2011، لتقول "إذا كنت سأفكر بعقلي كنت سأتمنى ألا تحدث، ولكن لن استطيع أن اقول يا ليتها لم تحدث لأنها كانت أفضل شيء حدث في تاريخ مصر الذي عشته".