سحبت الولاياتالمتحدةالأمريكية سفيرها لدى سوريا، روبرت فورد، "نتيجة لتهديدات جدية تجاه سلامته الشخصية"، بحسب ما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر الاثنين. واتهم المتحدث باسم الخارجية الأمريكية سوريا ب"الإثارة والتحريض" ضد السفير فورد، المعروف عنه انتقاده العلني للحكومة السورية وقمعها الوحشي ضد المتظاهرين المعارضين للنظام. وتحدث السفير فورد أكثر من مرة بشأن العنف الذي تمارسه الحكومة السورية ضد المحتجين المناوئين لها، وشوهد مع المتظاهرين المعترضين للحكومة غير مرة، وبدا كأنه ناشط أكثر منه دبلوماسياً، حيث توجه فورد في يوليو الماضي إلى مدينة حماة ليعبر لأهلها عن دعمه لها في تظاهراتها، كما شارك مع دبلوماسيين غربيين في عزاء الناشط غياث مطر. وكان السفير فورد قد تعرض لحادثة في سبتمبر الماضي عندما كان يقوم بزيارة لرئيس حزب الاتحاد العربي الاشتراكي الديمقراطي المعارض، حسن عبدالعظيم، أحد المحامين المعارضين للنظام في دمشق، حيث اعترضه عدد من مؤيدي النظام، الذين وصفهم مسئول أمريكي بأنهم "مجموعة من الغوغاء المسلحين.. وهو بخير الآن." وعندما كان في مكتب عبدالعظيم بالعاصمة دمشق، تجمع ما بين 50 و100 شخص على باب مكتبه وبدأوا يهتفون بصوت مرتفع مع وصول السفير الأمريكي، حتى أن بعضهم حاول تحطيم الباب، وفقاً لعبد العظيم. يشار إلى أن السفير الفرنسي لدى سوريا، إريك شوفالييه، كان قد تعرض بدوره لهجوم في دمشق، وقالت الوزارة إن مجهولين رشقوا السفير بالحجارة والبيض بعد أن اجتمع مع بطريرك الأرثوذكس اليونان أغناطيوس الرابع في الحي المسيحي من مدينة دمشق القديمة. وكانت مجموعة من المتظاهرين المؤيدين للرئيس السوري بشار الأسد حاولت اقتحام مجمعي السفارتين الأمريكية والفرنسية في دمشق، بحسب مسئولين في البلدين، الأمر الذي أثار احتجاجاً قوياً من واشنطن وباريس. بينما أفاد مصدر مسئول في السفارة الأمريكية في دمشق وكالة "فرانس برس" الاثنين أن السفير الأمريكي روبرت فورد غادر سوريا لمدة "غير محدودة" لأسباب أمنية. وذكر المسئول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في اتصال هاتفي أجرته معه فرانس برس أن فورد "غادر البلاد لمدة غير محدودة"، مشيرا إلى أن "واشنطن اتخذت هذا القرار لأسباب تتعلق بسلامته الخاصة". وكشف المسئول أن "واشنطن قررت إعطاءه إجازة غير محدودة نظرا لاطلاعها على تقارير تتناول شخصه". وقد أغضب السفير الأمريكي في دمشق السلطات السورية لأنه زار مرارا مدنا شملتها حركة الاحتجاج وأعمال القمع، والتقى فيها متظاهرين. واتهمته بتأجيج العنف في البلاد. وفي السادس من سبتمبر الماضي، هاجم فورد النظام السوري بشدة في بيان نشره على موقع فيسبوك، منددا بالذرائع التي تسوقها السلطات السورية لقمع المتظاهرين. وتجمع في نهاية سبتمبرالماضي موالون للرئيس بشار الأسد أمام مكتب معارض سوري كان يزوره السفير الأمريكي في دمشق وألقوا الطماطم والبيض على سيارات السفارة الأمريكية. وغداة ذلك أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن السفير السوري لدى الأممالمتحدة عماد مصطفى استدعي إلى مقر وزارة الخارجية حيث تلقى "توبيخا" على خلفية هذا الحادث.