ساعات ويغلق باب الترشح للإنتخابات ، وتبدأ الحملة الإنتخابية بعد تلقى الطعون والفصل فيها ، وهذه الحملة تختلف عن الحملات الانتخابية السابقة لأنها تتم في أجواء الحرية بعد الثورة ، و عصب هذه الانتخابات مجموعتان الأولى: التحالف الديمقراطي بقيادة حزب (الحرية والعدالة) والثانية قائمة حزب النور والتي تسمى إعلامياً ب (الكتلة السلفية) ولنا اعتراض على التسمية الإعلامية ، ومعهم في التنافس قائمة حزب الوفد وكذلك باقي الكتل و الأحزاب الليبرالية واليسارية ، والكل يريد لهذه الانتخابات أن تتم في أجواء نظيفة وشفافة بحب و إخاء ، فكلنا أبناء أمة واحدة ووطن واحد ، الكل يريد مصلحة هذا البلد في المرحلة القادمة وإن اختلفت الرؤى السياسية ، والكل يسعى إلى إنشاء وطن قوي الإرادة شديد العزم ولكن غلب على الناس في عالم السياسة أنها دهاء ومكر و خداع وكذب وحرب ضروس بلا أخلاق . لنجعل هذه الانتخابات فرصة للمواطن أن يختار من يمثله ، وأن يمكن لمن يقود ، ولا نتهم الشعب بالغباء السياسي وأنه لا يعرف مستقبله ولا اختياراته ، فهذا الشعب عريق له جذور في الأرض ، و ذكي يفهم ويصبر و هو رشيد ولا يحتاج وصاية من أحد . يجب على التيار الإسلامي أن يعَّلم الناس معنى التنافس الشريف ، وأنهم أصحاب عقيدة ومنهج انتشر بين الناس بالصدق والمحبة وحسن المعاملة ، فلا يجب علينا أن نغتاب الناس أو نغشهم أو ننِمُ عليهم أو نحسدهم على ما أتاهم الله من فضله ، فلن ترقى مصر بالخداع والدسائس والشتائم واتهام بعضنا البعض ، يا أبناء الصحوة الإسلامية لا تنّفروا أحدا ولا تخوّنوا أحدا واتهموا أنفسكم بأنكم قصرتم في هداية الناس ، علموا الناس درساً في معني التناقس الشريف، والحذر الحذر من مكائد عدوكم، أحسنوا إلى الناس تستعبدون قلوبهم ،وأقول لكم رفقا بالناس أرسلوا لهم رسائل تطمئنهم على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم فلن ينقلب الناس دفعة واحدة من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين ، إنما هو التدرج المحمود ، أبهروا الناس بحسن الخلق وحسن التنظيم والإدارة والرد على المخالف ، وكونوا أنتم القدوة لكل التيارات السياسية ليتعلموا منكم درساً في السياسة التي لم يمارسوها وهي سياسة التأدب بأدب الشرع مع المخالف ومع الجاهل الذي لا يعرف عن دينه شيء، فالإنسان عدو ما يجهل ، أنتم اليوم تحملون أمانة في أعناقكم ، وبالنسبة لكم فأنتم الآن في الاختبار الحقيقي، ولأصحاب التيارات الأخرى لا تخشوا منا شيء فنحن نحبكم و نحب هدايتكم إلى الحق و الحق أحب إلينا من أنفسنا، وكذلك و إن اختلفت الرؤى السياسية للمستقبل لكن هناك مباديء عامة في السياسة وهي أن الجمهور له حق الاختيار( والشعب يريد..... ) وعلى الخاسر أن يكمل في صف المعارضة الشريفة التي تخدم الوطن وترقى به مع الأغلبية التي تريد أن تحقق للناس غايتهم وهي الحفاظ على هويتهم و رفاهية هذا الشعب وتحقيق الأمن والسلامة والاستقرار، فهذا الشعب أوذي كثيراً وصبر على الأذى واليوم فجر جديد و حكم إن شاء الله رشيد يملأ الدينا عدلاً بعد جور الظالمين.