تسيطر حالة من الغضب الشديد على مواقع التواصل الإجتماعي وبالأخص بين مشاهدي فضائية الجزيرة، التي كانت منصة لصوت ثورات الربيع العربي، وذلك بعد إعلان الإعلامي المثير للجدل فيصل القاسم لاستضافة المتحدث بإسم جيش العدو أفيخاي أدرعي، مشيرين إلي أن مصل تلك الخطوات لا تليق بالفضائية التي يتابعها ملايين المشاهدين، واصفين إياها بالتطبيع المرفوض شعبيًا ودينيًا. "القاسم" الذي أثار الجدل كثيرًا فى الآونة الماضية لم يكتفي بإعلان استضافتة أدرعي فقط، بل أجري استطلاع عبر حسابه الرسمي على موقع التدوين المصغر تويتر، حول تأييد العدو أو الجمهورية الإسلامية الإيرانية إذا نشبت حربًا بينهم بالأخص فى سوريا، والمفاجأة أن متابعية كانوا مؤيدين للعدو الصهيوني، وبرر البعض بإن هذه هي وجهات نظر، لكن الحقيقة أن تلك أمور مصيرية محسومة، فإسرائيل هي العدو الأول والوحيد للإسلام والبشرية أجمع، وجرائمها على مدار التاريخ شاهد على ذلك. نلتقي الليلة في برنامج #الاتجاه_المعاكس: هل تحطمت هيبة إسرائيل العسكرية بعد إسقاط طائرة إسرائيلية بصواريخ سورية، أم إنها مجرد زوبعة في فنجان pic.twitter.com/qfiVUEr073 — فيصل القاسم (@kasimf) 20 فبراير، 2018 وحسب ردود الفعل على الساحة عقب الإعلان المؤسف ل"القاسم" فمن المتوقع أن تثير حلقة برنامجه "الاتجاه المعاكس"، ردود فعل معاكسة لما تتوقعه فضائية الجزيرة، والتي قد تلاقي مقاطعة غير محمودة لها. ولم تكن تلك المرة الأولي التي تثير فضائية الجزيرة مشاهديها وتستحوذ على غضبهم، فقد انتقلت من استضافة صحافيين وباحثين صهاينة، إلي استضافة "أدرعي" المتهم بقتل الأطفال والنساء العرب والمسلمين فى الأراضي المحتلة. وغرّد "أدرعي" قائلاً: أنه "لأول مرة ضابط في جيش الدفاع يشارك في برنامج الاتجاه المعاكس على شاشة الجزيرة حيث سأخبر المشاهدين انه في كل مكان في الشرق الأوسط حيث يسود الشر والفساد نجد أيادي فيلق القدس الإيراني وسأتحدث عن التفوق الجوي الإسرائيلي رغم الاحتفالات المضحكة التي شاهدناها في دمشق .تابعوني". لأول مرة ضابط في جيش الدفاع يشارك في برنامج #الاتجاه_المعاكس على شاشة #الجزيرة حيث سأخبر المشاهدين انه في كل مكان في #الشرق_الاوسط حيث يسود الشر والفساد نجد أيادي #فيلق_القدس الإيراني وسأتحدث عن #التفوق_الجوي الاسرائيلي رغم الاحتفالات المضحكة التي شاهدناها في #دمشق .تابعوني pic.twitter.com/UTJ4xWoPO2 — افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) 20 فبراير، 2018 وكان القاسم أثار استنكار المغردين العرب، بعد استضافته الباحث الصهيوني، مردخاي كيدار، في ديسمبر الماضي. فموجة الغضب الشعبية التي اجتاحت العواصم العربية والإسلامية وعلى رأسها الأراضي الفلسطينية، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامبالقدسالمحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، لم تردع "القاسم" عن استضافة كيدار، في حلقة عنوانها "هل ما زالت القدس في قلوب العرب؟"، مقدماً إياه بصفته "باحثاً في قسم الدراسات العربية في جامعة بار إيلان"، عبر الأقمار الصناعية. القاسم منح منبر "الاتجاه المعاكس" لكيدار، الذي وصف العرب ب"الأضحوكة" والعالم العربي ب"المستنقع" و"الفاشل"، والأمة الإسلامية ب"شر أمة أخرجت للناس"، من دون أن يحاول مقاطعته حتى، بل اكتفى بتنظيم المناظرة مع الداعية عبدالرحمن سعيد كوكي، على أساس عرض "الرأي والرأي الآخر"، ما دفع "نقابة الصحافيين الفلسطينيين" إلى المطالبة بمحاسبته ووقف "أنشطته الإعلامية التطبيعية". ومن جانبها قالت الصحافية الفلسطينية مجدولين حسونة: ماذا لو قرر الشرفاء من المثقفين والسياسيين مقاطعة الظهور على Al Jazeera Channel – قناة الجزيرة بسبب استضافتها لقاتل الأطفال أفيخاي أدرعي في برنامج الإتجاه المعاكس وبالتحديد بسبب ضحكته الاستفزازية على شاشة عربية. وأضافت: باعتقادي سيكون درسا جيدا لكل وسيلة إعلام تتقبل حوار "القتلة" كرأي آخر. الجمهور الذي احترمكم هو ذاته القادر على التقليل من شأنكم فلا تخسروه بهذه الحماقات". وقال مغرد فلسطيني أيضا: "مرة ثانية يفسح فيصل القاسم المجال لمتحدث صهيوني ليس فقط ليبث سم أكاذيبه بل هذ المرة ادرعي يوجه التهديدات للعرب و يزرع الفتنة اكثر مما هي عليه ما الذي تفعله الجزيرة؟ ماذا تريد الجزيرة من الاصرار على فتح شاشتها أمام هؤلاء !!". أما الكاتب ياسر الزعاترة فكتب على صفحته بموقع التدوين المصغر تويتر قائلاً: "ظهور الصهيوني الحقير أفيخاي أدرعي على قناة الجزيرة في برنامج الاتجاه المعاكس سقطة كبيرة، وتستحق الإدانة. لم أشاهد، وأعلم أن فيصل القاسم لا يقصّر، لكنني أتحدث عن أصل الفكرة. كلما تشاجر الأشقاء، غازلوا عدوهم أكثر؛ في السر والعلن. السؤال: كيف قبل “الممانع” بمحاورة الصهيوني؟!!". وقال الناشط السياسي توفيق موسى على صفحته على الفيسبوك: "ويستمر فيصل القاسم وبرنامجه الاتجاه المعاكس العبث باستضافة الصهاينه على برنامجه لإهانة العرب والمسلمين بحجة الرأي والراي الاخر .. الان على شاسة الجزيره افيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي وبالمقابل صلاح قيراطه ضابط سوري سابقا ومحلل سياسي ضعيف، سبق استضافته مع محلل صهيوني آخر، غير قادر على المواجهه .. أدرعي يضحك ويتقهقه علينا ..يا عيب على هيك برنامج وعلى هيك مقدم."