سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الكيان الصهيوني يخشي التصعيد وأمر بعدم استخدام الرصاص إعلان ترامب وحد العرب على قضية القدس..والتظاهرات ستتمدد وتشتعل حال استخدام الاحتلال القوة المفرطة وهذا ما يخشاه
ضج العالم الإسلامي والعربي وجميع أنحاء الأراضي الفلسطينية، بالمظاهرات والفعاليات الغاضبة التي احتشد فيها المواطنين ، احتجاجًا على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء الماضي ، القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وبدء إجراءات نقل عاصمة الولاياتالمتحدة من تل أبيب إلى القدس ،و تطورت التظاهرات في فلسطين منذ الجمعة الماضية إلى مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين و شرطة وجيش الكيان الصهيوني. ولم تُقتصر التظاهرات على الجانب الفلسطيني فقط، بدل شهدت معظم عواصم العالم العربي والإسلامي، تظاهرات حاشدة ، كأن أبرزها المظاهرة في القاهرة أمام نقابة الصحفيين و الجامع الأزهر ،التي قمعها الأمن وقام باعتقال العشرات من الصحفيين ، وأخرى في عمان التي شارك فيها نواب ووزراء في الحكومة، وأخرى في شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة تونس، والاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في محيط السفارة الأميركية في العاصمة اللبنانية بيروت، عندما حاول المتظاهرون اقتحامها.
ولأول مرة منذ سنوات، نرى الشعوب العربية تتوحد على قضية واحدة، حيث أن الانقسامات والفرقة قد سادت في الشرق الأوسط والعالم العربي والإسلامي، وذلك الأمر عائد إلى إعلان ترامب بشأن اعتراف أمريكابالقدس عاصمة للكيان، الأمر الذي أجج مشاعر الغضب من جديد ضد الكيان الصهيوني، بعدما كانت تشهد بعد الجبهات العربية تطبيع كامل من جانب بعض الانظمة العربية والخليجية مع الاحتلال.
وخلال نظرة إلى تحليلات المراقبون الصهاينة في الجرائد العبرية، فقد أجمعوا على تحذير سلطات الكيان الصهيوني من التصعيد مع الفلسطينيين، وأن كانت المظاهرات لا تزال هادئة بالمقارنة مع الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية ، معتبرين أن الأحداث القادمة تتأثر بكثير من العوامل.
وخلال جريدة "يديعوت أحرونوت" قال محلل الشئون العسكرية "أليكس فيشمان"، "لا يجب الاعتماد على أعداد المتظاهرين في نقاط الاشتباك للإعلان عن 'مجرد مناوشات'، لأن التصعيد الحقيقي موجود على شبكات التواصل الاجتماعي، هناك حيث التأثير الأكبر على الفلسطينيين، ومن هناك يخرج منفذو العمليات، سواء أفرادا كانوا أم خلايا".
وأعرب فيشمان عن قلقله من الغضب الكامن في مواقع التواصل الاجتماعي الذي لم يظهر في التظاهرات حتى الأن ، قائلًا أن "شبكات التواصل الاجتماعي تشتعل في هذه الفترة أكثر من أي وقت مضى".
ولفت "فيشمان" إلى أن الكيان الصهيوني يخشي استخدام الرصاص ضد التظاهرات حتى لا يتم تصعيد من جانب الفلسطينيين، حيث أن الاحتلال أمر جنوده بعدم إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين بسبب خشيتهم من سيناريو سقوط أي شهيد، ولكن نجاح أي فلسطيني في تنفيذ عملية فدائية ضد مستوطنين قد يُغير قواعد اللعبة .
وأشار "فيشمان" إلى أن التقديرات الأمنية أكدت أن استخدام الرصاص وسقوط شهداء من الجانب الفلسطيني قد يشعل مواقع الاشتباك وسيتسبب بامتداد المواجهات العنيفة لأيام عديدة، لفتًا إلى أن "أجهزة الأمن الفلسطينية تبذل جهدها لمنع خروج مظاهرات حاشدة من المدن الفلسطينية، ونجحت جزئيًا في ذلك، لكن هذا سينتهي عند سقوط أي شهيد، لأنها لن تتمكن من احتواء أي جنازة، والتي على الأرجح ستتحول لمظاهرة غضب وتنتهي باشتباك عنيف".
وأكد فيشمان أن "وحدة الفلسطينيين في جهتي الخط الأخضر (الداخل والضفة الغربية) من شانها التصعيد وأخذ الأمور نحو الاشتعال، خاصة أن المظاهرات امتدت للداخل وشهد وادي عارة تصعيدًا برشق الحافلات الإسرائيلية بالحجارة".
وخلص فيشمان إلى القول إنه "لا يمكن الاستنتاج اليوم إلى أين تتجه الأمور، يجب الانتظار حتى نهاية الأسبوع لمعرفة إذا ما كان هناك تصعيد سببه خطاب ترامب، أم أن الأمور ستنتهي بمظاهرات وبعض اشتباكات عابرة".
واعتبر" فيشمان " أن خطاب ترامب "تمكن من توحيد الأمة العربية حول القدس وإعادته إلى الصدارة، مع التأكيد على أن قضية القدس ليست قضية دينية بل قضية قومية عربية، وكم التضامن والاهتمام الذي شهده العالم العربية لم يشهده منذ سنوات عديدة".
وقلل "عاموس هريئيل" محلل الشئون العسكرية في جريدة "هآرتس " من التظاهرات قائلًا ، أن إعلان ترامب "لم يتسبب انتفاضة ثالثة حتى الآن، رغم دعوة عدد من الجهات الفلسطينية لاندلاعها، لكنها أدت لنهاية أسبوع عاصفة في القدس والضفة الغربية وعند الحدود مع قطاع غزة بالأساس".
وذكر هريئيل أن "أوامر الجيش بعدم إطلاق الرصاص الحي أدت إلى عدم تصعيد نسبي، ومعظم المصابين من الجانب الفلسطيني أصيبوا بالاختناق بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع، إذ لم يطلق الجيش الرصاص الحي على المتظاهرين، بل أطلق الرصاص المطاطي".