حذرت شخصيات سياسية عربية، من تداعيات استقالة رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، من منصبة، عقب زيارة بالسعودية. وقال مازن إبراهيم، مدير مكتب الجزيرة ببيروت، أن هناك تخوفات بين الأطياف السياسية المختلفة من تداعيات هذه الاستقالة على المشهد السياسي في المرحلة المقبلة. وفى السياق ذاته حذر وليد جنبلاط، من أن دولة لبنان أضعف من أن تتحمل التداعيات السياسية والاقتصادية لاستقالة الحريري. بدوره، حذر الرئيس اللبناني السابق "ميشال سليمان" من مغبة هذه الخطوة، مؤكدًا أن لبنان بهذه الخطوة تدخل نفقًا مظلمًا. وفي السياق ذاته، اعتبر وزير العدل "سليم جريصات"، المحسوب على الرئيس اللبناني ميشال عون والتيار الحر، أن الاستقالة ملتبسة ومرتبكة ومشوهة في أربعة أمور: التوقيت والمكان والوسيلة والمضمون. من جهته، أعلن المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى عن أنه فوجئ بخبر استقالة الرئيس سعد الحريري من رئاسة الحكومة، معتبرا أن الأمر مدعاة للقلق. ورأى المحلل السياسي اللبناني قاسم قصير، أن المعطيات التي أحاطت بقرار الاستقالة المفاجئ، تؤكد أن الحريري تعرض لضغوط كبيرة من السعودية، وأن هناك قرارًا سعوديًا بأخذ لبنان إلى وجهة غير مستقرة وغير واضحة. وقال قصير: إن قرار الاستقالة قد يؤدي إلى نزع حالة الاطمئنان في لبنان، تمهيدا لحصول تطورات أمنية وعسكرية خطيرة، سواء من قبل إسرائيل أو من قبل جهات أخرى. وأكد مستشار وزير الخارجية الإيراني أن استقالة الحريري يقف وراءها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مضيفا أن الاستقالة تنم عن عدم حكمة، ولا تنذر بأي خير للبنان. ووصل الحريري، المولود في السعودية، إلى سدة رئاسة الحكومة في نوفمبر 2016، بموجب تسوية سياسية أتت بحليف حزب الله الأبرز ميشال عون إلى سدة رئاسة الجمهورية، بعد عامين ونصف من الفراغ في رئاسة الجمهورية. وقالت رئاسة الجمهورية اللبنانية، إن رئيس الحكومة سعد الحريري أبلغ الرئيس ميشال عون باستقالته من حكومته هاتفيًا، في وقت تزايدت فيه وتيرة التخوف والتوجس في أوساط الطبقة السياسية اللبنانية. وأضاف بيان الرئاسة أن "عون" ينتظر عودة الحريري إلى بيروت للاطلاع على ظروف الاستقالة منه. وأعلن الحريري، اليوم السبت، عن استقالته بشكل مفاجئ من رئاسة الحكومة، خلال زيارته الثانية للعاصمة السعودية الرياض، خلال أيام، واتهم حزب الله بفرض أمر واقع بقوة السلاح في لبنان. وزعم الحريري- في كلمة بثتها وسائل إعلام سعودية- أن الأجواء السائدة في لبنان حاليا شبيهة بالمرحلة التي سبقت اغتيال والده عام 2005، مؤكدا رفضه أن تكون لبنان منطلقًا لتهديد أمن المنطقة. وادّعى الحريري وجود مؤامرة تستهدف حياته، مشيرا إلى أن حزب الله استطاع خلال العقود الماضية فرض أمر واقع بقوة سلاحه الموجه إلى اللبنانيين والسوريين، مبديًا رفضه استخدام الحزب سلاحه ضد اللبنانيين والسوريين، وقال إن أيدي إيران في المنطقة ستقطع، وإن الشر الذي ترسله إلى المنطقة سيرتد عليها.