قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، نقلا عن مسؤولين قالت إنهم مطلعون على صياغة الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه إيران، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم الإعلان عن عدم صلاحية الاتفاق النووي مع إيران أمام الكونجرس هذا الشهر. ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، مساء اليوم الخميس، عن المسؤولين قولهم إن ترامب يخطط لأن يعلن الأسبوع المقبل أنه سيشهد بعدم أهلية الاتفاق الموقع بين الدول الست الكبرى (الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا) مع إيران بشأن الاتفاق النووي الأخير، مبررا ذلك بأن الاتفاق ليس في مصلحة الولاياتالمتحدة ، ملقيا بالقضية للكونجرس الأمريكي المتردد في هذا الشأن. ومن المفترض أن يشهد الرئيس الأمريكي أمام الكونجرس كل 120 يوما بأهلية الاتفاق وصلاحيته وامتثال طهران بشروطه، وبالتالي يمدد الكونجرس رفع العقوبات عن إيران بموجب الاتفاق النووي الموقع في 2015. وكان ترامب، الذي لا يتوانى عن انتقاد الاتفاق الذي أبرمه سلفه باراك أوباما في مناسبات عديدة ، قد أكد للكونجرس مرتين صلاحية الاتفاق ووفاء إيران بالتزاماتها الموقعة بموجبه، لكنه قال في مقابلة مع "وول ستريت جورنال" في يوليو الماضي إنه لا يتوقع أن يشهد بذلك في أكتوبر، لا سيما وأن مساعديه وضعوا أمامه خيارات متعددة للتعامل مع هذا الأمر ، من بينها الشهادة بالامتثال وعدة طرق لعدم الشهادة بذلك. ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن التحرك المنتظر من ترامب قد يمثل أول خطوة في عملية قد تنتهي في نهاية المطاف إلى استئناف العقوبات الأمريكية المرتبطة بالبرنامج النووي على إيران ، الأمر الذي قالت إنه "سينسف" الاتفاق الذي يقيد أنشطة إيران النووية. ويهاجم ترامب ، منذ حملته الانتخابية العام الماضي ، بشدة وبشكل متكرر الاتفاق المعروف أيضا ب"خطة العمل الشاملة المشتركة"، واصفا إياه بأنه "أسوأ اتفاق جرى التفاوض بشأنه على الإطلاق"، كما أعرب مرارا عن اعتزامه الانسحاب من الاتفاق. ويلقى الاتفاق دعما كبيرا من القوى الدولية الكبرى ، بينها بريطانيا وألمانيا وفرنسا ، فضلا عن الأممالمتحدة التي حث أمينها العام أنطونيو جوتيريش ، الشهر الماضي ، الحكومة الأمريكية على الحفاظ على الاتفاق ، والذي قال إنه "ساهم في عدم تصعيد مهم في هذا الوقت، وعامل للاستقرار" مضيفا : "في رأيي ينبغي على جميع الأطراف فعل كل شيء ممكن للحفاظ على هذا الاتفاق". وقالت "واشنطن بوست" إنه من المتوقع أن يلقي ترامب خطابا في 12 أكتوبر الجاري يطرح فيه استراتيجية أوسع لمواجهة طهران التي تُتهم في واشنطن برعاية الإرهاب وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.