الإثنين، آخر مهلة لسداد اشتراكات المحامين حاملي كارنيه 2022    اللواء بحرى أركان حرب أيمن عادل الدالى: هدفنا إعداد مقاتلين قادرين على حماية الوطن بثقة وكفاءة    حماس تعلن العثور على جثمان محتجز إسرائيلي وتسليمه للاحتلال خلال ساعات    عاجل- وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق: حاولنا ربط الإفراج عن شاليط بمروان البرغوثي ولكن إسرائيل رفضت رفضا قاطعا    الدويري: لم يكن هناك طلبا لحماس لدى إسرائيل إلا وأكد الوفد المصري عليه    تعرف على غيابات الزمالك أمام ديكيداها بالكونفدرالية    بيان - وزارة الرياضة تتخذ 4 خطوات لمواجهة التجنيس    مؤتمر فليك: من نشر شائعة تأخير يامال تافه.. ولا أتدخل في حياته    أجواء خريفية.. الأرصاد تكشف حالة الطقس غدًا السبت| صور    محافظ الدقهلية: افتتاح مخبز المحافظة قريبًا لإنتاج الخبز المدعم و"الفينو" لتخفيف الأعباء عن المواطنين    100 صورة لنجوم ريد كاربت فيلم «عيد ميلاد سعيد» بمهرجان الجونة    محمد مندور يكتب: متحف الجامعة العربية.. ابو الغيط والوعي العربي    في ذكرى ميلاده.. سُليمان عيد صانع البهجة والإبداع    مستشار رئيس الجمهورية ومحافظ أسوان يشهدان انطلاق مهرجان تعامد الشمس    من 15 حلقة فقط.. جومانا مراد: بقدم شخصية جديدة ومختلفة في مسلسل 'خلايا رمادية'    مدير الخدمات الطبيه والفنية بالمؤسسة العلاجية يزور دار الولاده "الماترنتيه" بالإسكندرية    مقتل 8 مسلحين في عملية أمنية بإقليم خيبر بختونخوا الباكستاني    وزير الاستثمار يبحث فرص التعاون مع مجموعة IIB Group Holdings    «الوطنية للانتخابات»: قاعدة بيانات محدثة للناخبين لتيسير عملية التصويت    توفير وظائف للشباب وذوي الهمم .. حصاد «العمل» في إسبوع    مصطفى بكري عن سد النهضة: مصر لن تسمح بأي تهديد لمصالحها الوطنية    «أكتوبر العظيم»    الجيش الأمريكي يعتقل ناجين بعد غارة على سفينة بالبحر الكاريبي    الأرصاد الجوية: توقعات سقوط أمطار على بعض المناطق خلال الساعات القادمة    شبكة عالمية: محمد صلاح ضمن أفضل 5 صفقات في تاريخ الدوري الإنجليزي    وزارة النقل تناشد المواطنين للمشاركة في توعية ركاب السكة الحديد من السلوكيات السلبية    ريم أحمد تكشف عن تحديات الأمومة في ستات ستات: ابنتي أقوى مني    ينافس نفسه.. على نور المرشح الوحيد بدائرة حلايب وشلاتين    روسيا: مستعدون لتسهيل التوصل إلى تسوية لقضية البرنامج النووي الإيراني    قبرص: تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومصر والجهات الإقليمية الفاعلة أساسي لتعزيز السلام والأمن الإقليميين    انتخابات مجلس النواب 2025.. خطوات الاستعلام عن اللجنة الانتخابية ورقم الناخب    بنزيما يقود تشكيل الاتحاد ضد الفيحاء في الدوري السعودي    مبابي جاهز لقيادة ريال مدريد أمام خيتافي بعد التعافي من إصابة الكاحل    طريقة طاجن السبانخ باللحمة.. أكلة مصرية بطعم الدفا مع اقتراب أجواء الشتاء (المكونات بالتفصيل)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-10-2025 في محافظة الأقصر    ضبط دجال يروّج للشعوذة على السوشيال ميديا في الإسكندرية    أهم أخبار السعودية اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025.. منصة "نت زيرو" توقع مذكرة تفاهم مع الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة    المؤسسات الرياضية فى مخاطبات رسمية: التجنيس أحد أنواع الهجرة غير الشرعية    لمدة 14 ساعة.. ضعف وانقطاع المياه غدًا السبت عن 3 مناطق بالإسكندرية    الصحة تنظم ورشة عمل تدريب مدربين لمسئولي التثقيف الصحي    الاتصالات والسياحة توقعان بروتوكولين لرقمنة التراث المصري ورفع كفاءة خدمات الاتصالات بالمواقع الأثرية    الأقصر أرض التاريخ المصرى القديم تستضيف 100 مغامر أجنبى من 15 دولة بفعاليات رياضية الباراموتور.. بهجة وفرحة بين الأجانب بالتحليق المظلى فوق معابد ومقابر الملوك وشريط نهر النيل.. ومغامر فلسطينى يشيد بسحر المشهد    عالِم أزهري: «ادفع بالتي هي أحسن» قانون إلهي في تربية النفوس ونشر الخير    مصر تتأهل إلى نصف نهائي كأس العالم للكرة الطائرة جلوس في أمريكا    الإسكندرية تبدأ توسعة طريق الحرية.. مشاريع لتحسين الحركة المرورية لمدة شهر كامل    شركة حدائق: تحويل حديقتي الحيوان والأورمان إلى نموذج عالمي للحدائق الذكية    الصحة: رؤية إنسانية جديدة في المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية    كيف تكتشفين أن طفلك متأخر لغويًا من الشهور الأولى؟.. أخصائية تخاطب توضح    اليوم.. إقامة صلاة الاستسقاء بجميع مساجد الإمارات    تعرف على الحالة المرورية اليوم الجمعة 17-10-2025    وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تلتقي رئيسة بنك الاستثمار الأوروبي خلال فعاليات الاجتماعات السنوية للبنك الدولي بواشنطن    ننشر أسماء ضحايا ومصابي الحادث المروع بطريق شبرا بنها الحر    العلماء يؤكدون: أحاديث فضل سورة الكهف يوم الجمعة منها الصحيح ومنها الضعيف    أحكام وآداب يوم الجمعة في الإسلام... يوم الطهارة والعبادة والتقوى    شروط قرض الموتوسيكلات من بنك مصر 2025    أسعار الكتاكيت والبط اليوم الجمعة في بورصة الدواجن    «الطفولة والأمومة» ينعي ضحايا حادث أسيوط ويؤكد متابعة الواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية    دوري أبطال إفريقيا| الأهلي يخوض المران الختامي اليوم استعدادًا لمباراة «إيجل نوار»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لماذا مصر في رباط إلى يوم الدين؟
دراسة: المستطيل القرآني (الشرق الأوسط)- حلقة (5)
نشر في الشعب يوم 15 - 09 - 2017


الأحاديث النبوية توضح دور مصر والشام في الجهاد
أهل الكهف- أصحاب الأخدود- ذو القرنين- معركة الروم
(هذه دراسة غير منشورة وغير مكتملة بعد لمجدي حسين رئيس حزب الاستقلال ورئيس تحرير جريدة الشعب الذي يقبع الآن مغيبا خلف أسوار السجون بأحكام ظالمة وغير دستورية.. لقد تم ترتيب الجزء المكتوب من الدراسة في حلقات وسننشر تباعا الحلقات الموجودة لدينا لحين خروجه من محبسه وإكمال عطائه الفكري والسياسي والذي نأمل أن يكون قريبا بإذن الله..)
بعد استعراض خريطة الأنبياء والرسل وهم محور القصص القرآني نواصل ما تبقى من رصد المواقع الجغرافية التي ذكرت في القرآن..بالنص، ولا نعتمد على الاستنتاج أو الروايات غير الموثقة، وإن كنا نشير لبعض الدلائل ان كانت قوية.
أولا: مواقع مرتبطة بالعبادات.. وان كانت متداخلة مع وقائع السيرة النبوية
(1) مكة (2) المدينة (مع ذكر يثرب مرة واحدة) (3) البيت الحرام (أو المسجد الحرام أو البيت أو الحرم) (4) المسجد الأقصى (5) عرفات (6) المشعر الحرام (7) الصفا والمروة (8) مقام ابراهيم.
ثانيا: مواقع مرتبطة بأحداث السيرة النبوية: (1) بدر (2) حنين.
ثالثا: مواقع مرتبطة بأحداث القصص القرآني.
(1) فلسطين أو الشام، والواقع أن فلسطين هي جزء لا يتجزأ من أرض الشام وهي في القلب منه. ولكن هنا قد يقال ان فلسطين أو الشام لم يذكروا بهذا الاسم في القرآن وهذا صحيح. ولكن الدليل القرآني قاطع الدلالة.. فعندما ذكر القرآن المسجد الأقصى (ولا خلاف على مكان وجوده وهو بهذا الاسم حتى الآن) قال الذي باركنا حوله.. واستخدم القرآن هذا المصطلح للتعبير عن أرض الشام وفي قلبها فلسطين (الأرض التي باركنا حولها)- (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة) في حض بني اسرائيل على دخول فلسطين...الخ ويضاف إلى هذه الأدلة القرآنية مجموعة من الأحاديث النبوية. وسنأتي إليها فيما بعد لأنها تشمل معظم المستطيل القرآني لا فلسطين أو الشام فحسب. (2) مصر (3) سيناء )4) طور سيناء (5) الوادي المقدس طوى (6) مدين (وهي كما ذكرنا في أقصى جنوب بادية الشام) (7) سبأ (اليمن) (8) الأحقاف (الربع الخالي الآن بالجزيرة العربية) (9) بابل/ العراق ولا نضع "الجودى" رغم ان تفاسير عديدة قالت انه جبل في شمال الموصل ولكن المفسرون ينقلون من بعضهم بعضا.. ولم نتأكد من هذه المعلومة 100%.
(10) غلبت الروم في أدنى الأرض:
((1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ)...الى آخر الآيات في أول سورة الروم وهي آيات تروي قصة هزيمة الروم على يد الفرس ثم عودة الروم للانتصار خلال بضع سنين. وما يهمنا الآن هو المكان.. في أدنى الأرض لها تفسيران عند المفسرين
(1) ان المعركة التي غلبت فيها فارس الروم كانت في أقرب الأرض من العرب، وهي أطراف الشام.
(2) التفسير الثاني لمفسرين معاصرين أن أرض المعركة فعلاً كانت عند أطراف الشام ولكنها في المناطق المعروفة الآن بفلسطين بالبحر الميت وما حوله ولقد ثبت علمياً في العصر الحديث أن هذه البقعة هي الأكثر انخفاضاً في العالم بأسره بالنسبة لمستوى البحر. واعتبر هؤلاء أن هذه معجزة جغرافية للقرآن الكريم، فهذه حقيقة لم تكن معروفة ساعة نزول القرآن.
وفي أي من التفسيرين فان القرآن يؤكد أن المعركة دارت على أرض الشام في المستطيل القرآني.
وتفصيل الحدث أن الفرس والبيزنطيين اشتبكوا في معركة في بلاد الشام على أيام خسرو أبرويز أو خسروا الثاني عاهل الفرس المعروف عند العرب بكسرى. وهرقل الامبراطور الروماني وقد أدت المعركة إلى انكسار الروم وسيطرة الفرس على إجمالي الشام بما في ذلك دمشق وبيت المقدس الذي أحرقوه واستولوا على صليب كنيسة القيامة ونقلوه إلى عاصمتهم. وكانت هذه الهزيمة مبعث شماتة مشركي مكة لأن الروم أهل كتاب مثل المسلمين ولكن الروم عادوا وانتصروا بعد عدة سنين كما وعد القرآن. (وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ)
قصة أهل الكهف:
ولكن على خلاف قصة الروم حيث المكان كان محدداً تقريبا، فإن في قصة أهل الكهف لاتوجد أي إشارة لا للزمان ولا المكان.. ولكن أغلب المفسرين من خلال البحث في فترات الاضطهاد بالمشرق حيث التوحيد يقولون أن هؤلاء الفتية كانوا نصارى أو يهود موحدين بالله وفروا من ظلم الحاكم الروماني في سوريا أو فلسطين أو القدس نفسها.
وحاليا في الأردن يوجد مزار اسلامي يقال انه لهذا الكهف، ومن الأمور التي آسف عليها أن حالتي المرضية المزمنة (العمود الفقري) حالت بيني وبين زيارة المزار بنفسي في رحلة نظمها حزب جبهة العمل الاسلامي في الأردن أثناء وجود عدد من الوفود الاسلامية في مؤتمر. وكان الأمر يتطلب سفراً خارج عمان ولا أدري الآن كم المسافة؟ المهم أن الأخوة يقولون أن كل المواصفات المتوفرة في القرآن للكهف متوفرة في هذا الكهف، ففتحته بزاوية معينة تجعل الشمس لا تدخل فيه ولكن تتوقف ذات اليمين وذات الشمال. وأيضا وجود مسجد قديم تم بناؤه فوق الكهف...الخ.
وحتى الآن لا يوجد اقتراح بديل لمكان الكهف والذي يتراوح بين أماكن في الشام. ولكن مرة اخرى يكفينا أن القرآن لم يحدد مكاناً للكهف خارج المستطيل. ولكن المرء لا يملك أن يمسك عن هذه المعلومات لأنها مغرية في مجال تأكيد نظريتنا. (ومع ذلك فلم ندرج الكهف في مسلسل المواقع القرآنية لذلك لم نعطي له رقم (11)
(11) قصة قارون:
نجد قصة قارون محددة في القرآن الكريم بمصر، وهي قصة متفرعة عن قصة فرعون وموسى. وهناك آثار في الفيوم يقال انها لقارون وقد زرت بالفعل أحد قصوره وربما القصر الرئيسي متهدم ولكن معالمه واضحة. ولعل وجود قارون في الفيوم أحد أسباب تسمية البحيرة ب "قارون".
(12) قصة الفيل:
سورة الفيل لا تقدم لنا مكانا جديداً فهي في المناطق المحيطة بالكعبة، وهي أقصر قصة في سورة قصيرة، وان لم يذكر فيها اسم الكعبة أو مكة ولكن الأمر واضح ولا خلاف عليه في التاريخ، حتى سمي عام الفيل ويقال أن هذا هو العام الذي ولد فيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وسنعود لقصة أبرهة عندما نتكلم عن قداسة الكعبة عند الله.
وفي إحدى روايات التفسير أن أبرهة الحبشي عسكر بقرب مكة في مكان يدعى "المغمس" على ثلثي فرسخ من مكة (والفرسخ أطول من الكيلو) في طريق الطائف، قبل أن تهاجمه الطير الأبابيل.
(13) رحلة الشتاء والصيف:
وفي سورة قريش نجد هذا التوثيق القرآني لأهم حدث تجاري عبر قرون من التاريخ حيث يمن الله على قريش بما نعمت به من الأمن والاستقرار الاقتصادي رغم أن مكة في واد غير ذي زرع. والحدث التجاري هو رحلة الشتاء (إلى اليمن) ورحلة الصيف (إلى الشام).ولنلحظ هنا أن هذا الخط التجاري لم يفد أهل مكة فحسب بل كان نقطة وصل بين تجارة الهند وكل آسيا عبر اليمن إلى الشام ثم إلى باقي العالم وبالعكس. وكان يتميز بأنه كان طريقاً آمنا بالمقارنة مع الطرق الأخرى الواصلة بين الشرق والغرب.
إذن نحن نتحدث هنا- عن اليمن والشام وإن لم يذكر الاسمين ولكن من المعروف تاريخيا أن رحلة الشتاء هي من مكة لليمن وأن رحلة الصيف هي من مكة للشام. وحن نعلم أن محمد صلى الله عليه وسلم قد سافر مرتين على الأقل في تجارة للشام قبل البعثة، ويقال أن سيدنا محمد عرج على سيناء وغزة في طريقه للشام، وهذا جائز لأن هذا أحد الطرق، بل ان جده هاشم قد توفى أثناء عودته من الشام في غزة ودفن هناك، وفي غزة مسجد باسمه، ولذلك سميت غزة.. غزة هاشم، كل هذا يجري اذن في المستطيل القرآني.
سورة البروج:
أغلب المفسرين والرواة والمؤرخين يؤكدون أن أصحاب الأخدود هم حكام طغاة اليمن، وانهم حفروا هذا الأخدود وأشعلوه ناراً ليلقوا فيه كل المؤمنين الموحدين بالله حتى وان كانوا نساء ومعهم أطفالهن. (أيضا لم نضع ترقيما لأن القرآن لم يفصح عن أي اشارة جغرافية).
قصة موسى والخضر:
نشير إلى هذه القصص (الأخدود- الكهف- وقصة موسى والخضر على سبيل الاستدلال الاضافي فحسب، وليست أساساً لرسم الخريطة القرآنية.
وفي القصة الثانية في سورة الكهف كانت قصة موسى. وأحد عباد الله (آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا)65 ويسمي بعض المفسرين هذا العبد (الخضر). ويرى كثير من المفسرين أن مجمع البحرين لا يمكن أن يكون إلا في سيناء حيث مسرح بني اسرائيل. وهناك خليج العقبة وخليج السويس يلتقيان في بحر واحد عند رأس محمد.
ومن الطبيعي أن حركة سيدنا موسى كانت بين مصر وسيناء وبادية الشام (في شبابه). فهي تدور كلها داخل المستطيل. ومجمع البحرين مجرد استنتاج لا يضر في شيئ.
قصة ذو القرنين:
قصة ذو القرنين نموذج على أن ما أغلفه القرآن يستحسن أن نسايره. ونأخذ الحكمة والعبرة من القصص فحسب. وطالما أغفل القرآن الزمان والمكان يكون من العبث البحث عنهم من خلال تفسير القرآن الكريم. اللهم إلا إذا ظهرت في أبحاث التاريخ والآثار دلائل ملفتة للنظر.
قصة ذي القرنين مهمة جداً من زوايا عديدة ولكن لا علاقة لها بدراستنا لأنها أغفلت الزمان والمكان.
وقد كتب الكثير عن أماكن رحلات ذي القرنين ولم يتفق المفسرون، من أذربيجان ومن بحر قزوين حتى البحر الأسود إلى منطقة القطب الشمالي بل وصل بعض الباحثين إلى أمريكا الجنوبية وكولومبيا!. والقاعدة التي وضعناها لأنفسنا في هذه الدراسة هي رسم الخريطة القرآنية من خلال الأسماء والمواقع المذكورة صراحة في القرآن. ولكن من المؤكد انها القصة الوحيدة التي تقع أحداثها خارج المستطيل القرآني ولكن بدون أي تحديد جغرافي دقيق أو معلومة تاريخية حاسمة.
ولكن طالما أشرنا إلى ذي القرنين فيحسن أن ننفي بشدة أنه هو الاسكندر المقدوني والتي لا تزال فكرة تتسرب من التفاسير القديمة (حيث كان المفسرون لا يدرسون التاريخ) إلى بعض التفاسير المعاصرة.
فالاسكندر المقدوني سيرته معروفة وإن كان بطلاً عسكرياً أو قائداً مغوارا إلا انه لم يكن ذلك الانسان الصالح الموحد بالله. وفي مصر ادعى عبادة آمون وسلوكه الشخصي عليه مآخذ كثيرة، كما ان مستشاره (أرسطو) وان كان فيلسوفا ومفكرا عظيما إلا انه لم يكن صاحب عقيدة اسلامية أو موحدة، فهو من القائلين ان الله خلق العالم، وتركه يدير نفسه بنفسه...الخ وخط سير جيش الاسكندر معروف وآخر ما وصل اليه بعد فارس الهند: عندما أرهقت الجنود وطالبت بالعودة، وقد مات الاسكندر خلال رحلة العودة بصورة غامضة حيث تتضارب الروايات حول مكان موته وأيضا مكان دفنه.
*********
وهكذا نعود إلى موضوعنا الأصلي.. فنقول مجدداً وقد انتهينا من الحصر أن الخريطة القرآنية أو مسرح أحداث القرآن انحصرت في القسم الآسيوي من الوطن العربي + مصر.
بل ان الأحداث الكبرى للرسالات الأساسية جرت بطبيعة الحال داخل هذا المستطيل بما في ذلك أهم الرسل الذين حملوا كتباً سماوية وكلم بعضهم الله (موسى). وان الأغلبية الساحقة من البشر) أي كل البشر عدا القسم الآسيوي: الصين- الهند- دول صغيرة أخرى) ترتبط بالاسلام والمسيحية ونسبة ضئيلة باليهودية (1%)، مع ملاحظة وجود أكثر من 200 مليون مسلم في الهند. وليس المقصود بهذا التقسيم أن نعلي من شأن الشعوب غير الآسيوية بالعكس فالاسلام واضح قاطع كالسيف (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ). ولكننا نتحدث عن الدور التاريخي أو المسئولية التي يفرضها الموقع الجغرافي على ساكنيه. ونروي التاريخ كما حدث، بل ان العالم بأسره يعترف ان منطقة الشرق الأوسط هي مهد الأديان والحضارات.
وقبل أن ننتقل لدراسة هذه النقطة، وهي محاولة تلمس الحكمة الربانية في هذا الدور التاريخي لهذا الموقع المتوسط من العالم، دعونا ننهل من السنة النبوية الشريفة حول (المستطيل القرآني). والأحاديث ستفتح لنا الطريق لفهم الأهمية النسبية للمواقع حتى داخل المستطيل القرآني ذاته، ولإدراك التركيز القرآني على أماكن دون أخرى، وسنرى الأهمية الخاصة لمصر ولبلاد الشام. وهنا سنجد تناغما شديداً بين القرآن والأحاديث.
الأحاديث النبوية والمستطيل القرآني:
(ملاحظة: تخريج الأحاديث والمراجع التفصيلية في نهاية الدراسة).
دور الشام:
ونذكر مرة أخرى للشباب أن كلمة الشام كانت تطلق تاريخيا وهي تصح حتى الآن على ما تم تقسيمه صناعياً في سايكس بيكو، تشمل سوريا- لبنان- فلسطين- الأردن.
الأحاديث:
- (أَهْلُ الشَّامِ وَأَزْوَاجُهُمْ وَذَرَارِيهِمْ وَعَبِيدُهُمْ وَإِمَاؤُهُمْ إِلَى مُنْتَهَى الْجَزِيرَةِ مُرَابِطُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَمَنِ احْتَلَّ مِنْهَا مَدِينَةً فَهُوَ فِي رِبَاطٍ ، وَمَنِ احْتَلَّ مِنْهَا ثَغْرًا مِنَ الثُّغُورِ فَهُوَ فِي جِهَادٍ).
- (أهل الشام سوط الله في أرضه ينتقم بهم ممن يشاء من عباده).
وقبل أن نستكمل نريد أن نؤكد ان التعامل مع هذه الأحاديث يكون من خلال دراسة رشيدة للواقع على طريقة (إنزال النصوص على الواقع) فإن بعض الشباب وبعض الحركات عندما تقرأ هذه الأحاديث تتصور أن معناها ضرورة القتال في سوريا طول الوقت وبدون تدبير وإعداد، وبدون قيادة اسلامية رشيدة كعماد الدين ونور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي، وربما سنصل في دراستنا- ان شاء الله- إلى الأحداث المعاصرة (2011- 2013).
نواصل الأحاديث:
- (أن الله بارك فيما بين العريش إلي الفرات و خص فلسطين بالتقديس). كما وصفت فلسطين بأنها أرض المحشر والمنشر. وفي رواية أخرى ان هذا الحديث كان موجها لمعاذ بن جبل (ان الأرض المقدسة بين العريش والفرات) ولاحظ ان القرآن الكريم يصفها بهذه الصفة.
- (فسطاط المؤمنين في الملحمة الغوطة، مدينة يقال لها دمشق، هي خير منازل المسلمين يومئذ).
- وفي رواية أخرى موجهة لمعاذ بن جبل (يا معاذ، إن الله عز وجل سيفتح عليكم الشام من بعدي من العريش إلى الفرات. رجالهم ونساؤهم وإماؤهم مرابطون إلى يوم القيامة فمن اختار منكم ساحلاً من سواحل الشام أو بيت المقدس فهو في جهاد إلى يوم القيامة).
{لاشك أن مثل هذه الأحاديث تشحذ من همم أهلنا في القدس الذين يقاتلون بدون أسلحة وبمنتهى البسالة دفاعاً عن المسجد الأقصى} (معد الدراسة).
ويقول بعض المفسرين لآية (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ) ق (41) في اشارة إلى نداء يوم القيامة ان اسرافيل سينفخ في البوق من صخرة القدس، وذكر ذلك القرطبي دون أي دليل من أي حديث صحيح.
- (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ)- (أحمد)
- (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى).
(بالعودة إلى كتب الحديث ستجد أحاديث كثيرة عن الشام)
دور مصر في الأحاديث:
نحن نتحدث عن دور مصر ومسئوليتها وليس الافتخار بها.
- (أهل مصر في رباط إلى يوم الدين)
- (إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحماً) (البخاري)
- (إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً) (مسلم)
- (إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك الجند خير أجناد الأرض) قال أبو بكر: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: (إنهم في رباط إلى يوم القيامة).
للإطلاع على الأجزاء السابقة اضغط على الرابط التالي :-
1- المستطيل القرآني (الشرق الأوسط)- حلقة (1).. معجزة في الجغرافيا السياسية
2- كل الأنبياء المذكورين في القرآن.. من الشرق الأوسط
3- آدم يمني..نوح عراقي..أيوب مصري..إلياس فلسطيني
4- نوح عاش في المستطيل.. دلائل قرآنية إضافية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.