مصطفى بكري: تعديل وزاري يشمل 15 منصبًا قريبا .. وحركة المحافظين على الأبواب    خلال 24 ساعة.. إزالة 8 حالات تعدي على الأراضي الزراعية وبناء مخالف بالغربية    التنمية المحلية: انتهاء كافة الاستعدادات لانطلاق الموجة الأخيرة لإزالة التعديات    محافظ قنا: بدء استصلاح وزراعة 400 فدان جديد بفول الصويا    «القومي للمرأة» ينظم عرض أزياء لحرفة التلي.. 24 قطعة متنوعة    القوات الأوكرانية تسقط 4 طائرات مسيرة روسية في أوديسا    الأمم المتحدة: تقارير تشير لانتشار الأوبئة والأمراض بين الفلسطينيين في غزة    «التحالف الوطني» بالقليوبية يشارك في المرحلة ال6 من قوافل المساعدات لغزة    استشهاد امرأة فلسطينية إثر قصف طائرات إسرائيلية لرفح    «الجنائية الدولية» تنفي ل«الوطن» صدور مذكرة اعتقال بحق نتنياهو    كيف يعالج جوميز أزمة الظهيرين بالزمالك أمام دريمز بالكونفدرالية ؟    «ليفركوزن» عملاق أوروبي جديد يحلق من بعيد.. لقب تاريخي ورقم قياسي    مرموش يسجل في فوز آينتراخت على أوجسبورج بالدوري الألماني    عاجل.. مفاجأة في تقرير إبراهيم نور الدين لمباراة الأهلي والزمالك    البحث عن مجرم مزق جسد "أحمد" بشبرا الخيمة والنيابة تصرح بدفنه    أحمد فايق يخصص حلقات مراجعة نهائية لطلاب الثانوية العامة (فيديو)    فيديوجراف| صلاح السعدني.. وداعًا العمدة سليمان غانم    تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة صلاح السعدني.. مات على سريره داخل منزله    أسرع طريقة لعمل الشيبسي في المنزل.. إليك سر القرمشة    حصل على بطاقة صفراء ثانية ولم يطرد.. مارتينيز يثير الجدل في موقعه ليل    افتتاح المؤتمر الدولي الثامن للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان    محافظة الجيزة: قطع المياه عن منطقة منشية البكاري 6 ساعات    وزارة الهجرة تطلق فيلم "حلقة وصل" في إطار المبادرة الرئاسية "أتكلم عربي"    الحماية المدنية تسيطر على حريق في «مقابر زفتى» ب الغربية    إخماد حريق بمخزن خردة بالبدرشين دون إصابات    ضبط لص الدراجات النارية في الفيوم    الهنود يبدءون التصويت خلال أكبر انتخابات في العالم    مطار مرسى علم الدولي يستقبل 149 رحلة تقل 13 ألف سائح من دول أوروبا    التنسيق الحضاري ينهي أعمال المرحلة الخامسة من مشروع حكاية شارع بمناطق مصر الجديدة ومدينة نصر    مهرجان كان السينمائي يكشف عن ملصق النسخة 77    50 دعاء في يوم الجمعة.. متى تكون الساعة المستجابة    دعاء يوم الجمعة قبل الغروب.. أفضل أيام الأسبوع وأكثرها خير وبركة    11 جامعة مصرية تشارك في المؤتمر العاشر للبحوث الطلابية بكلية تمريض القناة    وزيرا خارجية مصر وجنوب أفريقيا يترأسان أعمال الدورة العاشرة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين    وزير الصحة يتفقد المركز الإفريقي لصحة المرأة ويوجه بتنفيذ تغييرات حفاظًا على التصميم الأثري للمبنى    حماة الوطن يهنئ أهالي أسيوط ب العيد القومي للمحافظة    إسلام الكتاتني: الإخوان واجهت الدولة في ثورة يونيو بتفكير مؤسسي وليس فرديًا    محاكمة عامل يتاجر في النقد الأجنبي بعابدين.. الأحد    مؤتمر أرتيتا: لم يتحدث أحد عن تدوير اللاعبين بعد برايتون.. وسيكون لديك مشكلة إذا تريد حافز    إعادة مشروع السياحة التدريبية بالمركز الأفريقي لصحة المرأة    بالإنفوجراف.. 29 معلومة عن امتحانات الثانوية العامة 2024    "مصريين بلا حدود" تنظم حوارا مجتمعيا لمكافحة التمييز وتعزيز المساواة    العمدة أهلاوي قديم.. الخطيب يحضر جنازة الفنان صلاح السعدني (صورة)    الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى نياحة الأنبا إيساك    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    انطلاق 10 قوافل دعوية.. وعلماء الأوقاف يؤكدون: الصدق طريق الفائزين    "التعليم": مشروع رأس المال الدائم يؤهل الطلاب كرواد أعمال في المستقبل    القاهرة الإخبارية: تخبط في حكومة نتنياهو بعد الرد الإسرائيلي على إيران    خالد جلال ناعيا صلاح السعدني: حفر اسمه في تاريخ الفن المصري    الصحة الفلسطينية: الاحتلال ارتكب 4 مجازر في غزة راح ضحيتها 42 شهيدا و63 مصابا    4 أبراج ما بتعرفش الفشل في الشغل.. الحمل جريء وطموح والقوس مغامر    طريقة تحضير بخاخ الجيوب الأنفية في المنزل    استشهاد شاب فلسطيني وإصابة اثنين بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم "نور شمس" شمال الضفة    ضبط 14799 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    اقتصادية قناة السويس تشارك ب "مؤتمر التعاون والتبادل بين مصر والصين (تشيجيانج)"    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024 وعدد الإجازات المتبقية للمدارس في إبريل ومايو    ألونسو: مواجهة ريال مدريد وبايرن ميونخ ستكون مثيرة    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دراسة المستطيل القرآني (الشرق الأوسط)- الحلقة (2)
كل الأنبياء المذكورين في القرآن.. من الشرق الأوسط
نشر في الشعب يوم 17 - 08 - 2017


الكعبة أول بيت في التاريخ لعبادة الله
آثار سيدنا نوح في الجزيرة العربية
بقلم: مجدي حسين
)هذه دراسة غير منشورة وغير مكتملة بعد لمجدي حسين رئيس حزب الاستقلال ورئيس تحرير جريدة الشعب الذي يقبع الآن مغيبا خلف أسوار السجون بأحكام ظالمة وغير دستورية.. لقد تم ترتيب الجزء المكتوب من الدراسة في حلقات وسننشر تباعا الحلقات الموجودة لدينا لحين خروجه من محبسه وإكمال عطائه الفكري والسياسي والذي نأمل أن يكون قريبا بإذن الله..(
أثبتنا في الحلقة الأولى ( المستطيل القرآني (الشرق الأوسط)- حلقة (1) ) أن 18 نبياً من 25 نبياً المذكورين بالاسم في القرآن الكريم ترتبط حياتهم وأحداثها مباشرة بالمستطيل القرآني المسمى حاليا (الشرق الأوسط) وهو يعني القسم الآسيوي من الوطن العربي + مصر (انظر الخريطة).
ولكن الرؤية الشاملة لبعض الآيات تثبت أن السبعة الآخرين مرتبطين أيضا بنفس المكان، وهذا من خلال التفسير البسيط المتفق عليه.
وهذا الانتقاء القرآني ليس بلا مغزى كما سنبرهن خلال هذه الدراسة، بل وكما أثبتت أحداث التاريخ فهذا المكان هو محور الصراع في العالم منذ أيام المصريين القدماء حتى الصراع بين الاتحاد السوفيتي (روسيا الآن) والولايات المتحدة. ونحن لا نزال في مرحلة صياغة ورسم حدود هذه الخريطة.. وقد بدأنا بالأنبياء لأنهم أهم موضوع في القصص القرآني. ولكن القرآن يسجل أحداثاً تاريخية أخرى داخل نفس المستطيل (الشرق الأوسط) ولا يتحدث ولا لمرة واحدة عن أي مكان آخر في العالم إلا على نحو غامض وغير محدد (كما هو في حالة قصة ذي القرنين وسنأتي إليها).
إذن وقبل أن ننتهي من موضوع تحديد الأنبياء ومكانهم سنكتشف أن تقسيمهم إلى 18 ذكر مكان وجودهم بشكل قاطع و7 آخرين لم يذكر مكانهم بشكل قاطع. وقلنا حتى وإن كان صحيحا، أي مع احتمال أن يكونوا خارج المستطيل فمعنى ذلك ان تحديد هذا المكان غير مهم، ولكن في الواقع فإن الآيات برهنت بشكل لا يحتمل الجدل عن وجود هؤلاء السبعة داخل نفس المنطقة من خلال التعبير القرآني (ذرية بعضها من بعض).
أي من خلال التناسل والتقارب في هذا التناسل وقد تتسع المسافات الزمنية ولكن تبقى وحدة المكان.
وفي كثير من قصص الأنبياء وجدنا التواجد في الزمن الواحد او المتقارب جدا (زكريا- يحيى- المسيح) (شعيب- موسى- هارون- يوسف) وهؤلاء (ال 18 نبيا) كما رأينا يحدد القرآن مكانهم بالاسم وبوضوح (مصر- مدين- الأراضي التي باركنا فيها (وهو تعبير قرآني عن فلسطين أو الشام).
وعندما تأتي آيات قرآنية فتربط ذرية ال 18 بالسبعة الآخرين تكون القضية منتهية من حيث التوارث وبالتالي من حيث الزمان والمكان.
وهذا يكفي كي ننتقل للنقطة التالية، ولكنني أرغب في أن نتدرب على التدبر في آيات الله لنعرف اننا سنكتشف كنوزا في مجالات العلم كافة. إذا نفذنا أمر الله في التدبر (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا).
********
ذكرنا أن الله سبحانه وتعالى قد أكد في أكثر من موضع في القرآن الكريم أنه أرسل رسلاً لكل الأمم..
(ولكل أمة رسول) يونس 47- ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا) النحل 35- (وإن من امة إلا خلا فيها نذير).
وأكد القرآن الكريم انه لم يذكر إلا أسماء عدد من هؤلاء الأنبياء حتى لا يتصور أحد أن ال (25) نبيا المذكورين هم كلهم على وجه الحصر هم الأنبياء المرسلون، وهذا يتعارض بطبيعة الحال مع عدد الأمم، فقال سبحانه وتعالى:
(وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ) النساء 164. ونحن في هذه الدراسة نبحث في الحكمة وراء ذلك خاصة عندما نجد أن الأنبياء والرسل المذكورين محصورين في في هذا المستطيل القرآني (الشرق الأوسط)، وقد تواضع المفسرون عن أن كل الرسل أنبياء، ولكن الأنبياء ليسوا كلهم رسلا، فالرسول يتميز بحمل رسالة مكتوبة (موسى- عيسى- داود- ابراهيم- محمد). وهذا التميز لا يثير خلافا ولا يؤثر على دراستنا هذه.
وقد ذكرنا في الحلقة السابقة اسم 18 نبي ورسول وحددنا مكانهم بنص القرآن فماذا عن الباقي؟ وقد أخذنا غلى عاتقنا أن نكتفي بالقرآن الكريم لعدة أسباب:
(1) فهي دراسة قرآنية.
(2) القرآن متواتر بشدة ولا خلاف حول أي آية من آياته بعكس الأحاديث التي قد ينشأ حول بعضها أبحاث حول ضعف أسانيدها أو متنها.
(3) وبالتالي تصبح النظرية التي ندعو إليها محكمة تماما بنسبة 100%. ومع ذلك فإننا سنلجأ إلى الأحاديث النبوية والتي تؤكد فكرة المستطيل القرآني كمكان مقدس (أو به الأماكن المقدسة) ومحور للصراع العالمي. فما من فكرة أساسية في القرآن الكريم إلا وتجد لها شرحاً في الأحاديث. كما لا يمكن أن تجد في الأحاديث الصحيحة ما يعارضها.
مكة- آدم- نوح- ابراهيم
من روائع القرآن الكريم في مواضع سكتاته وليس في مواقع إفصاحه فحسب، وان المفسرين العظماء هم الذين توقفوا عند ما يجب التوقف عنده، ولم يسعوا إلى التفتيش في أمور هي بالأصل من شون الغيب، ولقد لجأ المخطئون إلى روايات التوراة فأفسدوا علينا حلاوة ديننا وقرآننا. أقصد بالمخطئين الذين تصوروا أن عليهم أن يقتحموا هذه المساحة من الغيب مع ان الله كان صريحاً في الاشارة إلى الموضوع والتوقف عند نقطة معينة، ولا يمكن ايجاد تفسير لذلك ولا يوجد حديث صحيح.
(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ..) آل عمران 96-97 (وُضع) استخدمت بالمجهول أي انه أمر الله، وقد رأى البعض ان الكعبة كانت قد بنيت من قبل وان ابراهيم قام بإعادة بناء القواعد ولكن القرآن الكريم ترك الأمر مفتوحاً، وهو أمر لا يهمنا في مجال العقيدة، فالمهم هو الأمر بالاتجاه إلى الصلاة (القبلة) وأداء مناسك الحج. المهم الايمان بأن المسجد الحرام هو البيت العتيق أي أقدم بيت بني لعبادة الله في الأرض.
وترك هذا الأمر مفتوحا يجعل احتمال أن يكون أن بناءه قبل سيدنا ابراهيم أمر غير مستبعد، ولكن القرآن لم يؤكده.
فالمهم والأساس هو (لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) الحج29
والأخذ بهذا التفسير وهو أقرب الى الاطمئنان النفسي بدون دليل مادي واضح، الأخذ بهذا الرأي يشير إلى ان الأنبياء الذين سبقوا ابراهيم لابد انهم كانوا يحومون حول الكعبة ولكن الحكمة الربانية تركت لنا هذه المسألة مفتوحة، (فقد يكون قدم السيدة هاجر قد نبش زمزم الذي كان موجودا من قبل وطمر) والأخذ بهذا التفسير (الرأي) يؤكد أن كل الأنبياء المذكورين في القرآن لابد أن يكونوا في المستطيل القرآني. (راجع تفسير الشعراوي لهذه الآية في مختصر الخواطر ص 180)
في سورة مريم نجد عرضا لسيرة الأنبياء مختصر، وفجأة نجد نسبة مجموعة من الأنبياء إلى آدم (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا)
وهنا نجد القرآن الكريم يربط بين ذرية آدم وهؤلاء الأنبياء ويضع ذرية نوح ليؤكد ان الذرية انقطعت إلا من حمل نوح وهذا يؤكد عدة معاني..
ان الطوفان شمل منطقة المستطيل القرآني (الشرق الأوسط) وبالتالي فان تتابع ذرية الأنبياء تم من خلال (من حملنا مع نوح). اذن هل شمل الطوفان العالم كله. يبدو أن الأمر هكذا، أو أن القرآن يركز على محور العالم المؤثر. وان كل الرسل أصحاب الكتابات من هذه المنطقة.
تسلسل الأنبياء تم هكذا في سورة مريم:
زكريا- يحيى- المسيح- ابراهيم- اسماعيل- اسحاق- يعقوب- موسى- هارون- اسماعيل- ادريس ثم بعودة للخلف (آدم- نوح) وهكذا فقد طرح القرآن الأنبياء كحزمة واحدة (ذرية بعضها من بعض) وهو امر لا يمكن أن يتحقق إلا في نفس المكان مع انقطاع الطوفان (وذرية من حملنا مع نوح) وبالتالي لا نحتاج لبذل مجهود خاص لنربط آدم ونوح وأيوب وادريس بالمستطيل القرآني.
وفي سورة الأنبياء نجد داود وسليمان واسماعيل وادريس وذا الكفل معاً ثم ذا النون (يونس) ثم زكريا ثم يحيى ثم المسيح في آيات متوالية تنتهي ب (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) الأنبياء 93
اذن من بين داود وسليمان واسماعيل وزكريا ويحيى وأماكنهم معروفة (الشام والجزيرة العربية) نجد أيوب وادريس وذا الكفل ويونس وليس من المنطقي أن يكونوا في منطقة أخرى من العالم.
وفي سورة الأنعام نقرأ الآيات:
(وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ ۖ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (87))
وهذه الآيات تربط نسل الأنبياء بعد نوح والطوفان وداود وسليمان وأيوب وإلياس وإليسع، وهكذا وجدنا رابطاً مباشراً لأيوب وإلياس وإليسع بالمستطيل القرآني.
ومع ذلك نرى بعض الملاحظات:
نوح عليه السلام:
يبدو أن تواجد سيدنا نوح غير محدد في القصص القرآني، ولكن بعيدا عن قصة نوح وفي سورة الاسراء نقرأ التالي:
(وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِن دُونِي وَكِيلًا (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3)
إذن جذور ذرية بني اسرائيل من ضمن من "حملنا" مع نوح والمعروف أن قصة بني اسرائيل تدور كلها في المستطيل القرآني (مصر- فلسطين- الشام- الجزيرة العربية). إذن قصة نوح والطوفان ليست بعيدة عن المستطيل. ومع ذلك فهناك بعض اللطائف..
* الأصنام التي عبدها قوم نوح آثارها موجودة في مكانين في جزيرة العرب. جاء في سورة نوح أسماء لهذه الأوثان (وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا) 23 نوح فهذه أسماء جبال في منطقة قريبة من صنعاء في اليمن، وقد تكون الأقوام في ذلك الزمان أطلقت هذه الأسماء على الجبال الكبيرة تيمناً وتقديساً لهذه الأسماء، ويقال انها كانت لصالحين تم تقديسهم كما حدث في كثير من الأمم.
وأيضا أطلقت هذه الأسماء على أوثان في إحدى المناطق القريبة من مكة.
* وقال القرآن (وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ) هذا ما ذكره القرآن عن سفينة نوح عندما هبطت بعد الطوفان. وفي بعض التفاسير اشارة إلى ان الجودي جبل في شمال الموصل. ولكن أحداً من علماء المسلمين لم يقم بأي دراسة جغرافية عن هذه المعلومة (في حدود علمي).
* كما ذكرت فإن الأجانب يهتمون بهذه الأمور أكثر مننا.
منذ عدة سنوات نشر على الانترنت صورا واضحة لسفينة محطمة ولكن محتفظة بمعظم جسمها فوق جبل آرارات في تركيا وقال العلماء باحتمال أن تكون سفينة نوح وجاء في التقرير ان العلماء يدرسون عمر هذه السفينة لأن اكتشاف عمر الأخشاب مسألة أصبحت محسومة علمياً، ولكن الموضوع اختفى. والمسلمون مختفون دائماً فهم مشغولون بقتل بعضهم البعض أو اعطاء أطنان من الذهب والفضة والهدايا الثمينة لزعماء الصليبيين.
والمفترض أن جبل آرارات التركي ليس بعيداً عن الحدود العراقية، أي انه قريب جدا من المستطيل القرآني ولكن أحداً من المسلمين لا يبحث في هذه الأمور رغم ان القرآن الكريم حضهم على هذا البحث (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا..)الروم 9
ومع ذلك فكل هذه الأمور نطرحها على سبيل من الاستدلال الاضافي ولا نبني نظريتنا عليها. لم أجد وقتا لدراسة مسألة جبل الجودي (مؤقتا) وهو أمر غير جوهري لهذه الدراسة لأن العراق مذكور في القرآن صراحة بكلمة (بابل) (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ)البقرة 102 وهذا يكفي لرسم الخريطة القرآنية. وكما اوضحنا فان بني اسرائيل من ذرية من (حملنا مع نوح) وبنو اسرائيل يعيشون في المستطيل.
يونس عليه السلام:
هناك رواية ثابتة في السيرة النبوية الشريفة عن لقاء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مع غلام نصراني في الطائف، حين كان يتعرض عليه الصلاة والسلام للاعتداء والملاحقة بأوامر من سادة الطائف، وقد تعاطف الغلام مع سيدنا محمد وقدم له عنقوداً من العنب بعيداً عن أعين المجرمين وخلال الحوار جاء اسم سيدنا يونس على لسان الغلام فقال له محمد صلى الله عليه وسلم.. إني أخي النبي من نينوي أي من منطقة الموصل.
وهذه رواية كافية لتحديد مكان سيدنا يونس ولكنها لم ترد في القرآن ولذا لم نضع اسم يونس بين ال 18 نبي الوائل، ولكن دون تشكيك في أن مكانه كما ذكررسول الله.
لم تبق اذن سوى بعض الكلمات حول سيدنا أيوب عليه السلام، لننتهي من رسم خريطة القرآن وفق موضع الأنبياء، ولكن لا تزال في الخريطة بقية: أحداث- قصص- وقائع، وسنجدها كلها في المستطيل القرآني. وبعد ذلك ننتقل إلى التحليل الأكثر شمولا.
(نواصل)
انظر دائما إلى الخريطة/ الوطن العربي والآسيوي+ مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.