«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نوح عاش في المستطيل.. دلائل قرآنية إضافية
دراسة: المستطيل القرآني (الشرق الأوسط)- حلقة (4)
نشر في الشعب يوم 07 - 09 - 2017


قرية في البقاع باسم النبي شيث ابن آدم
(هذه دراسة غير منشورة وغير مكتملة بعد لمجدي حسين رئيس حزب الاستقلال ورئيس تحرير جريدة الشعب الذي يقبع الآن مغيبا خلف أسوار السجون بأحكام ظالمة وغير دستورية.. لقد تم ترتيب الجزء المكتوب من الدراسة في حلقات وسننشر تباعا الحلقات الموجودة لدينا لحين خروجه من محبسه وإكمال عطائه الفكري والسياسي والذي نأمل أن يكون قريبا بإذن الله..)
نستكمل حديثنا عن سيدنا نوح..
هل تم العثور على سفينة نوح؟
منذ عدة سنوات نشر موضوع مصور مثير على الانترنت، عن العثور على سفينة من المحتمل أن تكون سفينة نوح (وأعيد نشر الموضوع على موقع الشعب) وكانت هناك صورة لسفينة كبيرة مصنوعة من الخشب وتم العثور عليها فوق إحدى قمم جبل أرارات التركي وهو قريب من العراق.
وجاء في التقرير ان العلماء يدرسون عمر هذه السفينة وهذا أمر سهل لأن اكتشاف عمر الأخشاب أصبح مسألة مضبوطة علمياً. ولكن الموضوع اختفى بدون أي متابعة، والمسلمون مختفون دائماً، فهم مشغولون بقتل بعضهم البعض أو تقديم فروض الطاعة والولاء لواشنطن.
والمفترض أن جبل أرارات التركي ليس بعيدا عن الحدود العراقية أي انه قريب جدا من المستطيل القرآني. ولكن أحداً من المسلمين لا يبحث في هذه الأمور. وبدون اعطاء أي أهمية قصوى لهذا الخبر، فانني أنتهز الفرصة لتأكيد اننا نحتاج لتخصص أعداد من العلماء في مجال التاريخ والجغرافية والانثروبولوجية (علم السلالات والآثار) وهذه التخصصات موجودة، ولكنها تعمل بشكل روتيني كموظفين في الجامعات أو المدارس. ونترك الأعمال المهمة (كالآثار مثلاً) للأجانب!!.
مفاجأة: بالعودة للتوراة وجدت أن الرواية تقول بهبوط سفينة نوح على جبل أرارات وهذا يعني أن أصحاب قصة السفينة التي عثر عليها في أرارات مجموعة من اليهود يعملون للترويج للتوراة!!.
تفسير أحمد حسين وأصنام قوم نوح:
في تفسير القرآن الكريم لأحمد حسين الصادر عن المجلس الأعلى للشئون الاسلامية عام 1976 ورد في تفسير سورة نوح ما يلي:
(وداً، سواعا, يغوث, يعوق, نسرا- هذه الخمس كلمات هي أسماء الأصنام التي كان يعبدها قوم نوح ومن عجب أن عبادة هذه الأصنام بقيت آثارها في جزيرة العرب حتى البعثة المحمدية. فكان العرب في الجاهلية يسمون بعض أبنائهم عبد يغوث وعبد ود وقد أثبت المفسرون القدامى ما قاله ابن الكلبى في كتابه عن الأصنام أن (ود) كان صنما على صورة رجل لبني كلب في حومة الجندل و (سواع) على صورة امرأة لهمذان أو هزيل و (يغوث) لمذحج أو غطيف وكان على صورة امرأة و (يعوق) لمراد أو لهمذان وهو على صورة فرس و (نسر) لحمير أو لذي كلاع من حمير وهو على صورة نسر. هذه القبائل في بلاد اليمن)!! (انتهى الاقتباس).
ألم أقل لكم اننى زرت في اليمن جبالاً تحمل هذه الأسماء في ضواحي صنعاء!!
أليس كل هذه دلائل إضافية على أن قصة سيدنا نوح كانت بدورها تدور في المستطيل القرآني؟! ولكننا لم ننتهي بعد!.
*****************
هل الطوفان شمل العالم أم قوم نوح فحسب؟
سنجد في القرآن الكريم اهتماماً محوريا بسيدنا نوح فهو ضمن العُقد (المحطات) الرئيسية التي تفرعت منها النبوة. سنجد العقدة الأولى هي سيدنا آدم فهو أبو البشر وإن كان القرآن لم يذكر لنا أي أنبياء بين آدم ونوح. وفي عدة مواضع في القرآن يتحدث عن نوح كعقدة جديدة أو محطة جديدة لتفرع جيل من الأنبياء.
ثم سيدنا ابراهيم كعقدة ثالثة حيث تفرعت منه النبوة من خلال التناسل المباشر أي من خلال الأبناء..( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا) مريم 58.
ونوح دائما يمثل محوراً أو محطة جديدة وكأنه آدم الثاني وهذا يوحي أن الطوفان اكتسح كل سكان الأرض، وبدأ التناسل من جديد من أهل السفينة الناجين كما بدأ النسل بآدم وحواء.
وبعض المفسرين يستخدمون تعبير أن الطوفان اكتسح كل سكان الأرض ولكن القرآن الكريم لم يقل هذا صراحة فلا نستطيع أن نقول به. ولكن يظل تركيز القرآن على قوم نوح وإغراقهم بدون ذكر أي شيئ عن أقوام أخرى ضمن منهج القرآن في التركيز على المستطيل. نقول هذا رغم أن كثيرا من تاريخ الشعوب القديمة يتحدث عن الطوفان وبالأخص البابليين (العراق) والهنود. ولكننا لا نملك أن نقول أن طوفان نوح شمل العالم في لحظة واحدة. وإن كان القرآن تجاهل تماماً (وهذا ليس من قبيل الصدفة ولا صدفة في القرآن) وجود أي عوالم أو أمم أخرى في وقت نوح. وهذا ما يعني على الأقل أن مصير العالم يتحدد في هذه البقعة المتوسطة من العالم التي اختارها الله لتكون هي المحور.
عندما تقرأ القرآن في قصة سيدنا نوح تشعر بأن قصة جيل من البشر قد طويت تماماً وظهرت أجيال أخرى.
ثم وضع القرآن نوح مع ابراهيم مع أسبقيته له (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ) الحديد 26.
وهناك آية أخرى بالغة الأهمية بالنسبة لموضوعنا عن سيدنا ابراهيم (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ) الأنعام 84 وهذه الآية مفتاح لعديد من الحقائق:
(1) ان من ذرية نوح: داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وهكذا بنص القرآن فإن ذرية نوح كلها في المستطيل القرآني (القسم الآسيوي من الوطن العربي + مصر) وهذا مذكور صراحة في آيات أخرى، عدا أيوب، لذا من الطبيعي أن يكون أيوب ضمن هذه الموجة من الأنبياء داخل المستطيل القرآني.
(2) وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين. ولاحظ أن هذه المجموعة 3 منهم من فلسطين او الشام: زكريا وابنه يحيى وعيسى. وتذكروا اننا استنتجنا أن إلياس فلسطيني أو شامي لأن الكنعانيين وهم جذور الفلسطينيين كانوا يعبدون بعلاً وقد جاء في القرآن عن الياس يقول (أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ) الصافات 125.
(3) ثم تأتي الدفعة الأخيرة:
اسماعيل وأليسع ويونس ولوطا- ونحن نعلم أن اسماعيل في جزيرة العرب وأن لوطاً في فلسطين أو الشام ويونس – من حديث نبوي- من العراق (نينوى) فلم يبق سوى (أليسع) فهل من المتصور ان يكون في ايطاليا أو الهند او امريكا. أم في نفس هذا المكان المركزي من العالم، وحتى ان كان خارجه فإن القرآن لم يذكر أي شيئاً عنه أو عن مكانه، وقد قلنا أن معيارنا للخريطة القرآنية هو الأماكن المذكورة صراحة في القرآن.
ولكن بقيت نقطة أخيرة بالنسبة لسيدنا نوح، وهي آية أخرى تؤكد وجوده في المستطيل القرآني..ففي بداية سورة الاسراء (وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِن دُونِي وَكِيلًا (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) الاسراء 2-3.
وننتقل في تفسيرهاتين الآيتين من تفسير المنتخب الصادر عن المجلس الأعلى للشئون الاسلامية- وزارة الأوقاف- وهو تفسير لمجموعة من العلماء. يقول التفسير:
الآية 2: وان بيت المقدس كان يسكنه بنو اسرائيل من بعد موسى حتى أفسدوا فيه فشردوا منه من قبل، مع اننا أعطينا موسى التوراة وجعلنا فيها هداية لهم وقلنا لهم لا تتخذوا غير الله من تفوضون إليه أموركم.
الآية 3: أنتم أيها الاسرائيليون ذرية المخلصين الذين كانوا مع نوح في الفلك بعد ايمانهم ونجيناهم من الغرق، اجعلوا نوحاً قدوتكم كما جعله أسلافكم، فإنه كان عبدا كثير الشكر لله على نعمته. (انتهى الاقتباس).
إذن قبائب بني اسرائيل وكل تاريخها يدور داخل المستطيل القرآني خاصة بلاد الشام، ممن حملهم نوح على السفينة (المقصود طبعا عدداً من أجدادهم).
وبعد كل ما طرأ على بني اسرائيل من انحرافات متجددة فقد أصبحنا نحن المسلمين وهم نتصارع حول السيادة على هذا المستطيل حتى الآن.
والسبب هو رغبتهم في التسلط والهيمنة أما بالنسبة للمسلمين فلم تكن لديهم مشكلة في أي وقت أن يؤدي اليهود شعائرهم والمسيحيون شعائرهم في بيت المقدس وفي فلسطين، ولكن اليهود يريدون لا التسلط على المستطيل وما به من مقدسات فحسب ولكن يريدون السيطرة على العالم بأسره، وسيطرتهم على القدس مجرد رمزا لهذا الانتصار. وهذا أيضا من أسباب اهتمامنا بتحديد هذا المستطيل واكتشاف أهميته، وهذا من أسباب هذه الدراسة ليعرف المسلمون أن منطقة الشرق الأوسط لا يحكمها إلا طرف واحد، وهكذا كانت عبر التاريخ، وعلينا أن نختار بين موقع السادة (وهي بلادنا على أي حال) وموقع العبيد لأمريكا واسرائيل. وسنعود لهذا الموضوع ولسورة الاسراء والافساد في الأرض. ولكننا نتلمس مع القارئ أو نشعره بالتدريج ان اهتمامنا ليس بالجغرافية في حد ذاتها، فنحن نتحدث في موضوع استراتيجي عالمي من الطراز الأول، أراد الله أن يضعنا- نحن في مصر- في هذه المسئولية العظمى، وهذا يفسر معنى الحديث أن المصريين في رباط إلى يوم الدين. في حين يدعوننا البعض للاستسلام حتى يوم الدين وهذا هو وباء اسمه (كامب ديفيد).
وهكذا فكأننا أكدنا أن ال 25 نبيا المذكورين في القرآن من المستطيل جميعا عدا آدم!!.
قصة طريفة عن سيدنا آدم:
وقبل ان نختم هذا القسم من الدراسة نقول: انني لا أقاتل من أجل اثبات أن آدم هبط في هذا المستطيل القرآني، بل لقد نفيت ذلك لأنه لا يوجد دليل من القرآن والسنة الصحيحة المذكورة. ولكنى لا أستطيع أن أخفي احساسي انه كان قريبا أو كان يحوم قريبا من المستطيل!!.
وكما ذكرت فان هذا لا يؤثر على النظرية التي اقتربت من الاكتمال والتوضيح. المستطيل القرآني، أو ما يسمى الشرق الأوسط باعتباره المكان المحوري الذي تدور حوله الصراعات الاقليمية والعالمية منذ عهد أحمس وتحتمس وحتى عهد أمريكا وروسيا الاتحادية حاليا.
ولكن من واجبي أن أضع أمامكم ما وصلت إليه فيما يتعلق بسيدنا آدم وهي معلومات لم أسع إليها فأثناء كتابتي هذه الدراسة تذكرت انني في المرة التي زرت فيها منطقة البقاع وبعلبك في لبنان، فقد مررنا على قرية اسمها (النبي شيث) واسمها مكتوب بوضوح على لافتة كبيرة من الصاج. وبعد ذلك قرأت في الصحف عن قرية أخرى في الشام اسمها (النبي شيث) أيضا. أسماء البلاد مهمة جداً ونحن في مصر نستخدم نفس أسماء القرى التي استخدمها المصريون القدماء، فالأسماء تعيش، وهي لا يمكن أن تكون بلا دلالة فلماذا لا نجد في مصر أو المغرب قرية اسمها (النبي شيث).
وأنا أذكر هذه المعلومة لأعود مرة ثانية أو ثالثة لأقول أن من مظاهر تخلف المسلمين إغفال هذه الوقائع رغم ما تبدو عليه انها موغلة في القدم. فإن الله سبحانه وتعالى يحضنا على البحث في أقدم التواريخ وهذا يحتاج لعلوم الجيولوجيا المتطورة والكيمياء والتاريخ والآثار متضافرين. قد لا تنتبه أن القرآن الكريم يقول (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (20) العنكبوت.
ويؤكد المفسرون المعاصرون ان هذه الآية الكريمة تحث الباحثين على السير في الأرض والبحث ليكشفوا عن كيفية بدء خلق الأشياء من حيوان ونبات وجماد (ربما قصة خلق الانسان الأول فقط ليست في متناول أحد إلا الله وهي واردة في القرآن) ويقول المفسرون ان آثار الخليقة الأولى منطبعة بين طبقات الأرض وعلى ظهرها وهي لذلك سجل حافل بتاريخ الخليقة منذ بدئها حتى الآن.
وسأروي لكم واقعة علمية مذهلة في مجال التقدم العلمي والتي تجاوزت اكتشاف التاريخ الدقيق لحجر أو قطعة خشب أو جمجمة بشرية من خلال معادلات رقمية دقيقة (كعلاقة الخشب بالفحم). فمن ضمن آخر ما وصل اليه العلم انه من خلال الحفر في أعماق القطب الشمالي بنسب معينة يمكن اكتشاف حجم التلوث في أي عهد من العهود كالامبراطورية الرومانية!! وبالتالي اكتشاف حجم التطور الصناعي خلاله مثلا ، على أساس ان طبقات الجليد المطمورة تتوازى مع فترات زمنية معينة وبالتالي تكشف كل طبقة حالة الجو في زمن معين في مكان معين!! ولا تسألني عن التفاصيل فالموضوع صعب وأنا خريج قسم أدبي!! وقد أثبت البحث ان الامبراطورية الرومانية كانت متخلفة في مجال الصناعة بالنسبة لعصرها! بسبب قلة التلوث! (كتاب لماذا تفشل الأمم؟) دارن أ.سيموجينو- جيمس أ. روبنسون.
لماذا نترك تاريخ البشرية وحتى تاريخنا الخاص في أيدي الأجانب، وهم لن يقولوا لنا الحقيقة الكاملة أبداً. بل في مصر نترك معظم آثارنا- وكأننا لا نملك خبراء آثار- في يد خبراء يهود من مختلف الجنسيات، كتلك البعثة النمساوية التي اكتشفت ما يقال انه مدينة الهكسوس بجوار فاقوس بالشرقية، وتبين أن رئيس البعثة يهودي. وهذا يتكرر في كثير من البعثات الأثرية.
*************
بعد هذه الوقفة بمناسبة قرية (النبي شيث) بالبقاع، نكوك قد انتهينا من العرض الجغرافي لقصص الأنبياء في القرآن الكريم وتأكدنا أنهم جميعاً تقريبا من داخل المستطيل القرآني (القسم الآسيوي من الوطن العربي + مصر).
ولكن الخريطة القرآنية التي تضم مجموعة من أسماء الأماكن وبعضها مرتبط بقصص غير نبوي لم نتعرض لها بعدد.. والآن نتقدم- بعد حصر أماكن الأنبياء- إلى حصر باقي الأماكن عموما في القرآن الكريم، لنصل في النهاية إلى نفس النتيجة: لا يوجد في القرآن اسم لمكان خارج المستطيل!!.
للإطلاع على الأجزاء السابقة اضغط على الرابط التالى:
المستطيل القرآني (الشرق الأوسط)- حلقة (1)
دراسة المستطيل القرآني (الشرق الأوسط)- الحلقة (2)
المستطيل القرآني (الشرق الأوسط)- حلقة (3)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.