مجلس الكنائس العالمي يدعو لحماية حرية الدين في أرمينيا: "الكنيسة الرسولية الأرمينية تمثل إرثًا روحيًا لا يُمس"    محافظ قنا يعتمد تنسيق القبول بالمدارس الثانوية للعام الدراسي 2026/2025    تنسيق الالتحاق بمدارس التمريض 2025 بالمنيا (الأماكن والأوراق المطلوبة)    سعر التفاح والموز والفاكهة في الأسواق اليوم الأربعاء 9 يوليو 2025    رسميًا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الاربعاء 9 يوليو 2025    سعر الذهب اليوم الأربعاء 9 يوليو محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    رئيس الوزراء الفلسطيني يأمل في أن تتكلل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بالنجاح سريعا    فلسطين.. «الرئاسية العليا»: كنيسة الخضر والمقبرة في بلدة الطيبة ليستا هدفًا للاحتلال    ملخص وأهداف مباراة فلومينينسى ضد تشيلسى فى نصف نهائى كأس العالم للأندية    سلطنة عُمان تستثمر 25 مليون دولار في توطين مشروعات الصناعات الكيميائية والطاقة    ثنائية بيدرو تمنح تشيلسي بطاقة التأهل لنهائي مونديال الأندية    الرمادي: السعيد مثل المحترفين وعمر جابر سيحمل راية الزمالك    وسام أبو علي يغيب عن معسكر الأهلي.. مهيب عبدالهادي يكشف مفاجأة    أيمن الرمادي عن اعتزال شيكابالا: قرار خاطئ    مدرب الزمالك السابق: يجب أن نمنح جون إدوارد الثقة الكاملة    حامد حمدان ينتقل إلى الزمالك مقابل إعارة ثنائي الأبيض ل بتروجت    الفيفا يفتتح مكتبا داخل برج ترامب استعدادا لمونديال 2026    عقب تداول الفيديو.. «الداخلية» تعلن القبض على طفل يقود سيارة في القليوبية    النيابة العامة تذيع مرافعتها فى قضية حادث الطريق الإقليمي (فيديو)    هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025    تحذير شديد بشأن حالة الطقس اليوم : موجة شديدة الحرارة والرطوبة 93%    إصابة شخصين في حادث تصادم بطريق الصعيد في المنيا    وفاة سائق قطار داخل كابينة القيادة بمحطة دسوق    بعد 12 سنة.. هل يقدم ناصر القصبي نسخة كوميدية من «فبراير الأسود» بعد خالد صالح؟    ريهام حجاج: «وحشني أوي كوكب الأرض قبل ما يقلب سيرك»    «السياحة» تدرج قبتي «يحيى الشبيه وصفي الدين جوهر» على خريطة المزارات الأثرية    بعد سرقتها لوحاته.. الفنان الفرنسي "سيتي": سأقاضي مها الصغير    غالبًا ما تمر دون ملاحظتها.. 7 أعراض خفية لسرطان المعدة    السعودية.. مجلس الوزراء يوافق على نظام ملكية الأجانب للعقارات في المملكة    ولي العهد السعودي يبحث مع وزير الخارجية الإيراني تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة    رئيس الوزراء يعود إلى القاهرة بعد مشاركته في قمة "بريكس" نيابة عن الرئيس    تنظيم الاتصالات: استمرار الخدمة بعد حريق سنترال رمسيس يؤكد وجود بدائل له    "إنستاباي شغال".. وزير الشئون النيابية يرد على نائب بشأن أزمة الخدمات بعد حريق سنترال رمسيس    مصادر طبية في غزة: مقتل 100 فلسطيني بغارات إسرائيلية منذ فجر الثلاثاء    أرسنال يتحرك لضم صفقة نجم كريستال بالاس    جهاز تعمير مطروح: الانتهاء من تصميمات المنطقة السكنية بشرق مدينة مرسى مطروح    وزيرا الكهرباء وقطاع الأعمال يبحثان التعاون في مجالات تحسين كفاءة الطاقة    معشوق القراء... سور الأزبكية يتصدر المشهد بمعرض الكتاب الدولي بمكتبة الإسكندرية    مينا رزق لإكسترا نيوز: الدعم العربى والأفريقي سببا فى فوزى برئاسة المجلس التنفيذى لمنظمة الفاو    وراءها رسائل متعددة.. الاحتلال يوسّع استهدافه بلبنان ويصفي مسؤولًا بحماس شمالًا    80 شهيدًا منذ الفجر.. قصف إسرائيلي عنيف يضرب غزة وأوامر إخلاء شاملة لخان يونس    مستقبل وطن: القائمة الوطنية الخيار الانتخابي الأفضل لتوحيد القوى السياسية    أمين الفتوى يحذر من الزواج العرفي: خطر جسيم على المرأة    مرشحان في اليوم الرابع.. 7مرشحين يتقدمون بأوراقهم لانتخابات مجلس الشيوخ بالأقصر    محافظ الجيزة يعقد اللقاء الأسبوعي لبحث شكاوى المواطنين بعدد من الأحياء    رئيس جامعة بنها يتفقد مستشفى الجراحة: تطوير ب350 مليون جنيه لخدمة مليون مواطن سنويا    تطورات الحالة الصحية للإعلامية بسمة وهبة بعد إجراء عملية جراحية    دينا أبو الخير: الجلوس مع الصالحين سبب للمغفرة    كشف حساب مجلس النواب في دور الانعقاد الخامس.. 186 قانونا أقرها البرلمان في دور الانعقاد الخامس.. إقرار 63 اتفاقية دولية.. 2230 طلب إحاطة باللجان النوعية    رئيس جامعة بنها يتفقد سير العمل والاطمئنان على المرضى بالمستشفى الجامعي    طريقة عمل كيكة الشوكولاتة بأقل التكاليف والنتيجة مبهرة    الخميس.. الأوقاف تنظم 2963 مجلسا دعويا حول آداب دخول المسجد والخروج منه    «الوطنية للانتخابات»: 311 مرشحا لانتخابات الشيوخ على الفردي.. .ولا قوائم حتى اليوم    وزير الكهرباء و"روسآتوم" يتفقدان سير العمل في مشروع المحطة النووية بالضبعة    أمينة الفتوى: «النار عدو لكم فلا تتركوا وسائل التدفئة مشتعلة أثناء النوم»    وزارة الأوقاف تخصص 70 مليون جنيه قروضًا حسنة بدون فوائد للعاملين    ندوة بالجامع الأزهر تُبرز أثر المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في ترسيخ الوَحدة    وزير البترول: تنفيذ مشروعات مسح جوي وسيزمي لتحديد الإمكانات التعدينية فى مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نوح عاش في المستطيل.. دلائل قرآنية إضافية
دراسة: المستطيل القرآني (الشرق الأوسط)- حلقة (4)
نشر في الشعب يوم 07 - 09 - 2017


قرية في البقاع باسم النبي شيث ابن آدم
(هذه دراسة غير منشورة وغير مكتملة بعد لمجدي حسين رئيس حزب الاستقلال ورئيس تحرير جريدة الشعب الذي يقبع الآن مغيبا خلف أسوار السجون بأحكام ظالمة وغير دستورية.. لقد تم ترتيب الجزء المكتوب من الدراسة في حلقات وسننشر تباعا الحلقات الموجودة لدينا لحين خروجه من محبسه وإكمال عطائه الفكري والسياسي والذي نأمل أن يكون قريبا بإذن الله..)
نستكمل حديثنا عن سيدنا نوح..
هل تم العثور على سفينة نوح؟
منذ عدة سنوات نشر موضوع مصور مثير على الانترنت، عن العثور على سفينة من المحتمل أن تكون سفينة نوح (وأعيد نشر الموضوع على موقع الشعب) وكانت هناك صورة لسفينة كبيرة مصنوعة من الخشب وتم العثور عليها فوق إحدى قمم جبل أرارات التركي وهو قريب من العراق.
وجاء في التقرير ان العلماء يدرسون عمر هذه السفينة وهذا أمر سهل لأن اكتشاف عمر الأخشاب أصبح مسألة مضبوطة علمياً. ولكن الموضوع اختفى بدون أي متابعة، والمسلمون مختفون دائماً، فهم مشغولون بقتل بعضهم البعض أو تقديم فروض الطاعة والولاء لواشنطن.
والمفترض أن جبل أرارات التركي ليس بعيدا عن الحدود العراقية أي انه قريب جدا من المستطيل القرآني. ولكن أحداً من المسلمين لا يبحث في هذه الأمور. وبدون اعطاء أي أهمية قصوى لهذا الخبر، فانني أنتهز الفرصة لتأكيد اننا نحتاج لتخصص أعداد من العلماء في مجال التاريخ والجغرافية والانثروبولوجية (علم السلالات والآثار) وهذه التخصصات موجودة، ولكنها تعمل بشكل روتيني كموظفين في الجامعات أو المدارس. ونترك الأعمال المهمة (كالآثار مثلاً) للأجانب!!.
مفاجأة: بالعودة للتوراة وجدت أن الرواية تقول بهبوط سفينة نوح على جبل أرارات وهذا يعني أن أصحاب قصة السفينة التي عثر عليها في أرارات مجموعة من اليهود يعملون للترويج للتوراة!!.
تفسير أحمد حسين وأصنام قوم نوح:
في تفسير القرآن الكريم لأحمد حسين الصادر عن المجلس الأعلى للشئون الاسلامية عام 1976 ورد في تفسير سورة نوح ما يلي:
(وداً، سواعا, يغوث, يعوق, نسرا- هذه الخمس كلمات هي أسماء الأصنام التي كان يعبدها قوم نوح ومن عجب أن عبادة هذه الأصنام بقيت آثارها في جزيرة العرب حتى البعثة المحمدية. فكان العرب في الجاهلية يسمون بعض أبنائهم عبد يغوث وعبد ود وقد أثبت المفسرون القدامى ما قاله ابن الكلبى في كتابه عن الأصنام أن (ود) كان صنما على صورة رجل لبني كلب في حومة الجندل و (سواع) على صورة امرأة لهمذان أو هزيل و (يغوث) لمذحج أو غطيف وكان على صورة امرأة و (يعوق) لمراد أو لهمذان وهو على صورة فرس و (نسر) لحمير أو لذي كلاع من حمير وهو على صورة نسر. هذه القبائل في بلاد اليمن)!! (انتهى الاقتباس).
ألم أقل لكم اننى زرت في اليمن جبالاً تحمل هذه الأسماء في ضواحي صنعاء!!
أليس كل هذه دلائل إضافية على أن قصة سيدنا نوح كانت بدورها تدور في المستطيل القرآني؟! ولكننا لم ننتهي بعد!.
*****************
هل الطوفان شمل العالم أم قوم نوح فحسب؟
سنجد في القرآن الكريم اهتماماً محوريا بسيدنا نوح فهو ضمن العُقد (المحطات) الرئيسية التي تفرعت منها النبوة. سنجد العقدة الأولى هي سيدنا آدم فهو أبو البشر وإن كان القرآن لم يذكر لنا أي أنبياء بين آدم ونوح. وفي عدة مواضع في القرآن يتحدث عن نوح كعقدة جديدة أو محطة جديدة لتفرع جيل من الأنبياء.
ثم سيدنا ابراهيم كعقدة ثالثة حيث تفرعت منه النبوة من خلال التناسل المباشر أي من خلال الأبناء..( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا) مريم 58.
ونوح دائما يمثل محوراً أو محطة جديدة وكأنه آدم الثاني وهذا يوحي أن الطوفان اكتسح كل سكان الأرض، وبدأ التناسل من جديد من أهل السفينة الناجين كما بدأ النسل بآدم وحواء.
وبعض المفسرين يستخدمون تعبير أن الطوفان اكتسح كل سكان الأرض ولكن القرآن الكريم لم يقل هذا صراحة فلا نستطيع أن نقول به. ولكن يظل تركيز القرآن على قوم نوح وإغراقهم بدون ذكر أي شيئ عن أقوام أخرى ضمن منهج القرآن في التركيز على المستطيل. نقول هذا رغم أن كثيرا من تاريخ الشعوب القديمة يتحدث عن الطوفان وبالأخص البابليين (العراق) والهنود. ولكننا لا نملك أن نقول أن طوفان نوح شمل العالم في لحظة واحدة. وإن كان القرآن تجاهل تماماً (وهذا ليس من قبيل الصدفة ولا صدفة في القرآن) وجود أي عوالم أو أمم أخرى في وقت نوح. وهذا ما يعني على الأقل أن مصير العالم يتحدد في هذه البقعة المتوسطة من العالم التي اختارها الله لتكون هي المحور.
عندما تقرأ القرآن في قصة سيدنا نوح تشعر بأن قصة جيل من البشر قد طويت تماماً وظهرت أجيال أخرى.
ثم وضع القرآن نوح مع ابراهيم مع أسبقيته له (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ) الحديد 26.
وهناك آية أخرى بالغة الأهمية بالنسبة لموضوعنا عن سيدنا ابراهيم (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ) الأنعام 84 وهذه الآية مفتاح لعديد من الحقائق:
(1) ان من ذرية نوح: داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وهكذا بنص القرآن فإن ذرية نوح كلها في المستطيل القرآني (القسم الآسيوي من الوطن العربي + مصر) وهذا مذكور صراحة في آيات أخرى، عدا أيوب، لذا من الطبيعي أن يكون أيوب ضمن هذه الموجة من الأنبياء داخل المستطيل القرآني.
(2) وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين. ولاحظ أن هذه المجموعة 3 منهم من فلسطين او الشام: زكريا وابنه يحيى وعيسى. وتذكروا اننا استنتجنا أن إلياس فلسطيني أو شامي لأن الكنعانيين وهم جذور الفلسطينيين كانوا يعبدون بعلاً وقد جاء في القرآن عن الياس يقول (أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ) الصافات 125.
(3) ثم تأتي الدفعة الأخيرة:
اسماعيل وأليسع ويونس ولوطا- ونحن نعلم أن اسماعيل في جزيرة العرب وأن لوطاً في فلسطين أو الشام ويونس – من حديث نبوي- من العراق (نينوى) فلم يبق سوى (أليسع) فهل من المتصور ان يكون في ايطاليا أو الهند او امريكا. أم في نفس هذا المكان المركزي من العالم، وحتى ان كان خارجه فإن القرآن لم يذكر أي شيئاً عنه أو عن مكانه، وقد قلنا أن معيارنا للخريطة القرآنية هو الأماكن المذكورة صراحة في القرآن.
ولكن بقيت نقطة أخيرة بالنسبة لسيدنا نوح، وهي آية أخرى تؤكد وجوده في المستطيل القرآني..ففي بداية سورة الاسراء (وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِن دُونِي وَكِيلًا (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) الاسراء 2-3.
وننتقل في تفسيرهاتين الآيتين من تفسير المنتخب الصادر عن المجلس الأعلى للشئون الاسلامية- وزارة الأوقاف- وهو تفسير لمجموعة من العلماء. يقول التفسير:
الآية 2: وان بيت المقدس كان يسكنه بنو اسرائيل من بعد موسى حتى أفسدوا فيه فشردوا منه من قبل، مع اننا أعطينا موسى التوراة وجعلنا فيها هداية لهم وقلنا لهم لا تتخذوا غير الله من تفوضون إليه أموركم.
الآية 3: أنتم أيها الاسرائيليون ذرية المخلصين الذين كانوا مع نوح في الفلك بعد ايمانهم ونجيناهم من الغرق، اجعلوا نوحاً قدوتكم كما جعله أسلافكم، فإنه كان عبدا كثير الشكر لله على نعمته. (انتهى الاقتباس).
إذن قبائب بني اسرائيل وكل تاريخها يدور داخل المستطيل القرآني خاصة بلاد الشام، ممن حملهم نوح على السفينة (المقصود طبعا عدداً من أجدادهم).
وبعد كل ما طرأ على بني اسرائيل من انحرافات متجددة فقد أصبحنا نحن المسلمين وهم نتصارع حول السيادة على هذا المستطيل حتى الآن.
والسبب هو رغبتهم في التسلط والهيمنة أما بالنسبة للمسلمين فلم تكن لديهم مشكلة في أي وقت أن يؤدي اليهود شعائرهم والمسيحيون شعائرهم في بيت المقدس وفي فلسطين، ولكن اليهود يريدون لا التسلط على المستطيل وما به من مقدسات فحسب ولكن يريدون السيطرة على العالم بأسره، وسيطرتهم على القدس مجرد رمزا لهذا الانتصار. وهذا أيضا من أسباب اهتمامنا بتحديد هذا المستطيل واكتشاف أهميته، وهذا من أسباب هذه الدراسة ليعرف المسلمون أن منطقة الشرق الأوسط لا يحكمها إلا طرف واحد، وهكذا كانت عبر التاريخ، وعلينا أن نختار بين موقع السادة (وهي بلادنا على أي حال) وموقع العبيد لأمريكا واسرائيل. وسنعود لهذا الموضوع ولسورة الاسراء والافساد في الأرض. ولكننا نتلمس مع القارئ أو نشعره بالتدريج ان اهتمامنا ليس بالجغرافية في حد ذاتها، فنحن نتحدث في موضوع استراتيجي عالمي من الطراز الأول، أراد الله أن يضعنا- نحن في مصر- في هذه المسئولية العظمى، وهذا يفسر معنى الحديث أن المصريين في رباط إلى يوم الدين. في حين يدعوننا البعض للاستسلام حتى يوم الدين وهذا هو وباء اسمه (كامب ديفيد).
وهكذا فكأننا أكدنا أن ال 25 نبيا المذكورين في القرآن من المستطيل جميعا عدا آدم!!.
قصة طريفة عن سيدنا آدم:
وقبل ان نختم هذا القسم من الدراسة نقول: انني لا أقاتل من أجل اثبات أن آدم هبط في هذا المستطيل القرآني، بل لقد نفيت ذلك لأنه لا يوجد دليل من القرآن والسنة الصحيحة المذكورة. ولكنى لا أستطيع أن أخفي احساسي انه كان قريبا أو كان يحوم قريبا من المستطيل!!.
وكما ذكرت فان هذا لا يؤثر على النظرية التي اقتربت من الاكتمال والتوضيح. المستطيل القرآني، أو ما يسمى الشرق الأوسط باعتباره المكان المحوري الذي تدور حوله الصراعات الاقليمية والعالمية منذ عهد أحمس وتحتمس وحتى عهد أمريكا وروسيا الاتحادية حاليا.
ولكن من واجبي أن أضع أمامكم ما وصلت إليه فيما يتعلق بسيدنا آدم وهي معلومات لم أسع إليها فأثناء كتابتي هذه الدراسة تذكرت انني في المرة التي زرت فيها منطقة البقاع وبعلبك في لبنان، فقد مررنا على قرية اسمها (النبي شيث) واسمها مكتوب بوضوح على لافتة كبيرة من الصاج. وبعد ذلك قرأت في الصحف عن قرية أخرى في الشام اسمها (النبي شيث) أيضا. أسماء البلاد مهمة جداً ونحن في مصر نستخدم نفس أسماء القرى التي استخدمها المصريون القدماء، فالأسماء تعيش، وهي لا يمكن أن تكون بلا دلالة فلماذا لا نجد في مصر أو المغرب قرية اسمها (النبي شيث).
وأنا أذكر هذه المعلومة لأعود مرة ثانية أو ثالثة لأقول أن من مظاهر تخلف المسلمين إغفال هذه الوقائع رغم ما تبدو عليه انها موغلة في القدم. فإن الله سبحانه وتعالى يحضنا على البحث في أقدم التواريخ وهذا يحتاج لعلوم الجيولوجيا المتطورة والكيمياء والتاريخ والآثار متضافرين. قد لا تنتبه أن القرآن الكريم يقول (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (20) العنكبوت.
ويؤكد المفسرون المعاصرون ان هذه الآية الكريمة تحث الباحثين على السير في الأرض والبحث ليكشفوا عن كيفية بدء خلق الأشياء من حيوان ونبات وجماد (ربما قصة خلق الانسان الأول فقط ليست في متناول أحد إلا الله وهي واردة في القرآن) ويقول المفسرون ان آثار الخليقة الأولى منطبعة بين طبقات الأرض وعلى ظهرها وهي لذلك سجل حافل بتاريخ الخليقة منذ بدئها حتى الآن.
وسأروي لكم واقعة علمية مذهلة في مجال التقدم العلمي والتي تجاوزت اكتشاف التاريخ الدقيق لحجر أو قطعة خشب أو جمجمة بشرية من خلال معادلات رقمية دقيقة (كعلاقة الخشب بالفحم). فمن ضمن آخر ما وصل اليه العلم انه من خلال الحفر في أعماق القطب الشمالي بنسب معينة يمكن اكتشاف حجم التلوث في أي عهد من العهود كالامبراطورية الرومانية!! وبالتالي اكتشاف حجم التطور الصناعي خلاله مثلا ، على أساس ان طبقات الجليد المطمورة تتوازى مع فترات زمنية معينة وبالتالي تكشف كل طبقة حالة الجو في زمن معين في مكان معين!! ولا تسألني عن التفاصيل فالموضوع صعب وأنا خريج قسم أدبي!! وقد أثبت البحث ان الامبراطورية الرومانية كانت متخلفة في مجال الصناعة بالنسبة لعصرها! بسبب قلة التلوث! (كتاب لماذا تفشل الأمم؟) دارن أ.سيموجينو- جيمس أ. روبنسون.
لماذا نترك تاريخ البشرية وحتى تاريخنا الخاص في أيدي الأجانب، وهم لن يقولوا لنا الحقيقة الكاملة أبداً. بل في مصر نترك معظم آثارنا- وكأننا لا نملك خبراء آثار- في يد خبراء يهود من مختلف الجنسيات، كتلك البعثة النمساوية التي اكتشفت ما يقال انه مدينة الهكسوس بجوار فاقوس بالشرقية، وتبين أن رئيس البعثة يهودي. وهذا يتكرر في كثير من البعثات الأثرية.
*************
بعد هذه الوقفة بمناسبة قرية (النبي شيث) بالبقاع، نكوك قد انتهينا من العرض الجغرافي لقصص الأنبياء في القرآن الكريم وتأكدنا أنهم جميعاً تقريبا من داخل المستطيل القرآني (القسم الآسيوي من الوطن العربي + مصر).
ولكن الخريطة القرآنية التي تضم مجموعة من أسماء الأماكن وبعضها مرتبط بقصص غير نبوي لم نتعرض لها بعدد.. والآن نتقدم- بعد حصر أماكن الأنبياء- إلى حصر باقي الأماكن عموما في القرآن الكريم، لنصل في النهاية إلى نفس النتيجة: لا يوجد في القرآن اسم لمكان خارج المستطيل!!.
للإطلاع على الأجزاء السابقة اضغط على الرابط التالى:
المستطيل القرآني (الشرق الأوسط)- حلقة (1)
دراسة المستطيل القرآني (الشرق الأوسط)- الحلقة (2)
المستطيل القرآني (الشرق الأوسط)- حلقة (3)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.