أثارت الصور التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" , "تويتر" , التي تظهر بناء النظام العسكري جدارًا خرسانيًا يحيط بالعاصمة الإدارية الجديدة، التي تبعد عن القاهرة بنحو 60 كيلو مترا في الصحراء الشرقية على طريق السويس , حالة من السخط بين النشطاء , لافيتن إلى أن سبب بناءه هو حماية الطبقة الفاسده من الثورة . ورأى مراقبون أن قائد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، لجأ لبناء أسوار العاصمة الإدارية لحمايتها من الشعب، الذي يتزايد سخطه على النظام يوما بعد يوم؛ بسبب قراراته الاجتماعية والاقتصادية التي زادت من مساحة الفقر، وباتت تنذر بثورة شعبية عنيفة يمكن انفجارها في أي وقت. وشبهه معارضون محاولات بناء السور الذي يحيط بالعاصمة الإدارية , بالجدار العازل الذي أقامه الاحتلال الإسرائيلي حول مدن الضفة الغربية؛ ليحمي مستوطناته من هجمات المقاومة الفلسطينية، أو المنطقة الخضراء المعزولة التي أقامها الاحتلال الأمريكي في قلب العاصمة العراقية بغداد؛ لحماية السفارة الأمريكية والمنشآت الحيوية هناك. وأثارت هذه الصور انتقادات حادة، حيث قال نشطاء إن الغرض من تشييد هذه الأسوار هو حماية قيادات النظام والطبقة العليا المترفة من أي ثورة شعبية، بحيث يصبح الوصول إلى هذه المنطقة المعزولة شبه مستحيل. وعلق الباحث السياسي، جمال مرعي، رأى أن فكرة بناء جدار حول المدينة هو تفكير أمني بحت؛ حتى يضمن النظام عدم وصول أي تظاهرات أو اضطرابات أمنية للعاصمة الجديدة. وأضاف مرعي: "كلنا شاهد ما حدث في ثورة يناير 2011، وكيف تم حصار مجلس الوزراء ومجلس الشعب ووزارة الداخلية بالمتظاهرين، وكيف كان لحصار هذه الأبنية تأثير كبير على تنفيذ مطالب الثوار وقتها"، مضيفا أن الخوف من تكرار هذا السيناريو هو الذي جعل النظام يفكر في نقل كل الوزارات والأجهزة الحكومية للعاصمة الإدارية، ويتم بناء جدار أمني لحماية المدينة؛ حتى تكون بعيدة عن الناس، ويصعب التظاهر أمامها. وتابع: "إجراءات بناء العاصمة الإدارية الجديدة تنقصها الدراسة الوافية، مشيرا إلى أن هذا المشروع الكبير يغلب عليه الرغبة في بناء مبان فخمة محاطة بأسوار؛ لحمايتها أكثر من فكرة بناء مؤسسات إدارية محترفة لفائدة البلد".