ذكر في بعض كتب الأدب.. أن أحد الثقلاء دخل على مريض يعوده.. فما كاد يجلس حتى قال:فلان.. وجهك أصفر.. قال المريض: الحمد لله على كل حال.. قال: يبدو عليك الإرهاق.. قال: الله يعين.. قال: المرض ظاهر عليك..متى بدأت علتك؟ قال: منذ أيام.. قال: مم تشتكي ؟ قال: شكوى يسيرة وأسأل الله الشفاء.. قال: ما هي ؟ قال: مرض معين.. قال: ما هو ؟ أليس له اسم !! طيب.. هل أنت بخير ؟ فقال المريض: كنت بخير قبل أن تدخل عليّ.. قال: حسناً أنا ذاهب.. هل لك حاجة ؟ قال: نعم.. حاجتي أنك إذا خرجت من عندي فلا ترجع إليّ أبداً.. حتى جنازتي أعفيك من الصلاة عليها.. هكذا لسان حال بعض المرضى مع فريق من الزائرين.. فبعض الزوار ما إن يجلس عند المريض حتى يشغله بأسئلة لا تكاد تنتهي.. واقتراحات وملاحظات.. وكأنه طبيب زائر أو استشاري منتدب.. الآداب الشرعية الواردة في زيارة المريض.. 1- أن يلتزم بالآداب العامة للزيارة، كأن يدق الباب برفق، ويخبر باسمه صريحاً، وأن يغض بصره. 2- أن تكون العيادة في وقت ملائم للمريض. 3- أن يستصحب هدية بسيطة للمريض يفرحه بها ويريحه.. وحبذا لو كان شيئاً يستفيد منه المريض.. ككتاب نافع أو شريط أو مجلة.. أو شيئاً من الحلوى.. أو غير ذلك.. 4- أن يكون العائد رفيقاً هيناً ليناً.. يسأل المريض عن حاله برفق.. ولا يدقق معه أو يكثر المسألة أو يدخل في التفاصيل. 5- أن يغض البصر.. إذ قد يظهر من المريض عورة أو أمر معين، فلا ينبغي بالعائد أن يصرف بصره إليه.. 6- ألا يطيل الجلوس حتى يضجر المريض.. وذلك أن المريض تعرض له حاجة إلى حمام.. أو تغيير لباس.. أو نوم.. أو طعام.. فيحرج من العائدين أن يفعل شيئاً من ذلك أمامهم.. إلا إن كان العائد حبيباً مقرباً للمريض.. وكان المريض يرغب في جلوسه ومؤانسته.. فلا بأس.. 7- إدخال السرور على قلب المريض وتذكيره بالأجر والثواب في مرضه وصبره عليه، والعمل على رفع معنوياته.