طلب الطبيب منه أن يجري هذه "الفحوصات" ويعود إليه بعد أسبوع.. تأكد المريض أن هناك مشكلة أو صدمة ما سوف تكشفها له الفحوصات الطبية.. فهو يعلم أو يشعر منذ فترة بأن "صدمة صحية" في انتظاره ولكنه يسوف ويؤجل في "مواجهتها".. لكن هذه المرة أخبره الطبيب بحتمية اجراء الفحوصات حتي يمكن تشخيص المرض.. ومعالجته. ذهب المريض إلي طبيب التحاليل وأجري الفحوصات المطلوبة.. وانتظر المريض نتيجة التحاليل وهو في "حالة" لا يعلمها إلا مولاه .. وكانت المفاجأة أن نتيجة التحاليل "سليمة" ولا توجد هناك أي مشكلة مرضية.. سوي بعض "الالتهابات البسيطة".. ولم يكتب له الطبيب المعالج سوي بعض "الأقراص الفوارة". خرج المريض من عيادة الطبيب.. غير مصدق نتيجة التحاليل.. وأنه لا يعاني من أية أمراض خطيرة.. وهنا بدأ يفكر في الغاء الرحلة التي كان ينوي القيام بها "للاستجمام" في احدي الدول العربية والتي أعد ورتب لها جدولا يشمل برنامج الرحلة .. المكان الذي يقضي به الليلة الأولي واسم الفتاة التي تقضي معه هذه الليلة.. ثم الليلة الثانية واسم الفتاة الثانية.. وهكذا لمدة اسبوع!! بدأ المريض يتحدث لنفسه.. ويتساءل هل سيواصل هذا "الهجص" بعدما أكرمني ربي ومن عليَّ بهذه النتيجة التي اسفرت عنها الفحوصات هل سأستمر في السير بطريق المعاصي أم أتوقف الآن.. وأقرر البدء في الرجوع من هذا الطريق بالغاء هذه الرحلة؟! بينما المريض هكذا .. وكان قد ترك سيارته بمقر عمله .. وعندما حاول استيقاف سيارة "تاكسي" .. وعندما توقفت أمامه السيارة لاحظ انها قديمة "ومهكعة" لا تناسب مكانته و"مقامه".. لكنه رأف بحالة سائقها وتحرج أن يرفض "الركوب" بهذه السيارة بعدما اشار وتوقفت أمامه. في الطريق .. "حدث شيء ما" .. فبينما كان المريض يدير نقاشا واسعا مع نفسه.. ويتذكر "ما حدث منه" علي مدار عشر سنوات .. بينما المريض كذلك.. فوجيء بسائق "سيارة التاكسي المهكعة" يقول له "روح لربنا يا ابني .. ربنا.. رحيم"..!! شعر المريض بقشعريرة .. بعدما أذهله تدخل سائق السيارة في "الحوار الداخلي".. ولم يتكلم المريض بكلمة واحدة من هول المفاجأة.. وظل صامتا حتي حدوث مفاجأة أكبر من سائق السيارة!! وصل المريض الي مقر عمله.. ونزل من "سيارة التاكسي" .. وما ان وضع يده في جيبه لكي يخرج للسائق الأجرة .. إلا وجد السائق قد انطلق دون أن يأخذ منه مليما واحداً!! حدث ذلك قبل الوقوف بعرفات بأيام .. وكان آخر أفواج الحجاج تغادر مطار القاهرة بعد... وعقب ما حدث "للمريض" من سائق سيارة التاكسي.. وجد نفسه يلهث هنا وهناك للحصول علي "تأشيرة حج". علي الرغم من صعوبة الحصول علي تأشيرة الحج في ذلك "الوقت الضيق".. إلا أن المريض وبعد محاولات شاقة حصل علي تأشيرة وسافر لأداء الحج. كان المريض يري في "الجهد والتعب" الذي سيبذله في الحج نوعاً من "اخراج وطرد" ما خلفته سنوات الليالي الحمراء وما صاحبها لكن احساسه هذا لم يجعله يشعر بأي تعب أو ارهاق منذ مغادرته مطار القاهرة وحتي "الصعود إلي عرفة". خاف المريض أن يكون عدم شعوره بأي ارهاق أو تعب حتي الآن.. اشارة أو دليلاً علي أن الله سبحانه وتعالي لم يرض عنه أو يقبل حجته.. فأراد ان يبذل ما في وسعه حتي يتولد لديه الاحساس والشعور الذي يسعي اليه. اخذ المريض يتوسل الي رفاقه في رحلة الحج ان يدلوه علي مكان "جبل الرحمة" حيث وقف سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم هناك.. وعلي الرغم من ان كثيرين قالوا له ان هناك ازدحاما كبيرا.. وأن النبي صلي الله عليه وسلم قال: إن عرفة كلها موقف وليس جبل الرحمة فقط.. حتي يسهل صلي الله عليه وعلي آله وسلم علي الناس جميعاً.. علي الرغم من أن كثيرين قالوا "للمريض" هذا الحديث.. إلا أنه أصر علي التوجه الي جبل الرحمة.. حتي اذا صعد الجبل .. وجد بركانا من الدموع ينفجر من عينيه .. وانفجرت معه سلسلة من الدعوات والتوسلات بقبول التوبة والرحمة.. والشكر علي النعم التي لا تعد ولا تحصي.. وهنا بدأ المريض يشعر أن "شيئا ما" بداخله قد تغير. شاهدت بعيني "المريض" قبل وبعد ما حدث له.. فكان الفارق واضحا.. وواضحا جداً جداً. واقعة أخري لا يمكنني أن أنساها.. حيث كنت وعدد من الاصدقاء نسير "بمنطقة الحسين" رضي الله سبحانه وتعالي عنه وأرضاه.. وبينما نحن نسير .. شاهدنا "رجلا كفيف" يجلس علي رأس أحد الممرات ويتلو القرآن الكريم.. وكان صوته جميلا حقاً وكان المارة يتصدقون عليه بما يستطيعون. قبل أن نقترب من الممر الذي يجلس عنده الرجل الكفيف.. شاهدت "هذه الواقعة" .. "أحد الشحاتين" والذي طلب "حاجة لله" من أحد المارة .. توجه الي الرجل الكفيف واخرج من"جيبه" لا ادري "كم" .. ووضعه في "حجر الكفيف" ثم راح لحال سبيله!! لم يكن هذا الشحات زميل أو صديق الكفيف .. فالتصرف الذي قام به كان تلقائيا.. وهو يعلم ان الرجل الكفيف لا يراه ولا يستطيع أن يفرق بين هذا.. وذاك.. إننا تعودنا أن نري "الشحات" يجمع المال.. لكن هذه هي المرة الأولي.. التي أري فيها "شحات" يتصدق علي "شحات"!! * كنوز: إنه دعاء يدعو للطمأنينة في السفر.. روي عن رسول الله صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم أجمعين أنه كان إذا خرج للسفر.. يتعوذ من وعثاء السفر وكآبة المنظر .. وكان يكبر ثلاثا ثم يقول: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلي ربنا لمنقلبون.. اللهم نسألك في سفرنا هذا البر والتقوي .. ومن العمل ما ترضي .. اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده.. اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل .. وأنه عند العودة من السفر يقول صلي الله عليه وسلم: آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون .. صدق الحبيب سيدنا محمد صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم اجمعين - آمين. [email protected]