تشهد الساحة السياسية العربية والإسلامية، حصار مؤسف من الأشقاء العرب على دولة شقيقة، كان من المفترض ان يظهروا تعاونًا وتكاتفًا واضحًا لمواجهة التدخل الغربى فى المنطقة، ولكن بدلاص من ذلك فرضت شروط تعجيزية للصلح فيما بينهم، مما قد يجعل الأمر يتطول إلى مالا يحمد عقباه على الجميع. القائمة وما تضمنتها من 13 بندًا، والتي يُشترط الموافقة عليهم خلال 10 أيام من تاريخ تقديمها وإلا "تعتبر لاغية"، حللها سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بأنها "تعجيزية وسترفضها قطر". وقال اللاوندي، إن التجربة أثبتت منذ سنوات، أن قطر أبدًا لن تطيع مثل هذه القائمة، خاصة أن الصورة تبدو في ظاهرها قطر كدولة منفردة، ولكن في باطنها تتحالف معها عدة دول مثل تركياوإيران وسلطة عمانوالكويت التي تحظى بعلاقات قوية من كل من تريكا وإيران. وأضاف اللاوندي أنّ "قطر سترفض بشكل أو بآخر الاعتراف بتدريب أو تسليح عناصر إرهابية، وستنكر أنها تمول الإرهاب، كما سترفض إغلاق قناة الجزيرة، ولن تستطيع التخلي عن القاعدة العسكرية التركية على أراضيها". وتوقع أستاذ العلاقات الدولية، أن تتجه قطر للتصعيد عسكريًا، بحسب ما نشرته مجلة "فورن بوليسي" الأمريكية، التي تحدثت عن أن "العقل السياسي العربي يتجه نحو حرب بعالمية ثالثة"، بحسب اللاوندي. وفسر اللاوندي، ما نقلته الجريدة الأمريكية بأن "أمريكا تقف مع دول الخليج ومعهم مصر وعدة دول أخرى. بينما تقف روسيا خلف إيرانوتركياوقطر وباقي الدول المتضامنة معها". من جانبه، قال بشير عبد الفتاح، الخبير بالعلاقات الدولية، والباحث بركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن هناك مطالب "شبه مستحيلة" ضمن قائمة المطالب التي قدمتها الكويتلقطر، على رأسها "إغلاق القاعدة العسكرية التركية، وإغلاق قناة الجزيرة، وتسليم قيادات الإخوان". وأضاف عبد الفتاح "قد ترفض تلك الشروط الثلاث، وتتفاوض على باقي المطالب، وفي هذه الحالة سترجع الأزمة لطاولة المفاوضات من جديد". أما في حالة رفض قطر قائمة المطالب بالكامل، فتوقع عبد الفتاح، أن تتجه الدول المقاطعة للتصعيد، حسبما لوح الجانب الإماراتي في تصريحاته الأخيرة ب"فرض مزيد من العزلة على قطر، واحتماليات اللجوء لمجلس الأمن الدولي". يشار إلى أن قائمة المطالب، تضمنت إغلاق قناة الجزيرة، وخفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر، وإنهاء التعاون مع تركيا، وإعلان قطر عن قطع علاقاتها بكافة التنظيمات الإرهابية والطائفية والأيديولوجية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، وجماعات أخرى بينها حزب الله والقاعدة وداعش. كما تتضمن القائمة، عدم تجنيس قطر لمواطني الدول الأربع المقاطعة، وتسلم جميع الأشخاص المطلوبين لدى الدول الأربع فيما يتصل بالإرهاب، ووقف تمويل أي كيانات متطرفة تصنفها الولاياتالمتحدة جماعات إرهابية. كانت مصر وأربع دول خليجية هي السعودية والبحرين والإمارات واليمن، قد قررت في الخامس من يونيو الماضي، قد أعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بسبب "تدخلها في الشؤون الداخلية ودعم الإرهاب"، بحسب بيانات رسمية من الدول الأربع.